ترك برس 

في الساعات الأولى لعملية نبع السلام وصلت الغارات التركية إلى القامشلي في الشرق وعين العرب "كوباني" في الغرب، ما دفع محللين إلى القول بأن العملية العسكرية التركية أكبر بكثر مما كان متوقعًا في البداية من قبل المراقبين العسكريين الذين توقعوا أن تقوم أنقرة على الأرجح بعمل محدود.

وقال موتلو تشفير أوغلو، محلل شؤون الشرق الأوسط في حديث لقناة الجزيرة الفضائية الإنجليزية: "إن حجم الهجوم فاجأ الكثير من المحللين"، وأضاف أن الأتراك وجهوا ضربات على امتداد 300 كيلومترًا طولًا وعمق 50 كيلومترًا، وضربوا جميع المدن الكبرى تقريبًا.

بدوره رأى سوينر تشابتاي، مدير برنامج الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن هجوم تركيا في هذه المرحلة كان يركز على المدن ذات الأغلبية العربية.

وأضاف أن "هذا اختيار ذكي من جانب أنقرة بسبب حقيقة أن القوات التركية ستكون موضع ترحيب أكبر في المناطق ذات الغالبية العربية، بالنظر إلى السياسة الودودة التي اتبعتها تركيا تجاه السكان العرب".

وقال إن تركيا: "ستواصل توجيه الضربات إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد كاستراتيجية لتقويض قوات سوريا الديمقراطية وإضعاف السلطة السياسية التي تسيطر على المنطقة الحدودية مع تركيا.

ووفقا للنشطاء المحليين على الأرض، فإن هدف تركيا الأول هو مدينة تل أبيض ذات الأغلبية العربية، حيث تأمل أنقرة في تأسيس وجود بري سريع.

وقال محلل الأمن التركي والجندي السابق في القوات الخاصة نجدت أوزتشيليك لقناة الجزيرة، إنه يتوقع أن تستمر المرحلة الأولى من العملية التركية نحو 10 أيام فقط، أو أسبوعين كحد أقصى، بهدف السيطرة على المنطقة بين تل أبيض ورأس العين. 

من ناحية أخرى رأى تشفير أوغلو أن هناك سيناريوهين محتملين: أن تكثف تركيا العمليات البرية، أو تتوقف العملية بسبب إدانة المجتمع الدولي، وقال: "ترامب يتعرض لضغوط والحكومة التركية تتعرض لضغوط وسيجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم لبحث عملية نبع السلام".

يبقى احتمال أن تحاول قوات النظام السوري الاستيلاء على مدينة منبج الرئيسية، إذا قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من هناك دون إنذار مبكر للأتراك.

ويقول المحلل الأمني أوزتشيليك: "في هذه الحالة، قد يحاول الجيش السوري الاستيلاء على منبج قبل القوات التركية أو الجيش السوري الحر. ربما نشهد نوعًا من التوتر، أو ربما مواجهة محدودة، بين عناصر الجيش السوري الحر وقوات نظام الأسد في منطقة منبج، ولكن ليس في الجزء الشرقي".

وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية في تغريدة على تويتر إن المقاتلين الأكراد لن يسمحوا للقوات التركية بالتقدم أكثر. سنستخدم كل إمكانياتنا ضد العدوان التركي."

ولكن وفقا لأوزتشيليك، فإن الميليشيات لن تكون ندًا للقوات التركية المتقدمة، وقال: "تتكون عناصرميليشيا "ي ب ك" من الكثير ممن يتبنون أيديولوجية تنظيم بي كي كي، وقد جندوا بالقوة كثيرًا من الأشخاص الذين لم تكن لديهم خبرة عسكرية جادة".

وتوقع أوزتشيليك أن يحدث كثير من الانشقاقات في جانب ميليشيا "ي ب ك"، وأن يستفيد الجيش التركي من ذلك.

وفي المقابل رأى روبرت ويسلي من مبادرة أبحاث الإرهاب، أن تركيا ستعاني أيضًا من بعض الخسائر بالنظر إلى كبر المساحة التي تريد السيطرة عليها.

وقال ويسلي: "سيتطلب الأمر من الجانب التركي عددًا كبيرًا من الاشتباكات المباشرة مع الميليشيات"، مضيفًا أن استخدام الجيش السوري الحر، سيكون محدودًا أيضًا؛ لأن هذه المجموعات ليست مدربة تدريبًا جيدًا، وليس لديها سجل جيد في التعامل مع مع دفاعات أكثر تطورًا."

وفيما يتعلق برد الفعل الروسي تجاه عملية "نبع السلام"، قال سونر تشابتاي، إن "موسكو ليس لديها خيار سوى دعم الخطوة التركية. وأكثر ما ستفعله روسيا هو التعبير عن الدعم من خلف الأبواب المغلقة، رغم أنها قد تنتقد العملية علانية".

وأوضح أن "النظام السوري وروسيا يعدّان تركيا تهديدًا، لذا فمن خلال توجيه تركيا لمهاجمة "ي ب ك"، تضرب روسيا عصفورين بواحد: ضرب "ي ب ك"، ومحاولة جعله يعتمد على روسيا، وفي الوقت نفسه عدم السماح لتركيا بتحقيق مكاسب."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!