ترك برس

يرى الباحث في الشؤون الدولية، علي حسين باكير، أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين إيران والصين في عدة مجالات أبرزها الدفاع والأمن، إذا تم توقيعها فسوف تشكل تحديات لمصالح تركيا الحيوية وتخل بالتوازن مع إيران.

ويوضح باكير في مقال نشره موقع قناة  TRT الدولية أن تركيا وإيران خصمان إقليميان لهما أجندات ورؤى ومصالح متناقضة. سوريا هي أبرز مثال على التنافس بين البلدين، إذ  اختارت أنقرة دعم الشعب السوري فيحين اختارت طهران دعم نظام بشار الأسد.

وفي العراق، تمنع طهران المزيد من التعاون الاقتصادي والأمني ​​بين تركيا والعراق وتمنع مصالح أنقرة الاقتصادية والأمنية من تجاوز شمال العراق.

وفيما يتعلق بالخليج، فعلى الرغم من أن الحصار الذي تقوده السعودية على قطر في عام 2017 أجبر الدوحة وأنقرة على الاقتراب من إيران، فإن طهران ليست راضية عن الوجود العسكري التركي في الخليج.

وفي ليبيا، كانت هناك أدلة متزايدة على دعم إيران لحليفيها الأسد وروسيا اللذين يدعمان أمير الحرب خليفة حفتر ضد حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والمدعومة من تركيا.

ويلفت الباحث إلى أن هناك ثلاثة أمور تتعلق بالاتفاقية الإيرانية الصينية قد تدق ناقوس الخطر في أنقرة:

الأول هو السؤال حول كيفية استخدام إيران للأموال التي ستحصل عليها من بكين.

ويوضح أن الاتفاق الاستراتيجي الاستراتيجي سيسمح  لطهران بالالتفاف على العقوبات الأمريكية، وهو ما يسمح لها بالوصول إلى سلة كبيرة من الأموال مقابل النفط الذي ترسله إلى الصين. هل ستختار طهران استخدام الأموال لتمويل أنشطتها الإقليمية الخبيثة ووكلائها ، أم مساعدة شعبها؟ سيؤدي هذا إلى تعقيد مهمة أنقرة في أماكن مثل سوريا والعراق وربما ليبيا أيضًا.

ثانيًا، نظرًا للتعاون المقترح بين إيران والصين في صناعة الدفاع، وهناك تكهنات بأن حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران قد ينتهي في أكتوبر، فقد قد تصبح الأمور أكثر صعوبة لتركيا.

ويوضح أن إيران تزود  وكلائها وحلفاءها بمجموعة متنوعة من الأسلحة بما في ذلك الأسلحة المضادة للدبابات والأسلحة المضادة للسفن والأسلحة المضادة للطائرات والطائرات بدون طيار وقاذفات صواريخ الكاتيوشا وحتى الصواريخ الباليستية.

وسيشكل انتشار الأسلحة الإيرانية الصنع بمساعدة الصين خطراً أمنياً أكبر لأنقرة، لأن طهران ساعدت خلال السنوات القليلة الماضية ،أعداء أنقرة في سوريا والعراق وليبيا بالأسلحة.ومنذ عام 2016 ، لاحظت تركيا زيادة في الأسلحة الإيرانية الصنع التي يمتلكها تنظيم البي كي كي الإرهابي.

أما في سوريا، فخلال عملية غصن الزيتون2018 ، استولت تركيا على مخبأ ضخم للأسلحة الإيرانية الصنع لدى الفرع السوري لتنظيم البي كي كي، وفي الآونة الأخيرة ، تعهدت إيران بتزويد نظام الأسد بأنظمة دفاع جوي.

قضية أخرى مقلقة بالنسبة لتركيا هي التعاون العسكري الإيراني الصيني، إذ يتردد أن طهران وبكين تتفاوضان بشأن إمكانية صفقة أسلحة ضخمة من شأنها تعزيز القدرات العسكرية التقليدية لإيران بطريقة غير مسبوقة.

وفيما يتعلق بالصين ، فمن المتوقع أن يعزز الاتفاق مع إيران وجودها ونفوذها في الخليج والمنطقة ، في عصر التراجع الأمريكي. وقد يضر هذا المتغير بمصالح أنقرة الإقليمية ويتحدى دورها الأمني ​​المتزايد.

ويوضح باكير أن هناك خلافا بين تركيا والصين حول العديد من القضايا الإقليمية. على الرغم من أن بكين تميل إلى تصوير مشاركتها في المنطقة على أنها محايدة تمامًا وذات طبيعة اقتصادية ، إلا أن السنوات القليلة الماضية كشفت خلاف ذلك، ولاسيما في سوريا حيث تدعم الصين نظام الأسد.

وإضافة إلى ذلك ، استخدمت الأسلحة الصينية بشكل متزايد من قبل العديد من الدول والجماعات المسلحة ضد تركيا ومصالحها وحلفائها.كما أن الاتفاق الإيراني الصيني ا من شأنه تمكين بكين في منطقة الخليج وليبيا.

وخلص الباحث إلى أن أنقرة وبكين ليس لديهما القدرة ، ولا الإرادة لاستبدال الدور الأمني ​​الأمريكي في الخليج ، لكن منح الصين موطئ قدم في تلك المنطقة سيعقد بالتأكيد حسابات تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!