·         ترك برس - الأناضول

قال المبعوث الخاص للرئيس التركي إلى ليبيا، والبرلماني عن حزب العدالة والتنمية، أمر الله إيشلر: "لا يمكن لأي بلد التصدي بمفرده للأزمات التي تواجهنا، نحن بحاجة إلى روح الوحدة في العالم الاسلامي".

جاء ذلك في معرض تقييمٍ أجراه إيشلر، خلال كلمة ألقاها، في الاجتماع الأول لـ "منتدى كوالالمبور الدولي" الذي إلتئم في ماليزيا، بمبادرة من رئيس الوزراء الماليزي السابق "مهاتير محمد"، بهدف تناول أهم المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي، وإنتاج حلول كفيلة لمعالجتها.

وتناول إيشلر – الذي انتخب نائباً لرئيس المنتدى – في كلمته، آثار تجربة التحول الديمقراطي في تركيا على المنطقة، ومكتسبات الربيع العربي، وأهم المخاطر المحدقة بالعالم الإسلامي، مشيراً إلى أن تركيا مرت بمرحلة تغيير طويلة الأمد، جرت على مراحل متتابعة، وأن التغيير الاجتماعي الذي شهدته تركيا، جرى في ظل سياقات طبيعية، اتسمت بحالة سلمية ومرحلة عبورٍ ناعمة،وهي تتابع مسيرتها بنفس الزخم.

وفيما يتعلق بمرحلة الربيع العربي، قال إيشلر: "إن مرحلة الربيع العربي، تمثل ثورة في مجال التحول العقلي، ليس بالنسبة للعالم العربي فحسب، بل بالنسبة للعالم الإسلامي برمته، ولذلك، نستطيع القول إن مرحلة الربيع العربي، ستشرّع الأبواب أمام حالة من التغيّرات التاريخية المطلوبة في العالم الإسلامي، إذا ما تم تقييمها بشكل صحيح"، مشيراً إلى أن شعوب المنطقة أظهرت في إطار الربيع العربي، قدراً كبيراً من الشجاعة، ودفعت وما تزال تدفع غرامة ذلك التحوّل، وعليه، فإن الدول التي تُصِرّ على عدم رؤية حقيقة النضال الذي تخوضه شعوب المنطقة، لن تجني على المدى الطويل سوى الخسائر والأضرار، وإلى أن جمع الكثير من المجموعات ذات المصالح المشتركة في صف واحد، تعد واحدةً من أهم مكتسبات الربيع العربي.

وتابع إيشلر قائلاً: "هنالك تاريخ يدوَّن اليوم في العالم العربي، والشعب اليوم هو من سيمنح ذلك التاريخ معالمه، وليست السلطات الحاكمة، لقد تمكنت شعوب المنطقة أخيراً، من إثبات إرادتها وتَسَلّم زمام توجيه دفّة التاريخ صوب الوجهة التي تريدها"، لافتاً إلى وجود مساعٍ تبذل من قبل الكيانات التقليدية في العالم العربي، وأنصارها في العالم، لقلب مرحلة الربيع العربي رأساً على عقب، وإلى أن الصراع الطائفي الذي يتولّد نتيجة السياسات الطائفية والتوسعية - على الصعيدين الطائفي والجغرافي - التي تتبعها إيران في المنطقة، وقضية المجموعات الراديكالية، تعتبران من أهم التهديدات التي تهدد المنطقة.

وأوضح إيشلر أن "المنطقة تشهد تغييراً كبيراً، والحركات الإسلامية تعيش نشاطاً ملحوظاً، ولكن للأسف، لدينا ضعف من ناحية توجيه تلك الحركات، خاصة وأن الوقت قد حان من زمن، للعمل بصورة مشتركة ونشطة في إطار هذه المرحلة"، وتابع قائلاً: "علينا بذلُ جهودٍ أكبر من أجل مستقبل العالم الإسلامي، خاصة وأن تركيا لا تستطيع بمفردها القيام بهذا العبء، لأن القيام به يستوجب عملاً مشتركاً، لذا فإن تأسيس منبرٍ مشترك يكتسب أهمية خاصة في هذا الصدد، فضلاً عن أن تطوير منابر تعمل استاداً إلى استراتيجية تتخذ من النهج الديمقراطي ركيزة لها، كبديل عن مفهوم الوحدة الإسلامية، تعتبر مسألة في غاية الأهمية".

واستطرد إيشلر: "ينبغي علينا إعداد خارطة طريق تبعث برسائل إلى جميع دول العالم خارج منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك أوروبا، إننا نمتلك رسائل قوية جداً يمكننا توجيهها للعالم الخارجي، والأهم من ذلك كله، علينا أن نرسل لهم رسائل تظهر مدى السياسات المنافقة التي يتبعونها، وذلك في مواجهة الانتقادات التي يقومون بتوجيهها لنا، ولعل المواقف الغربية المتخذة حيال الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر، تعتبر من أبرز الأمثلة وضوحاً في هذا السياق".

من جهته، أوضح رئيس الوزراء الماليزي السابق "مهاتير محمد"، أن شعبه كان يفتقر إلى الثقة بالنفس، بسبب الاضطهاد الكبير الذي تعرض له على مدار الحقبة الاستعمارية، إلا أن الآمال أينعت مجدداً عندما بدؤوا بالعمل بكل إيمان وإخلاص، مشيرا إلى أن ماليزيا شهدت تحولاً اقتصادياً كبيراً في وقت قصير، وتمكنت البلاد من جمع جميع ممثلي المكونات العرقية والدينية المختلفة على مائدة واحدة، لتصبح مصدر إثراء، بدلاً من أن تكون مصدر تفرقة وصراع.

يشار إلى أن أكاديميين وأخصائيين من 21 بلداً، يشاركون في "منتدى كوالالمبور الدولي"، الذي يتناول التطورات والمشاكل التي تشهدها كل من ليبيا ومصر وسوريا واليمن وفلسطين والعراق، مخاطباً بذلك جميع البلدان والمجتمعات المكونة للعالم الإسلامي، ومن المتوقع أن ينعقد المؤتمر الثاني للمنتدى، في مدينة إسطنبول العام المقبل.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!