ترك برس

يصادف يوم 11 أيلول/ سبتمبر الذكرى التاسعة عشر لهجمات نيويورك الإرهابية ، التي فقد فيها التركي زوهتو إيبيش حياته، حينها كان يعمل مهندس كمبيوتر بأحد البرجين الذي هز انفجارهما العالم بأكمله، وكانت آخر كلماته لزوجته: "لا تقلقي.. سأراكِ بعد قليل".

فقد أكثر من 2900 شخص حياتهم في هجمات 11 سبتمبر 2001، التي سجلت تاريخيا من أكبر الهجمات الإرهابية على أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية ومن أكبرها في العالم على الإطلاق، وكان من ضمن من فقدوا حياتهم التركي زوهتو إيبيش، الذي يعود أصله لقرية ساريابراك التابعة لمدينة يوزغات، كان عمره آنذاك 26 عاما.

تحدث محمد إيبيش، شفيق زوهتو الأصغر، للصحفيين، عن وقت هجرة عائلة إيبيش إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكيف حصلت الكارثة المروعة التي غيرت نهج الحياة في المجتمع الأمريكي تغييرا تاما، حيث سافر الأب لأول مرة إلى أمريكا في عام 1984، ثم في عام 1993 تبعه شقيقه الكبير زوهتو، ثم لحق بهما محمد وشقيقته في عام 1995، وأخيرا التم شمل العائلة بعد أن لحقت بهم زوجة زوهتو في عام 1996.

تطرق محمد إيبيش، إلى أن حلم أخيه الأول كان أن يسافر إلى أمريكا، ليحقق حلمه الثاني بدراسة هندسة الكمبيوتر في جامعاتها، ونجح في تحقيق حلمه الأول والثاني: "كنت أتمشى معه في أحد الأيام، عندما رأى البرجين، وقال لي (حلمي الآن هو العمل في أحد هذين البرجين)، وقد تحقق حلم أخي لأنه مهندس ناجح، وبدأ بالعمل في أحد البرجين إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة فيه".

كان يوم 11 سبتمبر 2001, يوم الهجمات المتزامنة في تاريخ أمريكا، التي أدت إلى صدمة نفسية في أنحاء البلاد، كما غيرت مجرى الحياة في عموم المجتمع الأمريكي بشكل تام، حيث تمت زيادة التدابير الأمنية بكل مكان، كما خضعت السياسة الأمريكية لتغيير جذري وبدأت فترة الحرب التي استمرت 20 عاما.

فقد زوهتو إيبيش حياته في ذلك الهجوم المروع، وكان آخر اتصال له مع زوجته. وصف محمد إيبيش تلك اللحظات قائلا: "كان آخر تواصل لأخي مع زوجته. تم تفتيش منزله بعد تحطم الطائرتين، وقال أخي لزوجته: "إنه مجرد حادث، لا داعي للقلق، ينبغي علي الخروج الآن، فقد وصل رجال الإطفاء، كما يقوم رجال الأمن بإخلاء المبنى، سأراك بعد قليل"، ثم أغلق هاتفه، وكانت هذه آخر كلماته".

علاوة على ذلك، ذكر محمد إيبيش أنه حاول التواصل مع أخيه ولم يستطع، وأنه اعتقل مع أشخاص آخرين فقط لأنهم مسلمون: "ارتبكت فور سماعي بخبر الهجوم وخفت على أخي، وحاولت الوصول إلى نيويورك وأنا مضطرب، لكن جميع مداخلها ومخارجها كانت مغلقة من كل طرف، وأخيرا توجهت إلى جسر واشنطن، وكان هناك جرحى ملطخون بالدماء، فقد تم إنشاء مستشفى ميداني في محطة القطار يتم نقل المصابين من البرجين إليه بالمروحيات، لتقديم الإسعافات الأولية لهم. كان المكان يوحي بأنها نهاية العالم. غفوت في السيارة من تعبي طوال اليوم، ولاحظ رجال البوليس ذلك. كانت سيارتي تحمل لوحة ترخيص مؤقتة لأنني اشتريتها حديثا، واستيقظت عندما ضرب رجال الشرطة على نافذة السيارة بعد أن رأى بطاقتي الشخصية، اعتقلني، وكان هناك 4 أشخاص مسلمين يغفون في داخل سياراتهم، اعتقلوهم أيضا. غالبا اعتقدوا أننا إرهابيين. مارسوا علينا ضغوطا نفسية مصوبين مسدساتهم على رؤوسنا وسألونا: أين القنبلة؟ أين القنبلة؟ كما أتى 4 أو 5 خبراء قنابل برفقة  كلب بوليسي، ثم قالوا لنا "لو لم تبقوا هادئين، نفجر أدمغتكم"، كانت يده على الزناد في حالة يقظة وتأهب".

فقد زوهتو حياته في الطابق 103 لأحد البرجين في ريعان شبابه، وبعد ستة أشهر من الحادثة تم العثور على أجزاء من عظامه وتسليمها لعائلته، التي قامت بإنشاء قبر رمزي له في مسقط رأسه قرية ساريابراك بمدينة يوزغات، ولا تزال المقبرة تحمل إسم زوهتو إيبيش، رغم مرور 18 عاما على إنشائها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!