تقرير ترك برس - ديلي صباح

الجهود الدبلوماسية التركية المتصاعدة في أفريقيا كانت محوراً لندوة "السياسة الخارجية التركية في الصومال: إنسانية أم استراتيجية؟" يوم الجمعة في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) في جامعة لندن.

وكانت الندوة بتنظيم مركز "ديلي صباح للدراسات السياسية"، مركز الأبحاث التابع لصحيفة ديلي صباح، بالتعاون مع الجالية الصومالية في (SOAS). وحضر الندوة السفير التركي السابق في العاصمة الصومالية مقديشو "د. كاني تورون"، ورئيس منتدى المؤسّسات الخيرية الإسلامية "عبد الرحمن الشريف"، والباحث الزميل من المعهد الملكي للدراسات تشاثام هاوس "جيسون موسلي".

تركيا هي الأكثر شعبية في الصومال

افتتح موسلي النقاش بكلمة أشار فيها إلى الاختلاف بين الجهود التركية في الصومال مقارنة بجهود الآخرين فيها. وقال: "إنّ جهود تركيا في الصومال مختلفة بشكل كبير عن النهج الغربي تجاهها. ولها شرعية وشعبية". 

وأضاف الباحث أنّ السّبب وراء شعبية تركيا هي أسلوب تقديم المساعدات الإنسانية. وقال: "تملك تركيا دعم القواعد الشعبية في الصومال. ولديها قبول شعبي لأنّ جهودها تقتصر في الأعمال، وليس في مكافحة الإرهاب أو أي شيء آخر".

تركيا تتبنّى عدم التدخل في الشأن المحلي في الصومال

وبدأ السفير التركي السابق د. كاني تورون حديثه بعرض المبادئ الواضحة للجهود التركية في الصومال. وقال إنّ أحد أهمّ هذه المبادئ كان عدم التدخل في السياسات المحلية للبلاد. وأضاف أنّ تركيا خاطرت لدرجة لم تصلها أي دولة أخرى في الصومال.

وقال تورون: "لقد فتحت تركيا سفارتها في وسط مقديشو. لم تفتتح أي دولة أخرى سفارتها في قلب البلاد. وقد تعرضت سفارتنا في مقديشو إلى الهجوم وقُتِل موظّف أمن. ولكن خلافاً للمنظمات الدولة، خاطرت تركيا وفهم الشعب الصومالي ذلك وأبدى امتنانه لأنّ هذا التصرّف جاء من قلوبنا".

كما أكّد السفير التركي السابق على مدى حساسية مسألة الصومال بالنسبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال: "إنّ مسألة الصومال تهمّ الرئيس أردوغان بشكل حقيقي؛ فهو ينظر إلى هذه الجهود من منطلق التّضامن الإسلامي".

"الدبلوماسية الإنسانية" في قلب سياسة تركيا الخارجية

من جهته، أشار رئيس منتدى المؤسسات الخيرية الإسلامية عبد الرحمن الشريف إلى مسألة تسييس الدّعم الإنساني في الصومال قبل قدوم تركاي. وقال: "غيّر الرئيس أردوغان نظام الإغاثة في الصومال. فقد عزّزت تركيا في السنوات الأخيرة مفهوم "الدبلوماسية الإنسانية" ووضعتها في قلب سياستها الخارجية".

وأضاف أنّ "مصداقية تركيا ارتفعت بشكل كبير مع تأسيسها قاعدة للقوة الناعمة. إلى جانب الخطاب السياسي الإنساني المستند إلى قِيَم وذو النبرة الإسلامية، والذي مكّن تركيا من توليد حسّ الثقة والإخاء مع الشعب الصومالي". ومنذ زيارة الرئيس أردوغان إلى الصومال في عام 2011، أول زيارة لرئيس حكومة تركي إلى الصومال، تصاعد الدّور التركي في الصومال. وجمعت تركيا حوالي 300 مليون دولار من التبرعات.

الجهود التركية جذبت أنظار العالم إلى المنطقة

ساهمت جهود تركيا في الصومال بإحداث تغييرات ظاهرة في البلاد بعدد من المجالات مثل الصحة والبنية التحتية. إضافةً إلى الاتفاقيات الثنائية الموقّعة بين الدولتين والتي تشمل اتفاقيات لتدريب الجيش الصومالي، وبدأت الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى العاصمة مقديشو.

وقد أثمرت الجهود التركية في الصومال، وبدأت العلاقة الثنائية المتطورة بين الدولتين تجذب انتباه العالم للمنطقة، وبدأ الكثيرون يطرحون الأسئلة عن جهود تركيا في الصومال.

وبهذه الندوة، أطلق مركز ديلي صباح للدراسات السياسية سلسلة مؤتمراته حول تركيا في أنحاء العالم. والتي تهدف ديلي صباح من خلالها إلى توفير فهم أوسع من خلال تنظيم مؤتمرات مختلفة ضمن إطار العمل السياسي والاجتماعي التركي وانعكاساته على المستوى الإقليمي والدولي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!