مصطفى كارت أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

بدعم من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، هاجم الزعيم الانقلابي خليفة حفتر طرابلس، عاصمة الحكومة المشروعة المعترف بها من الأمم المتحدة في ليبيا. 

وكما في المرة السابقة، باء بالفشل. 

حمّل حفتر تركيا، التي دعمت الحكومة الليبية، المسؤولية بعد هزيمته في يونيو الماضي، واختطف 6 بحارة أتراك مطلع يوليو..

ثم اضطر لإخلاء سبيلهم لاحقًا عندما أصدرت تركيا بيانًا قالت فيه: "يجب إخلاء سبيل مواطنينا فورًا، وإلا فإن حفتر سيصبح هدفًا مشروعًا لنا". 

كان حفتر يعلم معنى أن يصبح "هدفًا مشروعًا" لتركيا. 

***

من هو حفتر؟ 

ضابط سابق شارك في الانقلاب الذي جلب القذافي إلى السلطة في 1969.

سقط أسيرًا عندما واصل العمليات على الرغم من توقيع القذافي اتفاقًا للانسحاب خلال الحرب الليبية التشادية عام 1987. 

لم يحرره القذافي. وفي 1990 لجأ إلى الولايات المتحدة. 

أقام في منطقة نعرفها من الأفلام الأمريكية. 

ليس في هوليوود، وإنما في لانغلي/ فيرجينيا، الحي الكائن فيه مقر "سي آي إيه".

نفذ محاولة انقلابية فاشلة ضد القذافي عام 1996. 

ظهر مجددًا بعد اندلاع الحرب في ليبيا عام 2011. وسعى للاستيلاء على قيادة الجيش لكنه فشل. 

لم يتمكن من الحصول على منصب في المؤسسات الليبية المشروعة، فعاد إلى الولايات المتحدة. 

في 2014، أسس جيشًا من العصابات وتزعمه ضد حكومة طرابلس. 

وتحت غطاء مكافحة تنظيم داعش، نفذ مجازر ضد المدنيين ومارس التطهير العرقي. أقام علاقات مع الغرب وروسيا على حد سواء. 

وثّقت منظمة العفو الدولية ارتكابه جرائم حرب.

***

أكبر داعمين لحفتر هما الإمارات ومصر. كما أن روسيا توفر له الجنود المرتزقة عن طريق شركة أمنية. وفي المقابل منح حفتر روسيا قاعدتين في شرق ليبيا. زار حفترموسكو مرتين. 

استنادًا إلى سجلات رحلات جوية مسربة، أعلن موقع "ميدل إيست آي" أن القوات الجوية لبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والإمارات نقلت مساعدات من هذه البلدان إلى حفتر. 

توجه حفترإلى باريس في 12 إبريل 2018. أعلن حينها أن الزيارة بغرض العلاج. 

من المفيد أن نذكر، في سياق علاقاته مع الولايات المتحدة، أن اثنين من أبنائه الخمسة وابنته الوحيدة يقيمون في ولاية فيرجينيا. 

وهو نفسه يحمل الجنسيتين الليبية والأمريكية. 

***

لماذا كتبت ما سبق؟ 

أعلنت تركيا الأسبوع الماضي المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر المتوسط مع الحكومة الليبية في طرابلس، المعترف بها من جانب الأمم المتحدة. 

وبذلك باءت بالفشل مخططات اليونان وجنوب قبرص ومصر وإسرائيل في تقاسم شرق المتوسط بمعزل عن تركيا وشمال قبرص. 

استاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا من تركيا. وفي أعقابها نفذ حفتر هجومه على طرابلس. 

عن الكاتب

مصطفى كارت أوغلو

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس