سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس

لم يمضِ وقت طويل، بماذا كنا مشغولين وماذا كنا نناقش قبل أسبوعين أو ثلاثة، وبماذا ننشغل الآن وعن ماذا نتحدث؟

القضية التي أصبحت شغلنا الشاغل في الأيام الماضية معروفة؛ الكفاح بين الحياة والموت جراء وباء كورونا، وتأثيره على الحياة اليومية. 

لم يبقَ أحد لم يتأثر من الحدث. يكافح البشر في كل أنحاء العالم من آسيا إلى أوروبا وأمريكا وأستراليا، كفاحًا غير مسبوق. تفشي الوباء عالميًّا تجاوز الكوارث التي شهدها التاريخ.

في هذا الحال، ينبغي ألا نندهش إذا شغل الوباء العالم بأسره وأنساه المشاكل الأخرى. عن ماذا كنا نتحدث في تلك الأيام؟ مسألة إدلب والنزوح نحو الحدود التركية والمشاهد المأساوية للنازحين وتدفق اللاجئين نحو الحدود اليونانية بعد فتح تركيا حدودها، والأزمة مع اليونان والاتحاد الأوروبي جراء ذلك..

خطر جديد

تجمدت هذه القضايا الآن، وغير الفيروس الأجندة العالمية. يتحدث العالم الآن عن خطر يتعلق بكورونا في سياق الملف السوري وأزمة اللاجئين.

ماذا سيحدث لو تفشى كورونا في منطقة إدلب وبين النازحين على الحدود التركية السورية؟ بدأت المؤشرات الأولية تظهر في هذا السياق.

تتناقل وسائل الإعلام الدولية أخبارًا مفادها أن الأوضاع مناسبة تمامًا في تلك الأوساط من أجل تفشي الفيروس، بل تشير إلى وجود بعض الحالات المصابة. 

لا يمكن إيصال المستلزمات الضرورية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. أما المخيمات المقامة في المناطق القريبة من الحدود التركية فدعكم من المستشفيات والأدوية، لا يتوفر فيها حتى الماء من أجل النظافة. 

في هذه الحالة ليس من الصعب توقع الأبعاد التي سيتخذها الخطر في حال تفشي فيروس كورونا في المنطقة. 

إغلاق المعابر

قررت الحكومة التركية في 28 فبراير/ شباط فتح معابرها الحدودية أمام اللاجئين ليتوجهوا إلى أوروبا. ومع إعلان القرار توجه عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين والأفغان والعراقيين وجنسيات أخرى إلى الحدود للعبور إلى اليونان. 

وعندما لجأت السلطات اليونانية للعنف من أجل منع تقدم اللاجئين، نشبت أزمة بين أنقرة وأثينا. 

بدأ تأثير كورونا على هذه الجبهة أيضًا. ففي إطار التدابير المتخدة لمكافحته أغلقت تركيا حدودها مع اليونان الخميس الماضي. وبذلك لم يعد هناك إمكانية لتوجه اللاجئين إلى اليونان، مع بقاء البعض منهم في المنطقة العازلة حتى الآن.

كما هو الحال بالنسبة للكثير من الأمور، علق فيروس كورونا مسألة اللاجئين ودفعها إلى الصف الخلفي، لكنه يشكل في الوقت خطرًا كبيرًا في هذا السياق. وإذا تفشى في صفوف هؤلاء المنكوبين فستكون الطامة الكبرى.

عن الكاتب

سامي كوهين

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس