بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

يخضع حوالي 460 كم من أصل 911 كم تشكل الخط الحدودي بين تركيا وسوريا، لسيطرة تنظيم "ي ب ك" الإرهابي. 

تحتوي هذه المنطقة المسماة شرق الفرات على 80 من الأراضي الزراعية علاوة على موارد النفط والغاز في سوريا. 

يسيطر "ب ي د" الجناح السياسي لبي كي كي في سوريا على المنطقة تحت مسمى "الإدارة الذاتية"، ويوجد فيها 60 ألف مقاتل من جناحه المسلح "ي ب ك". 

يسير النظام السوري بالاشتراك مع "ي ب ك" شؤون الأمن في الحسكة، في حين يسيطر الأخير على مدن تل رفعت والشيخ مقصود في حلب. 

عن هذا يقول تنظيم "ب ي د": "نستضيف النظام في القامشلي ويستضيفنا في حلب". 

أسس تنظيم "ي ب ك" بأمر من الولايات المتحدة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عام 2015 وضم إليها عناصر عربية. 

ومع إضافة الرقة ودير الزور عقب خروج تنظيم داعش منهما أصبح في المنطقة 30 ألف شرطي و140 ألف موظف مدني يعملون في مناطق سيطرة "ب ي د". أي أنها دولة برعاية الولايات المتحدة إذا جاز التعبير. 

***

بيد أن بدء تركيا بحشد قوات في المنطقة المقابلة لتل أبيض في الأيام الماضية أثار الهلع لدى الولايات المتحدة و"ي ب ك".

بعد مباحثات في 23 يوليو الماضي، يعود الوفد الأمريكي إلى أنقرة يوم 5 أغسطس. في المباحثات الأولى سعى الوفد لعرقلة العملية التركية، واقترح إقامة منطقة آمنة منزوعة السلاح الثقيل بعمق 14-15 كم. 

من الضروري الآن أن يزيد الوفد عمق المنطقة، لأن تركيا تمتلك القدرة على إنشاء منطقة آمنة بعمق 32 كم إذا تطلب الأمر. 

تشمل المنطقة الآمنة التي تقترحها تركيا جميع المساحات الخاضعة لسيطرة "ي ب ك". وفي الواقع، أولوية تركيا من المنطقة التي ستشئها باسم "ممر السلام" هو الحيلولة دون قيام كيان شبيه بالدولة تحت سيطرة "ي ب ك".

***

بعد رؤية عزم تركيا بلغ القلق مبلغه لدى الولايات المتحدة و"ي ب ك"، لأن روسيا لا تقدم دعمًا واضحًا لـ "ي ب ك" الذي أعلن أنه سيتعاون مع النظام السوري شرط المحافظة على الإدارة الذاتية. 

بينما تلعب الولايات المتحدة و"ي ب ك" والنظام السوري على الوقت، تتبع روسيا سياسة الانتظار والترقب. 

تسعى الولايات المتحدة لإقناع تنظيم "ي ب ك" الذي هدد بالانسحاب من مناطق داعش في حال تنفيذ عملية تركية محتملة. 

لكن الكابوس الحقيقي الذي يقض مضجع واشنطن هو حصول "ي ب ك" على دعم روسيا واتفاقه مع النظام السوري. فهذا ما سيطيح باستراتيجية الولايات المتحدة الرامية للعب دور في مستقبل سوريا عن طريق "ي ب ك". 

لذلك لا تتخلى الولايات المتحدة حاليًّا عن التنظيم، لكن في المقابل من الصعب جدًّا الآن إيقاف تركيا.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس