ترك برس

تناول برنامج على قناة الجزيرة القطرية، السيناريوهات المتوقعة للقمة الروسية التركية المقبلة، واحتمالات توصل قيادتي البلدين لاتفاق على تقاسم الأدوار والمصالح في سوريا وليبيا.

قال أستاذ العلوم السياسية التركي يوسف الأباردا إن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين قد لا يكونان حليفين متقاربين كثيرا مع بعضهما في كل القضايا، لكنهما يحرصان على التوصل إلى تفاهمات مرضية للطرفين في الملفين الليبي والسوري، دون أن يصل الأمر بينهما حدّ المواجهة.

وأشار الأباردا إلى أن الرجلين التقيا أكثر من 20 مرة لمناقشة تطورات الملفين السوري والليبي، وأنهما توصلا إلى تفاهم كبير في الموضوع السوري، وسيحرصان على تحقيق الأمر ذاته في الملف الليبي لإدراكهما تشابك مصالحهما بعضها ببعض.

ولم يستبعد أستاذ العلوم السياسية أن تقدم تركيا لروسيا عرضا بإقامة قاعدة عسكرية مشتركة، ضمن القاعدة العسكرية التي تنوي أنقرة إقامتها في ليبيا بناء على طلب حكومة الوفاق الشرعية في طرابلس استنادا إلى الاتفاقية الأمنية التي وقعتها مع تركيا مؤخرا.

واعتبر الأباردا أن ذلك سيكون عرضا مغريا لروسيا التي لا تريد أن تنفق مزيدا من الملايين على إنشاء قواعد عسكرية لها، بعد كل التكاليف التي تكبدتها في سوريا.

وليس بعيدا عن وجهة النظر هذه، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي الروسي بافل فيلفبنهاور أن الفرق بين موقفي أنقرة وموسكو في الملف الليبي أن الأولى أعلنت بشكل واضح وقوفها إلى جانب حكومة الوفاق الشرعية في طرابلس، ولم تستبعد دعمها حتى عسكريا.

أما روسيا -بحسب الخبير العسكري- فلم تتبنّ موقفا صريحا، فعلى الصعيد الرسمي أعلن بوتين تفضيله الحلّ السلمي ووقوفه على مسافة واحدة من طرفي النزاع في ليبيا، ولكن عمليا هناك مقاتلون ومرتزقة روس يقاتلون إلى جانب اللواء المتقاعد خليفة حفتر. 

وبحسب تأكيدات بافل فإنه لا يمكن لأي عسكري روسي أن يذهب ليقاتل إلى جانب طرف ما بدون إذن أو مباركة من الكرملين.

غير أن بافل أعرب عن قناعته بأن القرار الروسي الأخير بشأن الموقف من الصراع في لييبا سيتخذه بوتين، وسيكون مبنيا على رؤية إستراتيجية. وبطبيعة الحال فإن بوتين لن يضحي بعلاقته مع حليفه التركي، ولن يذهب إلى مواجهته في لبييا كما لم يفعل في سوريا.

وفي نفس التوجه، جاء تحليل الأستاذ بجامعة جورج واشنطن إبراهيم فريحات الذي رأى أن هناك مصالح متشابكة كثيرة بين روسيا وتركيا تصعّب على البلدين الوصول إلى حد الاختلاف في ليبيا أو سوريا.

وبحسب فريحات فإن تركيا أصبحت أقرب وأقوى حليف لروسيا في المنطقة، وهي سبقت إيران في هذا المجال. كما أنها اختارت البعد عن الولايات المتحدة وأوروبا لصالح التقارب مع موسكو.

ورجح أن يتوصل زعيما البلدين إلى اتفاق بشأن ليبيا، خاصة أن مصلحة كليهما إقصاء الولايات المتحدة وأوروبا عن منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا وليبيا.

واعتبر فريحات أن توقيع تركيا اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق دون ضوء أخضر روسي، أثار حفيظة موسكو التي ردت على الإجراء التركي ببيان حاد من وزارة خارجيتها وبتصعيد في إدلب. 

وأشار إلى حساسية موضوع الغاز في البحر المتوسط والذي يكفي أوروبا لمئات السنين، والذي ستتمكن تركيا من السيطرة عليه بموجب الاتفاقية مع حكومة الوفاق، بينما تستخدم روسيا الغاز لابتزاز أوروبا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!