كبرى بار – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

تناقلت منصات التواصل الاجتماعي ومواقع مختصة بالشؤون الدفاعية أمس أخبارًا عن أن مجلس الشيوخ الأمريكي أضاف بندًا جديدًا إلى مشروع قانون أعده، وأن الولايات المتحدة سوف تشتري منظومة إس 400 من تركيا. 

حقيقة الأمر هي أن مجلس الشيوخ أضاف من باب الاحتياط بندًا إلى مخطط الموازنة السنوي للكونغرس، يخول الحكومة الأمريكية صلاحية شراء منظومة إس 400 من تركيا.  

غير أنه وضع شرطًا وهو تقديم تركيا تعهدًا خطيًّا بأنها لن تشتري بالمال الذي ستحصل عليه من هذه الصفقة معدات عسكرية أخرى غير متوافقة مع الناتو..

لكن هل رغبة الولايات المتحدة بشراء إس 400، في مسعى لحل الأزمة مع تركيا، تطور جديد؟ 

 منذ مدة طويلة تطلب الولايات المتحدة من تركيا إعادة المنظومة إلى روسيا أو بيعها إلى بلد آخر أو التعهد خطيًّا بعدم تفعيلها. 

ولأن أنقرة تعتبر هذا الموقف "إملاءً" وصلت المفاوضات بهذا الخصوص إلى طريق مسدود. والعام الماضي اقترحت واشنطن على أنقرة شراء المنظومة منها إلا أن الرد كان سلبيًّا. 

أي أن رغبة الولايات المتحدة في شراء إس 400 من تركيا ليس تطورًا جديدًا. بيد أن أنقرة لا ترى في المقترح حلًّا معقولًا، لأن هناك اتفاقية مع روسيا. 

القول إن لتركيا، بعد تسديد ثمن المنظومة، مطلق الحرية في استخدامها أو بيعها، لا يتوافق مع الوقائع العملية، لأن مثل هذه الحملة تعتبر على الصعيد الداخلي والخارجي تراجعًا سيئًا عن المواقف من الناحية السياسية. 

ولهذا فإن الرئيس التركي ومساعديه يقولون عندما يوجه إليهم السؤال في كل مرة "التراجع في مسألة إس 400 غير وارد".

أي أن المسألة سياسية وليست فنية أو مالية. 

من جهة هناك أزمة إس 400 التي تعتبرها الولايات المتحدة والناتو قضية أمنية، ومن جهة أخرى هناك مسألة تنظيمي "غولن" و"بي كي كي"، التي تعتبرها تركيا بدورها قضية تمس أمنها. 

لا تقددم الولايات المتحدة على أي خطوة تجاه تلبية مطالب تركيا، بيد أنها تريد من أنقرة أن تبيع منظومة إس 400 وتقطع علاقاتها مع موسكو. 

لكن هناك أمر نراه في غاية الوضوح وهو أن أولويات أنقرة لن تتغير ما لم تأت واشنطن بمقترح معقول بعيدًا عن التهديد بفرض عقوبات.

عن الكاتب

كبرى بار

كاتبة في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس