ترك برس

رأى خبير تركي أن روسيا تشعر منذ فترة طويلة بالانزعاج من الحكومة الأرمينية وسياساتها المحابية للغرب، وأن تركيا نقلت خبراتها العسكرية إلى أذربيجان، ما مكن الأخيرة من تحقيق مكاسب ملموسة لأول مرة منذ 26 عاما.

وقال خبير السياسات الخارجية في مركز "سيتا" التركي للأبحاث والدراسات، محمد جغطاي غولر، إن الدعم التركي ساهم في تعزيز إنجازات أذربيجان ضد الاحتلال الأرميني.

وأضاف غولر، في حديث لوكالة الأناضول الترطية، أن أذربيجان حققت مكاسب ملموسة ضد الاحتلال الأرميني في إقليم "قره باغ" وأراضيها المحتلة.

وأوضح أن أرمينيا تعمد بين الحين والآخر، إلى شن هجمات عسكرية ضد الأراضي الأذربيجانية، انطلاقا من إقليم "قره باغ" والمناطق الأخرى التي تحتلها منذ عام 1992.

وذكر أنه رغم توقيع البلدين لاتفاق وقف إطلاق النار عام 1994، إلا أن المفاوضات التي جرت بينهما برعاية دولية لم تسفر عن نتائج ملموسة تجاه تحقيق السلام والاستقرار الدائمين بالمنطقة.

وأردف أن أرمينيا واصلت خرق اتفاق وقف إطلاق النار مرات عديدة.

- أذربيجان تحرر أراضيها المحتلة

وأفاد غولر، بأنه بعد الهجوم العسكري الأخير لأرمينيا (27 سبتمبر/ أيلول الماضي)، أطلقت أذربيجان عملية عسكرية واسعة النطاق على طول خط وقف إطلاق النار، لتحرير أراضيها المحتلة.

وأشار إلى تمكن باكو خلال العملية المذكورة من تحقيق مكاسب ميدانية ملموسة، "سوف تساهم خلال المرحلة المقبلة في تحقيق حلول دائمة".

وتابع: "في واقع الأمر، تمكنت أذربيجان من تحرير أكثر من 10 قرى ومناطق جبلية، واستعادت جزءا كبيرا من محافظة فضولي (غرب) المحتلة".

ولفت إلى أن أذربيجان لم تتمكن في السابق من كسر التحصينات الأرمينية الموجودة على أراضيها المحتلة بهذا الشكل.

واعتبر أن أرمينيا تريد إدخال منظمة "معاهدة الأمن الجماعي" إلى المنطقة لكسب الدعم ضد أذربيجان وعزلها، إضافةً لتحميلها مسؤولية خرق وقف إطلاق النار.

وقال إن يريفان تعمل على إضفاء الطابع الإقليمي على الحدث، "لكن هذه المحاولة لم تنجح بسبب حقيقة أن قره باغ أراضٍ أذربيجانية محتلة باعتراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقانون الدولي".

ولفت إلى أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي لا ترغب في اتخاذ خطوات منحازة إلى جانب أرمينيا بسبب علاقاتها الثنائية الطيبة مع أذربيجان.

واستطرد: "لذلك اكتفت المنظمة بدعوة طرفي النزاع إلى وقف إطلاق النار والتفاوض، لكنها لم تبذل أي محاولة لمنع أذربيجان من التقدم".

يُذكر أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تأسست عام 1992، وتضم 6 من دول الاتحاد السوفيتي السابق، هي روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأرمينيا.

- هجمات أرمينيا هدفها قطع إمدادات الطاقة إلى تركيا

كما ذكر الخبير التركي، أن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان يسعى لإقحام تركيا واتهامها بالتدخل إلى جانب أذربيجان في الميدان.

واعتبر أن هذه المسعى يهدف لحرف الأنظار عن خطوات أذربيجان المشروعة، والتستر على خسائر حكومته جراء مواصلة سياسة الاحتلال لأراضي دولة جار.

وأفاد بأن أرمينيا أرادت عبر استفزازاتها العسكرية التي أشعلت فتيل الأزمة الجديدة القديمة في جنوب القوقاز، توجيه رسالة إلى تركيا، الشقيق الأقرب لأذربيجان بالمنطقة.

وأردف: "لاسيما وأن العلاقات التركية الأذربيجانية تقوم على مبدأ (شعب واحد في بلدين)".

ولفت إلى أن الاعتداءات العسكرية الأرمينية الأخيرة، لاسيما التي استهدفت منطقة "توفوز" شمال غربي أذربيجان (بين 12- 16 يوليو/ تموز الماضي)، وما أعقبها من استفزازات أخرى، كان الهدف من ورائها مشاريع الطاقة التركية الأذربيجانية بالمنطقة.

وأشار إلى أهمية منطقة توفوز على أمن إمدادات الطاقة لتركيا، خصوصا وأنها تشكل ممرا لخط أنابيب نقل النفط والغاز "باكو - تبليسي – جيهان"، وكذلك خط السكك الحديدية الرابط بين أذربيجان وتركيا عبر جورجيا.

وأردف: "هذا الممر وفر لتركيا أكثر من 20 بالمئة من احتياجاتها في مجال الطاقة خلال العام الماضي، وهذا المعدل مستمر بالارتفاع".

- تركيا تنقل خبراتها العسكرية إلى أذربيجان

وذكر غولر أن أنقرة تبادلت خبراتها العسكرية التي حققتها في شرق المتوسط وليبيا وسوريا مع أذربيجان، حيث قدمت الدعم العسكري والتقني والمعدات للأخيرة، ما مكنها من تحقيق مكاسب ملموسة لأول مرة منذ 26 عاما.

وأضاف: "منذ فترة طويلة وإدارة الكرملين تشعر بعدم الارتياح من الحكومة الأرمينية ورئيسها نيكول باشينيان وسياساته، إلا أن روسيا استمرت في دعم الإدارة الأرمينية رغم ذلك".

وذكر أن موسكو تقف إلى جانب يريفان في جميع نزاعاتها تقريبا مع باكو، لا سيما خلال نزاع توفوز الأخير عبر إرسالها الأسلحة إلى أرمينيا، كما قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف وقتها.

وأوضح أنه رغم الخلافات والصراعات على خط موسكو - يريفان، اتبعت روسيا سياسات لصالح أرمينيا، معتبرا أن الصراع الأخير شهد تغييرا طفيفا في السياسة الروسية.

وختم بالقول: "موسكو لم تعمل على وقف الصراع في خطوة رآى فيها مراقبون أنها تسعى لمعاقبة رئيس الوزراء باشينيان على سياساته المحابية للغرب".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!