ترك برس

أكد المؤرخ التركي سليم أقدوغان أن "فتح أبواب مسجد آيا صوفيا للعبادة رغبة مشتركة لدينا جميعا، وهي تنفيذ لوصية السلطان محمد الفاتح". 

وقال في تصريح لشبكة الجزيرة القطرية إن "آيا صوفيا المسجد الوحيد الذي يجري دخوله بأجرة، والقانون يقضي بإزالة هذا الأمر المشين".

ولفت إلى أن اليونان وروسيا وغيرهما تتجاهل حقيقة أن آيا صوفيا والمنطقة المحيطة بها تعود ملكيتها والسيادة عليها للدولة التركية، وفق نص وثيقة وقفها. 

وبحسب المؤرخ، توضح الوثيقة أن السلطان محمد الفاتح اشترى آيا صوفيا من مالكيها، ليتمكن المسلمون من أداء الصلاة بها، حيث لم يكن هناك مسجد يقيمون فيه الصلاة في أعقاب فتح إسطنبول.

وأوضح أن الفاتح رفض دفع قيمتها من بيت مال المسلمين، وأصر على دفع الثمن كاملا من حر ماله للرهبان الأرثوذكس، ليقوم بعد ذلك بتحويلها إلى جامع، ويوقفه والأراضي المحيطة به وما عليها من مبانٍ لصالح المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي، وهي الوثيقة التي لا تزال محفوظة بحالتها الأصلية في دائرة الوثائق والحجج التركية بأنقرة.

وعبر أقدوغان عن استغرابه من أن الحكومة اليونانية لا تري أية غضاضة ولا استفزاز للمسلمين حينما تطلق وسائل إعلامها اسم القسطنطينية على إسطنبول عند تناولها أمرا يخص المدينة، التي تغير اسمها عقب الفتح الإسلامي إلى إسلام بول أي مدينة الإسلام، وهو الاسم الذي تحوّل على ألسنة العامة إلى إسطنبول.

وبعد 86 عاما، كُسرت قيود آيا صوفيا وفتحت أبوابه للعبادة، بعد أن وقّع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة قرار إعادة فتح مسجد آيا صوفيا أمام المصلين المسلمين، في واحد من أهم القرارات في تاريخ تركيا الحديث.

وفي وقت سابق أصدر القضاء التركي الجمعة حكما يلغي قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934 القاضي بتحويل مسجد آيا صوفيا إلى متحف.

وفي 2 يوليو/تموز الجاري عقدت إحدى المحاكم الإدارية العليا في إسطنبول جلسة خاصة للنظر في القضية، انتهت بالإعلان عن صدور قرار نهائي في القضية خلال 15 يوما كحد أقصى، وهو ما صدر اليوم الجمعة.

ويعد آيا صوفيا صرحًا فنيا ومعماريا فريدا، ويقع في منطقة السلطان أحمد في مدينة إسطنبول.

واستخدم الصرح مسجدا لمدة 481 عاما منذ أن فتح السلطان محمد الفاتح مدينة القسطنطينية، وجرى تحويله إلى متحف عام 1934 في عهد مصطفى كمال أتاتورك، ويعتبر آيا صوفيا من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط.

وعلى الصعيد الداخلي، لقي الحديث عن عودة الحياة لآيا صوفيا دعما مطلقا من الرأي العام، خصوصا الإسلاميين الذين استبشروا خيرا بهذا القرار، حيث احتشد الآلاف عند آيا صوفيا بمجرد صدور قرار فتحه.

على الصعيد الخارجي، فقد تسبب القرار في حالة من السخط والغضب العام داخل العديد من العواصم الأوروبية، لتتصدر اليونان الخصم التقليدي لتركيا مشهد الرفض، حيث قالت وزارة الثقافة اليونانية إن "القرار التركي بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد يمثل استفزازا صريحا للعالم المتحضر".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد دعا الحكومة التركية في وقت سابق لعدم تغيير وضع آيا صوفيا، علاوة على الاعتراضات اليونانية الكبيرة، في مقابل موقف تركي يقول إن "القرار سيادي ولا يحق لأي طرف التدخل فيه".

من جهتها ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء أن الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا عبرت اليوم الجمعة عن أسفها لأن القضاء التركي لم يعر مخاوفها اهتماما وقضى بعدم قانونية تحويل مسجد آيا صوفيا في إسطنبول لمتحف وفقا لمرسوم حكومي يرجع لثلاثينيات القرن العشرين، وقالت إن "القرار قد يثير انقسامات أكبر".

وسبق أن صرح الرئيس رجب طيب أردوغان بأن تركيا تخطط "لإعادة آيا صوفيا إلى أصله، وليس جعله مجانيا فقط، وهذا يعني أنه لن يصبح متحفا، وسيسمى مسجدا".

وشدد على أن مسألة إعادة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد "مطلب يتطلع إليه شعبنا والعالم الإسلامي، أي إنه مطلب للجميع، فشعبنا مشتاق منذ سنوات ليراه مسجدًا".

وقال ياووز سليم كيران نائب وزير الخارجية التركي في تصريح سابق إن بلاده ستواصل حماية التراث الثقافي والديني، مشددا على أن "أي قرار حول آيا صوفيا هو شأن داخلي تركي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!