ترك برس

كانت الطاقة المتجددة من بين الركائز الأساسية التي نشأت من خلالها العلاقات الاقتصادية التركية الألمانية. وقد أظهر البلدان مؤخرًا نوايا قوية لتعزيز تعاونهما، لا سيما في ميدان الطاقة. وقد صرح الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة الألمانية تيلو باهيل بأن المزيد من الشركات الألمانية العاملة في قطاع الطاقة المتجددة، ستضطلع بأدوارٍ أكثر أهمية في تركيا، كإجراءً ملموس في خطط التعاون الأوسع نطاقًا.

كانت ألمانيا من بين أكبر الشركاء الاقتصاديين والتجاريين لتركيا. حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 24.5 مليار دولار خلال الفترة ما بين كانون الثاني/ يناير حتى أيلول/ سبتمبر وفقًا لبيانات معهد الإحصاء التركي. وسجّل حجم التجارة بين البلدين 36.5 مليار دولار العام الماضي. كما كشفت بيانات البنك المركزي التركي أن تركيا جذبت ما يقرب 10 مليارات دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر من ألمانيا في الفترة ما بين 2002 وحتى سبتمبر 2019.

وفي تصريحٍ له أكّد باهيل لوكالة الأناضول، أن التعاون بين وزارتي الطاقة والموارد الطبيعية التركية والألمانية مستمر، متوقعًا أن يسجّل الاقتصاد التركي أداءً متناميًا في عام 2020، ومؤكدًا على تباطؤ نمو قطاع التصنيع الألماني.

وقال باهيل: "هذا العام، انكمشت مبيعات السيارات العالمية. وهذا الانكماش يتيح فرصًا كبيرةً للاستثمارات المتبادلة والمعاملات التجارية، ممّا يخلق في الوقت نفسه ظروفًا مثاليةً للاستثمارات الاجنبية التي يمكن أن تتدفق إلى تركيا من بلدانٍ أخرى".

كما لفت الأمين العام النظر إلى النمو المستمر لقطاع الطاقة المتجددة التركي، وأضاف قائلًا: "إن الشركات الألمانية تعمل كمستثمرين ومورّدين في قطاعي الطاقة المتجددة والطاقة"، مؤكدًا على المساهمة الكبيرة في هذا القطاع. وهو أمرٌ أساسيٌّ لاستدامة الاستثمارات المتجددة.

وتابع قائلًا: "نعتقد بأن تركيا وألمانيا ستشكّلان علاقات أفضل وطويلة المدى في مجال الطاقة المتجددة"، وأضاف: "إن الشركات الألمانية ستؤدي دورًا أكبر في هذا المجال".

وتشارك الشركات الألمانية بنشاط في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التركية. فقد أجرت شركة "سيمنز" الألمانية وشركاؤها الأتراك "كاليون" و"توركرلار" أجروا تعاقدًا في آب/ أغسطس 2017 لإنشاء محطة طاقة رياح بقوة ألف ميغا واط كجزءٍ من برنامج مناطق موارد الطاقة المتجددة.

وقد تجاوز إجمالي القدرة المركبة لمزارع الرياح التركية البالغ عددها 262 مزرعة، المرخصة وغير المرخصة، 7 آلاف و600 ميغا واط، وتمثّل نسبة 8 في المئة من إجمالي القدرة المركبة.

تحتلُّ تركيا المرتبة السادسة في أوروبا، والمرتبة الثانية عشرة في العالم من حيث القدرة على توليد طاقة الرياح. وقد بلغ حجم الطاقة التي تمّ تركيبها في البلاد 19 ميغا واط في عام 2002، وارتفع إلى 364 ميغا واط في عام 2008. وعلاوة على ذلك، وفي محاولة لتوسيع القدرة الحالية، سوف تقوم هيئة مراقبة الطاقة في تركيا، وهي هيئة تنظيم سوق الطاقة، بجمع عطاءات لمشروع محطة طاقة الرياح بقدرة ألفي ميغا واط في أبريل نيسان 2020.

وفي عام 2017 أيضًا، وقعت شركة الطاقة التركية برايم إينيرجي اتفاقية مع شركة "إنتيك إينيرجي سوليوشينز" ومقرّها ألمانيا لإنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة 14 ميغا واط في دينيزلي جنوب غرب تركيا.

في شهر أيار/ مايو، تعاقدت شركة "إينيرجيسا" التركية مع شركة "إنيرسون" الألمانية لإنشاء أربع مزارع لتوليد طاقة الرياح على الشاطئ في المدن التركية. وتبلغ سعة كل منها 250 ميغا واط.

كما أكّد مؤخرًا المدير التنفيذي للشركة الألمانية "نورديكس" لتصنيع معدات طاقة الرياح، خوسيه لويس بلانكو ديغيز، أن الشركة تبحث عن المزيد من الفرص للاستثمار في قطاع طاقة الرياح التركي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!