نهاد علي أوزجان - صحيفة ملليت - ترجمة وتحرير ترك برس

تظهر المنافسة الروسية الأمريكية في سوريا على جميع الصعد. ويلجأ البلدان إلى أدوات مختلفة وهما يقدمان على حملات ترمي لصياغة مستقبل سوريا. 

تتوالى الحملات الرامية لتضييق ساحة تحرك كل من الجانبين، ويتغير مركز ثقل الحملات التكتيكية خصوصًا مع ضيق المساحات الواجب السيطرة عليها وبدء الخريطة باتخاذ شكلها النهائي. 

ومع لعب تركيا وتنظيم “ب ي د/ بي كي كي” دورًا في الأجندة السورية، من المفيد إلقاء نظرة على الخطوات التي تقدم عليها الولايات المتحدة وروسيا. 

يدرك البلدان أنهما المتنافسان الأولان في السياسة السورية. وبالتالي فإن مستقبل سوريا سيتشكل في ظل النوايا السياسية والأهداف وخارطة الطريق لكل من الولايات المتحدة وروسيا. 

من جهة أخرى، هناك مشاكل يتوجب على البلدين إدارتها  ولاعبون إقليميون ينبغي عليهما الاتفاق معهم. ومن الواضح أن تركيا واحد من الفاعلين الإقليميين الهامين الذين يتوجب وضعهم في الاعتبار. 

 الجزء الأصعب من مهمة الولايات المتحدة في هذا السياق هو إدارة ردود الأفعال التركية إلى حين نقل الأزمة السورية إلى طاولة المفاوضات، وفي الوقت ذاته حماية “ب ي د/ بي كي كي” من عمليات تركية محتملة. 

لهذا، بينما تتظاهر الولايات المتحدة بالتباحث مع تركيا حول “المنطقة الآمنة” تزيد زخم دعم القدرة العسكرية والسياسية لـ “ب ي د”. 

ففي حين يجري الضباط الأتراك والأمريكيون تحليقًا مشتركًا لمراقبة المنطقة، تكيل حسابات القوات الأمريكية في سوريا المديح لمسلحي “ب ي د”، وتعلن التنظيم شريكًا “موثوقًا وعالي القدرات”.

لا يمكن القول إن الحملات الأمريكية، التي يبدو أنها متناقضة، تطمئن تركيا. ولذلك فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجه للإدارة الأمريكية رسائل شديدة اللهجة تنطوي على مهلة محددة في سوريا. 

الملفت للانتباه هو أن الرسائل التركية، وإن لم نر تأثيرها بعد على الجانب الأمريكي، كانت فعالة لدى روسيا. فوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال ما معناه إن إنشاء تركيا منطقة آمنة شرق الفرات “حق مطلق وقانوني” برأي روسيا. 

ما يتوجب أن نفهمه من هذا التصريح هو الموقف السياسي الملفت لروسيا، بعيدًا عن الجدل القانوني/ الدبلوماسي. فموسكو تكون في غاية الكياسة والمرونة والتفهم تجاه الطروح التركية عندما يتعلق الأمر بخلاف مع الولايات المتحدة في شرق الفرات. 

أما في الواقع، فإن من الواضح أن ما يسعد روسيا هو دخول العلاقات التركية الأمريكية في طريق مسدود. في المقابل، يمكن لموسكو أن تتخذ موقفًا مختلفًا وصارمًا عندما تخص المسألة إدلب أو تنظيم “بي كي كي” الذي ساهمت بتأسيسه ولم تعتبره تنظيمًا إرهابيًّا. 

ما يمكن أن نستخلصه مما سبق هو أن المرء لا ينفعه كثيرًا “تحالفه التاريخي” أو “علاقاته الشخصية” أو “الحق القانوني” عندما يتعلق الأمر بالمصالح القومية.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس