د. ربيع الحافظ - خاص ترك برس

ثقافة جماهيرية إقليمية حجبتها عن براعم أجيال القرن الماضي أقلام الأقليات فيما سمي الفكر القومي فطاشت بوصلة أجيال اليوم.

كتب الأستاذ سعيد الأفغاني* في مجلة العربي الكويتية (عدد ديسمبر 1972) تحت عنوان “عبد الحميد في ذاكرة شعبه”: 

“إني أعي في طفولتي (وقد نزل من ويلات الحروب وضياع البلاد والمجاعة والقحط أيام الحرب العامة الأولى) الناس وهم لا يملّون من ذكر أيام عبد الحميد بالخير والرحمات، وكانت كلمة “سقى الله تلك الأيام” لازمة تتردد على الألسنة كلما ذكر عبد الحميد وعهده، لقد كان عندهم خلع عبد الحميد هو الباب الذي منه تدفقت على البلاد المصائب والشدائد والضياع، ومالي أرجع إلى عهد الحداثة (أي صغر السن) وأنا الآن كلما جلست إلى معمر أو أصغيت إلى حديث يدور بين طاعنين في السن أسمع الترحم على عبد الحميد وعلى أيامه، حتى صار اسمه حنانا في قلوب الناس، تجسّد فيه عزّهم السابق ورخاؤهم وأمنهم وسلامة مقدساتهم”.

* سعيد بن محمد الأفغاني عالم نحوي ولد عام 1909م بدمشق جاء والده مهاجرا من كشمير وتزوج من دمشقية، تعلم في مدارس دمشق وانتسب لمدرسة الأدب العليا. أنتدب للتدريس في المعهد العالي للمعلمين وأصبح رئيسا لقسم اللغة العربية فيه فعميدا له. انتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة وبغداد. درس في جامعات لبنان وليبيا والسعودية وانكب على المطالعة والكتابة حتى آخر عمره وتوفي في 1997م في مكةالمكرمة.

عن الكاتب

ربيع الحافظ

باحث وكاتب عراقي، متخصص في العلاقات الاستراتيجية العربية التركية


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس