ترك برس

أصدرت تركيا وقطر، بياناً مشتركاً عقب اختتام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، زيارة رسمية له إلى الدوحة، التقى خلالها أميرها تميم بن حمد آل ثاني، وشاركا في اجتماع الدورة الخامسة للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين.

وأكد الجانبان في البيان المشترك تركيا وقطر رغبتهما في مواصلة التعاون الاستراتيجي طويل المدى في جميع المجالات بين البلدين، وفقاً لما نقلته "الأناضول".

وأشار البيان إلى أن "الدورة الخامسة لاجتماعات اللجنة الاستراتيجية العليا عقدت بأجواء سادها الإخاء والتفاهم المتبادل والتعاون وعكست الشراكة المتميزة والرغبة المشتركة بين الطرفين لمواصلة التعاون الاستراتيجي المشترك طويل المدى في جميع المجالات"، مؤكداً أن البلدين عازمتان على مواصلة توسيع وتعزيز الإطار القانوني لعلاقاتهما الثنائية.

ورحبت اللجنة المشتركة، وفق البيان المشترك، بالاهتمام المتزايد للشركات القطرية بالاستثمار في تركيا، واستعرضت تنفيذ التعهد الذي تقدمت به قطر بالاستثمار المباشر بقيمة 15 مليار دولار لتركيا في أغسطس/آب 2018، وتعهد الجانبان بمواصلة العمل بالتنسيق الوثيق في المجال المالي.

وعبرت اللجنة عن رضاها عن تعزيز التعاون في المشاريع المرتبطة بنهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 المقررة في قطر، فيما عبّر البلدان عن رغبتهما في تعميق التعاون في الصناعات الدفاعية على المدى الطويل.

وتطرق البيان كذلك إلى إجراء محادثات معمقة حول القضايا الدولية، حيث أكد الجانبان أهمية تنسيق الموقف ومواصلة تعزيز الشراكة على ضوء التطورات الإقليمية المتواصلة.

وأكد البلدان التزامهما المشترك بصون وتعزيز السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والمناطق المجاورة له، إلى جانب حل النزاعات بالوسائل السلمية، من دون اللجوء إلى التهديد باستعمال القوة أو العقوبات.

وشدد البلدان على ضرورة الالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل والسيادة الكاملة للدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وحسن الجوار، مع التوضيح أن الحوار البناء هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة الخليجية الراهنة.

وأكدا أيضا التزامهما بالحفاظ على السلامة البحرية في منطقة الخليج، مع أهمية تجنب أي خطاب أو عمل من شأنه زيادة التوترات في المنطقة، وحثا جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن التصعيد.

كما شدد البلدان على الحاجة إلى التوصل إلى تسوية سياسية بشأن قضية قبرص عبر الحوار البناء القائم على الحقائق القائمة والمساواة بين الشعبين في الجزيرة.

وعبر الجانبان عن قلقهما البالغ إزاء التطورات الأخيرة في فلسطين التي قوضت إمكانية حل الدولتين.

وأكدا مجددًا التزامهما بالقضية الفلسطينية العادلة ودعمهما القوي لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والمتصلة الأراضي في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.

كما أدانا بشدة استخدام إسرائيل المتواصل للقوة المفرطة وغير المتناسبة ضد المدنيين الفلسطينيين، ومحاولاتها المتعاقبة لتقويض الوضع القانوني للقدس، وتوسيعها المستمر للمستوطنات غير القانونية في فلسطين، وكذلك تدمير الممتلكات الفلسطينية والاستيلاء عليها من قِبَل السلطات الإسرائيلية.

وشدد الجانبان، وفق البيان المشترك، على اهتمامهما المتبادل وتضامنهما التام في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وأعادا تأكيد عزمهما التعاون لمواجهة التهديد الناشئ عن التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك "داعش" وبي كا كا"، و"غولن" والتنظيمات الأخرى التابعة لها.

وبشأن الأزمة السورية، أكد الجانبان مواصلة التزامهما الثابت بدعم العملية السياسية لإنهاء الأزمة السورية بطريقة تضمن سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية.

وشدد الطرفان على أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للأزمة السورية المستمرة، خاصة أن النزاع لا يمكن حله إلا من خلال عملية سياسية يتم التفاوض عليها."

فيما عبر الجانب التركي في هذا الصدد عن امتنانه لدولة قطر لدعمها لعملية "نبع السلام".

وأكد البيان أهمية وحدة البلاد العربية، التي تعاني أزمات في ليبيا والعراق واليمن، وجددا التزامهما أيضا بالمساهمة في تنمية القارة الإفريقية، وأكدا دعمهما للسلام والاستقرار والتنمية في كل من الصومال والسودان.

ونوه البيان المشترك كذلك بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم السبع الموقعة خلال الاجتماع.

وفي وقت سابق من أمس الاثنين، وصل الرئيس التركي إلى الدوحة، في زيارة عمل تستغرق يوماً واحداً، التقى خلالها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وشاركا معاً في الاجتماع الخامس للجنة الإستراتيجية العليا بين البلدين، قبل أن يختتم أردوغان زيارته ويعود إلى بلاده مساء اليوم نفسه.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!