ناجيهان ألتشي - ديلي صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

قال الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الأربعاء إن تنفيذ عملية عسكرية تركية لوقف هجمات النظام السوري على إدلب أصبح مسألة وقت. وكرر تصميمه على تحويل المنطقة الحدودية إلى منطقة آمنة.

إذًا ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل ستبدأ تركيا عملية جديدة؟ ما موقف روسيا؟

كانت هناك محادثات مع روسيا من دون نتائج واضحة حتى الآن. لكنني أعتقد أن موسكو لا تريد الدخول في مواجهة تركيا على الأراضي السورية. كانت تركيا شريكًا جيدًا لروسيا والعكس صحيح. وبالمثل، يتعاون البلدان في كثير من القضايا خارج إدلب. لذلك، أعتقد أنه ما يزال هناك مجال للمفاوضات.

على أن الوضع في إدلب ما يزال يزداد سوءًا، إذ أدى هجوم النظام إلى نزوح نحو 900.000 مدني، من بينهم نصف مليون طفل. قتل المئات. ولا توجد مرافق صحية مناسبة، وتفتقر المستشفيات إلى المعدات الأساسية. وعلاوة على ذلك، لا يتم تلبية الاحتياجات الأساسية للناس، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني.

وهكذا من نصيب تركيا أن توقف عمليات القتل الجماعي وأن تستقبل النازحين من المدينة. ولكن تركيا تركت لعمل ذلك وحدها، ولقد حان الوقت لأن تعبر الأمم المتحدة والغرب عن معارضتهم لعدوان نظام بشار الأسد.

قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، يوم الثلاثاء: "إن الناس يتحركون في درجات حرارة متجمدة بحثًا عن السلامة. إذا وصل القتال إلى المناطق المكتظة بالسكان، فستكون الخسائر هائلة". لم يسيطر النظام السوري على طريقين رئيسيين فحسب، بل ما يزال ينفذ عمليات قتل جماعية بدم بارد.

لذلك أعتقد أن على الغرب أن يعترف بالوضع الصعب الذي تواجهه أنقرة، لأن النظام السوري المدعوم من روسيا ينتهك اتفاقي سوتشي وأستانا. تشعر تركيا بالقلق بطبيعة الحال من التدفق الهائل للاجئين السوريين. ونتيجة لذلك، تركز الجهود التركية على حماية المدنيين ووقف موجة الهجرة. لسوء الحظ، لم تحقق المحادثات بين الوفدين التركي والروسي نتائج دائمة.

لكنني أرى أنهما سيجدان حلًا. لا ترغب تركيا في تحريك نقاط المراقبة الخاصة بها، ولا تريد روسيا قطع دعمها عن بشار الأسد، ولكن يرى الجانبان أنهما سيخسران أكثرمما سيربحان، إذا أنهيا شراكتهما. ليس من مصلحة موسكو رؤية حرب بين حليفيها. لذلك فإن الأمر متروك لروسيا لإيجاد حل لعرقلة المزيد من المواجهات.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس