ترك برس

توارثت عائلة "تشانجي" مهنة صناعة الأجراس من الجد الذي سقط في الأسر خلال حرب البلقان (1912-1913)، حيث تعلم حرفة صناعة الأجراس في فترة الأسر، وعلمها لأبنائه بعد عودته إلى الوطن.

ويعمل اليوم الجيل الرابع من العائلة بالمهنة التي كان جدهم أول من عمل بها في تركيا، ويطورون مهنتهم باستمرار ليحافظوا على لقب العائلة "تشانجي" الذي يطلق على أجراسهم التي اكتسحت الأسواق الأوروبية.

تقيم عائلة تشانجي في منطقة دميرجي بولاية مانيسا، ويواصل الأحفاد عملهم بحرفة صناعة الأجراس المتوارثة في ورشة متواضعة. أطلق على العائلة لقب تشانجي منذ عهد الجد، وتعني هذه الكلمة التركية باللغة العربية صانع الجرس، كما تعني كلمة تشان الجرس، لذلك سميت العائلة بعائلة تشانجي.

عمل أحفاد أسير حرب البلقان بحرفة جدهم في قرية "أورن" بمنطقة "دميرجي" غرب تركيا. ويصدّرون 40% من إنتاجهم من الأجراس إلى اليونان التي تعلم فيها الجد هذه الحرفة أثناء وجوده في الأسر. وتؤدي اليونان دورًا رئيسيًا في تسويق منتجاتهم، حيث تعيد تغليفها وتقوم ببيعها إلى دول أوروبية أخرى على أنها مصنعة في اليونان.

وفي حديث لوكالة إخلاص، قال نوزات تشانجي، حفيد الجد حافظ، مدير ورشة العمل التي يعمل بها مع أبنائه وأشقائه، إن جده ابتكر جرسًا غريبًا ثم تطورت هذه الحرفة مع مرور السنين، مؤكدًا أن العائلة ثبّتت اسمها بحرفتها المتقنة.

وتابع نوزات: "صنع جدي حافظ أول جرس في مطلع القرن العشرين. أواصل مهنة جدي كجيل ثالث، وسيواصل أبنائي وأبناء أشقائي المهنة كجيل رابع هذه المهنة المتوارثة من جيل إلى جيل. يحتاج صنع الجرس إلى دقة ومدة، وقد طورنا طريقتنا الخاصة في صناعتها، وساهمت لمساتنا الدقيقة مع صوت جرسنا المميز عن باقي الأجراس بوضع علامة تجارية خاصة بنا".

وأشار إلى أن "من المهم أن يسمع صوت الجرس من مسافة 5 إلى 10 كيلومترات، وإذا لم نكن حذرين ودقيقين بما فيه الكفاية لن يكون جذابًا للمشترين لسوء صناعته. تستخدم الأجراس في المقام الأول لقطيع الحيوانات، كما تباع كهدايا تذكارية".

وأضاف نوزات تشانجي: "نبيع أجراسنا إلى اليونان وهي تبيعه إلى دول أوروبية أخرى على أنها مصنعة في اليونان. تستخدم الأجراس للسياحة ولقطعان الماشية في اليونان. كما تأتينا طلبيات عديدة من المسيحيين".

وصرح فاتح تشانجي، أحد أفراد العائلة من الجيل الرابع، الذي بدأ عمله بهذه الحرفة كمغامرة، قائلًا: "نواصل مهنة العائلة تشانجي، وقد حملنا هذا اللقب من حرفتنا منذ مدة طويلة. بدأها جدنا وسنواصل العمل بها كجيل رابع. يعد جدي حافظ أول من صنع جرسًا في تركيا، وقد تعلم هذه الحرفة من الشخص اليوناني الذي أسره وكان يعمل في صناعة الأجراس".

ويتابع فاتح تشانجي: "لم تكن لديهم آلات كما لدينا الآن، فقد كانوا يشكّلون الحديد بالضرب وهو ساخن. وعندما نصح جدي معلمه اليوناني لتسريع صنع الجرس في أثناء عمله، انتبه معلّمه إلى أنّ التركي سيتفوق عليه في الحرفة وينال شعبية في اليونان أكثر منه، لذلك فصله من العمل. وبعد أن عاد جدي إلى قريتنا أورن في دميرجي، بدأ بالعمل في حرفة صناعة الأجراس معلمًا أبناءه الحرفة، كما سلّمها جيل إلى جيل. عملنا اليوم صار أسهل بضغط أزرار الآلة".

وأضاف فاتح: "هذه الحرفة لا تقتصر أبعادها على الثقافة، بل أكثر من ذلك، فنحن نبيع منتجاتنا في الأسواق الداخلية، ونلاحظ ارتفاعًا في الطلب من الأسواق الخارجية. أرسلنا بالأمس طلبية شحن إلى نيوزيلندا من 100 ألف جرس. ولا تستخدم الأجراس في اليونان للمواشي فقط بل لها استخدامات أخرى".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!