ترك برس

نشرت صحيفة روسية بارزة تقريرًا يلمح إلى وجود قلق لدى الجانب الروس من تزايد النفوذ التركي في البلدان الناطقة بالتركية (الجمهوريات السوفييتية السابقة).

وكتب أليكسي غريازيف، في صحيفة "غازيتا رو"، أنه منذ بداية تفاقم الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، اتخذت روسيا موقفاً مع الصلح، وامتنعت عن توجيه الاتهامات لأي جهة. بينما تصرفت تركيا، شريكة موسكو الاستراتيجية بشكل مختلف تماما، فأعلنت وقوفها غير المشروط إلى جانب أذربيجان. 

وهكذا، يعد التعاون بين أنقرة وباكو - وفق رأي كاتب الصحيفة - نموذجا قياسيا لتطبيق عقيدة السياسة الخارجية التركية في الفضاء ما بعد السوفييتي. حسب ما أوردت وكالة "RT".

ويضيف غريازيف أن تركيا تراهن على التفرد بزعامة البلدان الناطقة بالتركية. وهنا، تتصادم مصالح أنقرة مباشرة مع مصالح موسكو. 

فالبلدان الناطقة بالتركية- أذربيجان وأوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وتركمانستان- أجزاء من الفضاء ما بعد السوفييتي، حيث تأمل روسيا في الحفاظ على نفوذها.

وتابع: "من الواضح أن تركيا، انطلاقا من افتراض أن سياستها العثمانية الجديدة يمكن أن تواجه معارضة من روسيا، عاجلاً أم آجلاً، تقوم بتوجيه "ضربات استباقية" في أكثر النقاط حساسية لموسكو.

يتعلق الأمر ببناء اتصالات إنسانية مع شعوب روسيا الأصلية الناطقة بالتركية - التتار، والبشكيريين، والياقوتيين، وغيرهم- وتعزيز نفوذها في البلدان التي فشلت فيها موسكو، صراحة، في تطوير العلاقات.

على سبيل المثال، العلاقات بين تركيا وجورجيا تتطور بنشاط. فهذه الأخيرة، تشارك في مناورات عسكرية أذربيجانية تركية مشتركة.

ومنذ العام 2014، يجري تعزيز العلاقات بين أنقرة وكييف. فترفض تركيا الاعتراف بنتائج الاستفتاء، التي أصبحت أساسا لانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا. وفق زعم الكاتب.

ولا تزال جالية تتار القرم في أوكرانيا تلعب دورا رئيسيا في ترتيب العلاقات الأوكرانية التركية. 

ويختم التقرير: "إلا أن من السابق لأوانه الحديث عن انتصار غير مشروط للعالم التركي في الفضاء ما بعد السوفييتي.ومع ذلك، فمن المستبعد أن تتخلى تركيا عن خططها لبناء العالم التركي، خاصة في ظل القيادة الحالية ذات الطموحات الامبراطورية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!