محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

نظمت مؤسسة الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية (سيتا) في العاصمة التركية أنقرة ندوة حول عملية نبع السلام التركية التي تشارك فيها القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري.

تحدث في الندوة كل من المتحدث باسم الجيش الوطني السوري يوسف حمود، ونائب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة العقيد حسن حمادة، وأيضًا الأستاذ مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم المنضوي ضمن صفوف الجيش الوطني.

أول المتحدثين كان الناطق باسم الجيش الوطني الأستاذ يوسف حمود الذي شرح بإسهاب مهام الجيش الوطني وكذلك عملية نبع السلام حيث قال: "ازدادت الممارسات اللاإنسانية التي مارسها عناصر تنظيم "ي ب ك" في مناطق شرق الفرات مثل فرض وتنفيذ ممارسات عنصرية وتهجير الأهالي من غير الأكراد، وتطورت هذه الممارسات بشكل ملحوظ مع زيادة الدعم الهائل الذي قدمته الإدارة الأمريكية تباعًا لهذا الكيان العنصري الذي كان يخطط بتنفيذ مشروع انفصالي مهددًا وحدة الأراضي السورية، لذا فإن أولى أهداف عملية نبع السلام هو الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومحاربة كل المنظمات الإرهابية مهما كانت عناوينها وأفكارها".

نبهت أنقرة مرارًا وتكرارًا لخطورة الخطوات التي تنوي هذه الكيانات الانفصالية تنفيذها على وحدة التراب السوري وزرع كيان عنصري في المنطقة يكون سببًا للكثير من الحروب جراء الممارسات العنصرية والشوفينية. وتحاول أنقرة منذ سنوات وقف تمددها وإنهاء مشروعها الرامي للانفصال وتشكيل كيان "كردي" في المناطق العربية والمختلطة مع الأكراد شمالي سوريا، وذلك بعد نهاية المعارك مع تنظيم الدولة "داعش"، بإسناد جوي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، منذ عام 2014.

وتزامنًا مع الانسحاب الأمريكي من بعض نقاط المراقبة في الشمال السوري، وبعد القيام بعدة دوريات مشتركة مع الوحدات التركية أعلنت أنقرة عن عملية واسعة النطاق سميت بنبع السلام هدفها منع هذه الوحدات الإرهابية من إتمام أهدافها الانفصالية.

شدد يوسف حمود على أن عملية نبع السلام باتت أمرًا حتميًا جراء ممارسات تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي، ومن هذه الممارسات أيضا أن التنظيم أجبر آلاف المدنيين من أكراد وتركمان وآشوريين على النزوح، وجند أطفالًا قسرًا، واغتال النشطاء السياسيين، واعتقل بشكل تعسفي المئات بينهم نساء وأطفال، مؤكدًا أنهم يبذلون جهودًا من أجل عدم مغادرة المواطنين السوريين الأكراد المدنيين القاطنين بمنطقة العملية العسكرية لمنازلهم.

وأضاف حمود: "أقنعنا السكان بضرورة عدم مغادرة منازلهم عبر الاتصال بهم، وبعد التواصل مع إخوتنا الأكراد، عاد قسم من الذين غادروا المنطقة مجددًا إلى منازلهم، ونحن أمّنّا عودة آمنة لهم إلى منازلهم"، مؤكدًا أنهم بعثوا خلال عملية نبع السلام رسائل تطمين للمدنيين من الأكراد والآشوريين والسريان والمسيحيين، قائلًا: "نحن كجيش وطني سوري لن ندير المنطقة، سنسلمها لإدارة مدنية تسهل من عملية العيش المشترك بسلام بعد تحريرها من الإرهاب".

كما أكد الناطق باسم الجيش الوطني أن المناطق التي يتم تطهيرها وتحريرها خلال عملية نبع السلام ستسلم إلى إدارات مدنية، مؤكدًا على وحدة التراب السوري وضمان حقوق جميع الأقليات.

تحدث العقيد حسن حمادة نائب وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة عن النظام الهيكلي للجيش الوطني السوري المشكل حديثًا من كافة الفصائل.

ففي الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2019 تم الإعلان عن أكبر جيش عسكري للثورة السورية بعد اندماج الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير تحت قيادة الحكومة السورية المؤقتة التي تتبع للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، هذه القوات التابعة لوزارة دفاع الحكومة المؤقتة تتألف من سبعة فيالق وتحتوي على نحو 80 ألف مقاتل.

أكد العقيد حمادة أن "الجيش الوطني يعمل وفق الأسس العسكرية النظامية"، مؤكدًا أن "أهداف الجيش الوطني هي تحرير كامل الأراضي السورية من الطغاة، ومحاربة الفساد والديكتاتورية والطائفية، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، والدفاع عن المناطق المحررة، وإعادة المناطق المحتلة إلى أصحابها الحقيقيين".

وأضاف أن "الجبهة الوطنية للتحرير تشكلت عام 2018 بعد انصهار نحو 11 فصيلًا عسكريًا ضمن هيكلها، وتنتشر شمال غربي سوريا من ريف حماة إلى ريف اللاذقية، مرورًا بريف إدلب، بقيادة العقيد فضل الله الحجي، وضمت كلًا من فيلق الشام، وجيش إدلب الحر، والفرقة الساحلية الأولى، والجيش الثاني، والفرقة الساحلية الثانية، وجيش النخبة، والفرقة الأولى مشاة، وجيش النصر، وشهداء الإسلام (فصائل داريا)، ولواء الحرية، والفرقة 23".

وأوضح أيضا أن "الأولوية الأساسية للحكومة المؤقتة تتمثل في إحلال الاستقرار والأمن في المناطق التي يحررها الجيش الوطني"، مؤكدًا أن "كافة الاستعدادات اللازمة أجريت من أجل الحيلولة دون تشكل بؤر الإرهاب مرة أخرة في المناطق المحررة".

المتحدث الاخير كان الأستاذ مصطفى سيجري، الذي أوضح أن "ب ي د" يتحرك حسب توجيهات وتعليمات قادمة من معسكرات جبل قنديل من قبل عناصر غير وطنية، في إشارة إلى أعضاء تنظيم "بي كي كي" الانفصالية،  وشدد على أن عملية نبع السلام، نفذت في ضوء طلبات سكان المنطقة، وأنهم يهدفون من خلالها إلى تحرير المنطقة من ظلم واضطهاد تنظيم "ي ب ك/ بي كي كي" الإرهابي الذي يسيطر عليها،  لذا أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "بي كي كي/ ي ب ك" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

كما تهدف العملية العسكرية إلى القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس