ترك برس

وصفت الولايات المتحدة الأمريكية، زعيم تنظيم غولن الإرهابي، فتح الله غولن بـ"رجل دين"، رغم وضوح دوره وتورطه في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا صيف 2016.

جاء ذلك في تقرير الحريات الدينية في العالم لعام 2020، الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.

وفي معرض رده على الأمر، أكد الناطق الرسمي باسم الخارجية التركية حامي أقصوي أن وصف واشنطن "غولن" بـ "رجل دين"، يعتبر تجاهلا لمحاولة الانقلاب التي قام بها التنظيم منتصف تموز/ يوليو 2016، منتقداً هذه الخطوة من قبل الخارجية الأمريكية.

وأوضح المسؤول التركي، في بيان صادر عنه أمس الأربعاء، أن "التقرير يستند إلى ادعاءات ومزاعم ومصادر مجهولة، محاولا إظهار حالات فردية على أنها انتهاك للحريات الدينية في تركيا"، وفقاً لما نقلته "الأناضول."

ودعا أقصوي واشنطن إلى "التمعّن أكثر، بالأدلة التي أرسلتها تركيا حول ملف منظمة غولن الإرهابية"، مضيفاً: "التقرير ليس محايدا وأُعدّ بلغة بعيدة عن الحيادية، كما حدث في الأعوام الماضية".

وأفاد أن التقرير "احتوى على مزاعم حول حدوث انتهاكات خطيرة للحريات الدينية في تركيا، وأن هذه المزاعم تكشف بوضوح مدى تأثير الجهات المعادية لتركيا على مُعدّي التقرير"، مؤكداً أن "المزاعم الواردة في التقرير وغياب الحيادية فيه، يُلقي بظلاله على مصداقية التقرير".

وأشار "أقصوي" إلى أن "كافة المسؤولين الأتراك يؤكدون باستمرار على حماية الحريات الدينية لكافة الأطياف والشرائح والأقليات الدينية".

وأردف: "السلطات التركية لا تسمح بإلحاق أي ضرر بالحريات الدينية لمواطنيها، ورسالة الرئيس أردوغان لبطريرك الأرمن يوم 24 أبريل الجاري، خير مثال على ذلك".

وفي سياق آخر، تطرق "أقصوي" إلى وصف أحد بنود التقرير الأمريكي، الوجود التركي في الشمال السوري، بـ "الاحتلال"، قائلاً: "وصف الوجود التركي في منطقة نبع السلام بمنطقة احتلال، يشير إلى تناقض الولايات المتحدة الأمريكية".

وأضاف أن "تركيا تكافح كافة أنواع الإرهاب في الشمال السوري، ومشروعية عملية نبع السلام أُقرّت من قِبل الولايات المتحدة، في البيان المشترك لأنقرة وواشنطن يوم 17 أكتوبر عام 2019".

وتابع: "كان من الأولى لمن أعدّ هذا التقرير أن يفضح الجرائم التي ارتكبتها منظمة "بي كا كا/ ي ب ك" والتطهير العرقي التي قامت بها في الشمال السوري، وهذه المنظمة ارتكبت بالأمس عملية إرهابية دموية أودت بحياة أكثر من 60 مدنيا في عفرين".

ولفت إلى أن عدم تطرق التقرير إلى تعاظم ظاهرة معاداة الاسلام في العالم الغربي، يشير إلى أن الغاية الأساسية من التقرير ليس حماية الحريات الدينية.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/ تموز 2016، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية، واغتيال الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقوبلت محاولة الانقلاب باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه مبنى البرلمان، ورئاسة الأركان بالعاصمة، ومطار أتاتورك الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!