ترك برس

تداولت وسائل إعلامية ادعاءات تشير إلى أن السلطات التركية اكتشفت حقوق غاز طبيعي في سواحلها، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان الرئيس التركي رجب جيب أردوغان، أمس الأربعاء، أنه سيكشف عن بشرى للأمة يوم الجمعة، ستدخل بعدها البلاد في حقبة جديدة.

وزعمت وكالة "بلومبيرغ" استنادًا إلى مصدرين تركيين مطلعين أن أنقرة عثرت على حقل للطاقة في البحر الأسود، وهو على الأرجح حقل غاز طبيعي، ولم يكشف المصدران أي تفاصيل أخرى تتعلق بحجم الاكتشاف أو صعوبة استخراجه. 

جاء ذلك في أعقاب الخطاب الذي ألقاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء ووعد فيه أن بلاده ستدخل "عصرا جديدا"، قائلا إنه سيزف بشرى سارة للشعب التركي الجمعة المقبلة، متعهدا بمواصلة عمليات التنقيب في البحر المتوسط.

وقال تقرير بلومبيرغ إن الليرة التركية حققت مكاسب إضافية أمام الدولار بعد هذه الأنباء، كما ارتفع مؤشر بورصة اسطنبول بنسبة 2% بعد خطاب الرئيس التركي، وارتفعت أسهم شركتي مصافي النفط التركية "توبراز"  (Tupras) و"بتكيم للبتروكيماويات القابضة" (Petkim Petrokimya Holding) بنسبة 8.1% و9.9 % على التوالي.

وكان وزير الطاقة التركي فاتح دونماز قد صرح الشهر الماضي أن سفينة الفاتح بدأت بالتنقيب في منطقة "تونا-1" الواقعة قبالة مدينة إيريجلى التركية. حسب ما أورد موقع "الجزيرة نت".

وتعد سفينة "فاتح"، من أبرز سفن التنقيب التركية، ويبلغ طولها 229، وعرضها 36 متراً، كان أول إبحار لها عام 2011 بعد صناعتها في كوريا الجنوبية. 

وتتمتع السفينة بتكنولوجيا الجيل السادس، بإمكانها إجراء عمليات تنقيب حتى عمق 12 ألف و200 متر وفي الأعماق ذات الضغط المرتفع.

ونقل تقرير بلومبيرغ عن الخبير الاستراتيجي بشركة "بلو باي أسيت مانجمنت"  (BlueBay Asset Management) في لندن، تيموثي آش، قوله "لقد كانت هناك اكتشافات في البحر الأسود سابقا، ولكن على نطاق محدود. ونظراً لتكاليف الاستيراد السنوية التي تبلغ قيمتها ما بين 35 إلى 50 مليار دولار، فإن تركيا تحتاج إلى مشروع كبير لتغيير قواعد اللعبة".

تقرير  بلومبيرغ أشار إلى أن رومانيا تمتلك بعض المشاريع لاستخراج الغاز في المياه الضحلة بالبحر الأسود منذ سنوات، لكن الاكتشاف الرئيسي الذي قامت به شركة "أو أم في بيتروم" الرومانية قبل 8 أعوام في المياه العميقة، لم يُستغل إلى اليوم.

كما تقوم شركة أخرى تُشرف عليها مجموعة كارلايل الأميركية بالتنقيب في المياه الإقليمية الرومانية بهدف استخراج الغاز في غضون 2021، بينما قامت شركة روسنفت الروسية بالتنقيب في المياه الروسية المطلة على البحر الأسود دون جدوى.

وقال كريستوف ميركل، العضو المنتدب لشركة "ميركل إنرجي للاستشارات" (Merkel Energy consultancy) "لا أعتقد أنه من المفاجئ أن تكون هناك المزيد من الاكتشافات في تلك المنطقة.. وستكون دول مثل بلغاريا وأوكرانيا واليونان، من أشد المهتمين بشراء هذا الغاز إذا قررت تركيا تصديره".

وأضاف ميركل "بناء على حجم الاكتشاف، أتوقع أن تتراجع عمليات الاستيراد عبر خط ترك ستريم (خط أنابيب الغاز الطبيعي بين روسيا وتركيا)"، وفق ما ينقل تقرير بلومبرغ.

وكانت شركة غازبروم الروسية العملاقة قد افتتحت خط أنابيب ترك ستريم عبر البحر الأسود لزيادة حصتها في السوق التركية، وتقليل الاعتماد على أوكرانيا كطريق عبور لإمدادات الطاقة.

يأتي الاكتشاف التركي وسط خلافات إقليمية حادة بينها وبين اليونان وقبرص الرومية في شرق البحر المتوسط، إذ تصر تركيا على التنقيب في مياه متنازع عليها. 

وقد دخلت فرنسا على خط الأزمة وعززت وجودها العسكري، بينما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي يشعر بالقلق إزاء تصاعد التوتر في المتوسط.

وكانت أنقرة قد استأنفت عمليات التنقيب في مياه البحر الأبيض المتوسط الأسبوع الماضي بعد أن توقفت مفاوضاتها مع اليونان بوساطة ألمانية، عقب إعلان أثينا عن اتفاق لترسيم الحدود البحرية مع مصر، كرد فعل على اتفاق مماثل بين تركيا وليبيا.

كما تتفاقم الخلافات بين تركيا وقبرص الرومية بشأن الحدود البحرية واحتياطات الغاز حول الجزيرة، فيما أكد الرئيس رجب طيب أردوغان مرارا أن الضغوط الأوروبية لن تثني بلاده عن مواصلة التنقيب عن الطاقة في مياه المتوسط.

وقال أردوغان أمس خلال مشاركته في افتتاح مصنع لتقنيات الطاقة الشمسية في العاصمة أنقرة إنه لا يمكن لأي قوة استعمارية حرمان بلاده من مصادر النفط والغاز الطبيعي في شرق المتوسط، وأكد أردوغان أن تركيا مصممة على حماية حقوقها في شرق البحر المتوسط حتى النهاية.

وأضاف الرئيس التركي حول ما سيصرح به الجمعة: "نحن نعيش حاليا حلم هذه البشارة. على يقين أن تركيا ستدخل في مرحلة جديدة عبر البشرى التي سنعلن عنها لشعبنا يوم الجمعة المقبل".

وتابع: "سنفتقد حاله التشوق لمعرفتها في حال كشفنا عنها حالا، لذا أعتقد أنه من المفيد عدم كشفها". حسب وكالة الأناضول الرسمية.

من جهته، قال وزير الخزانة والمالية التركي براءت ألبيراق حول بشارة الرئيس أردوغان، في تغريدة: "إنها تعتبر بمثابة تغير محوري بالنسبة إلى تركيا، وستكون مرحلة مهمة جدا، وتنتظرنا أيام أجمل بكثير".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!