حسناء كلينج أرسلان - خاص ترك برس

المشهد لا يتغير في تركيا، لم يُقدّم المسؤلون رفيعو المستوى حتى الآن معلوماتٍ مُطمئِنة للشعب التركي حيال سقوط الطائرات الحربية التركية "أف 4 (F4)"، الذي أدّى إلى استشهاد أربعة طيارين في مدينة "ملاطيا" جنوب تركيا.

بعد أسبوع على مرور هذا الحادث، شهدت تُركيا حادثةً مِثلها وسقطت طائرةٌ أُخرى في مدينة "قونيا" وسط البلاد ولقي طياران حتفهما.

وبالنتيجة في غضون 10 أيام سقطت 3 طائرات من الطراز نفسه الخاص بالقوات المسلحة التركية، وحتّى الآن لا توجد أيّ معلوماتٍ واضحة حول أسباب سقوط الطائرات. وهكذا فقد تركت حوادث الطائرات في العقول سؤالا محيرا وهو؛ لماذا سقطت الطائرات؟

بخصوص هذه المسألة، أوضح رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أغلو" في الكلمة التي ألقاها الأسبوع الماضي في مقر الأمم المتحدة اثناء إجابة على أسئلة الصحفيين؛ أنّ سبب سقوط الطائرة مرتبط بالتدريب ولا علاقة له بالطائرة، كما أكد رئيس هيئة الأركان التركي "نجدت أوزال" ذلك.

فيما انتقد والد أحد الطيارين الذين قد لقوا حتفهم "خيري طانيش" القيادات السياسية أمام منزله؛ وقال: "إنّ هذه الطائرات تحولت الى توابيت نقالة".

وصرّح وزير الدفاع التركي "عصمت يلماز" بأنّ الشعب التركي لم يعد يثق بطائرات أف 4 المخصصة للتدريب.

وقد وُضِعت المزاعم التخريبية أيضاً على جدول الأعمال في تركيا.

أشارت بعض الجرائد التركية إلى أنّ أيدي خفيّة إسرائيلية كانت وراء سقوط الطائرة. وذكرت تقارير إعلامية أنّ تركيا كانت قد أغلقت مجالها الجوي ضد إسرائيل بعد هجومها على أسطول "مافي مرمرة" في عام 2010، إلا أنّ التعاون في المجال العسكري بين تركيا وإسرائيل كان موجوداً قبل ذلك.

وذكرت التقارير أنّ طائرات أف 4 التي سقطت كانت قد أجريت لها عملية تحديث من قبل إسرائيل وفق صفقة اتّفق عليها في تسعينيات القرن الماضي، حيث قام القائد الثاني للجيش التركي "شفيق بير" بزيارة إلى "تل أبيب" في عام 1996، واتّفق هناك مع الإسرائليين على تحديث الطائرات بكلفة تصل لـ 12 مليون دولار الطائرة الواحدة.

وفي أثناء تحديثها، تأكّدت إسرائيل من إحكام سيطرتها عليها بشكل خفي وجعلها مستعدةً للتدخل الخارجي. وبعد هذا التحديث ازداد تساقط الطائرات في تركيا؛ فمنذ عام 2002 توفي 15 ضابطا في حوادث سقوط الطائرات إلى يومنا هذا.

عن الكاتب

حسناء جوخدار

صحفية تركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس