ترك برس

ذكرت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية أن على واشنطن أن تبني علاقة مصارحة مع تركيا، حليفتها المهمة بحلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأن تعي في الوقت ذاته جيدا تفاصيل الواقع.

وأوضحت في تقرير للباحثين في قضايا الأمن والدفاع عمر تاسبينار ومايكل أوهانلون، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقود دولة مهمة، ولطالما ظل الشخص الوحيد الذي يمكن للولايات المتحدة أن تسعى للتعامل معه، حتى لو كانت هناك خلافات كبيرة بين الدولتين.

وتساءلا: هل بمقدور إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن رأب الصدع في علاقة البلدين، التي تدهورت تدريجيا خلال السنوات القليلة الماضية؟

وتؤكد المجلة أنه باستثناء السياسة الأميركية تجاه التهديدات الكبرى التي تشكلها كل من روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران، فمن الصعب التفكير في قضية أمنية أخرى أكثر أهمية يمكن أن تواجه الإدارة الجديدة في واشنطن من علاقتها مع تركيا.

وترى أن أنقرة يمكن أن تكون طرفا أساسيا في مساعدة الأميركيين في حسن التعامل -أو سوء التعامل- مع التهديدين الأول والأخير، أي روسيا وإيران.

وتؤكد أن أهمية تركيا للطرف الأميركي أكبر بكثير مما هو متصور، رغم أن "معاقبة أنقرة على تجاوزاتها ستمثل عنصرا مغريا للإدارة الأميركية المقبلة".

ويرى الباحثان أن بعضا من سياسات أنقرة مثل تعاطيها مع تنظيم "ب ي ك/بي كا كا" -حلفاء أميركا الرئيسيون في هزيمة تنظيم داعش- وشرائها منظومات للدفاع الصاروخي من روسيا؛ لم تترك لها سوى أصدقاء قلائل في واشنطن.

وتقر المجلة الأميركية بأن حبل الود الموصول بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمثل فعلا مصدر قلق كبيرا للغرب، لكن البديل، أي اندلاع حرب بين الأتراك والروس؛ سيجر الولايات المتحدة بوصفها عضوا بحلف شمال الأطلسي لأتون صراع مع موسكو، وهو أمر أسوأ.

وتضيف أنه ورغم كل شيء فإن أنقرة وموسكو ليستا "شريكتين طبيعيتين"، بل هما في الواقع على طرفي نقيض في ما يتعلق بالصراعات الدائرة في كل من سوريا وليبيا، وفي ناغورني قره باغ بين أرمينيا وأذربيجان.

وعلى صعيد آخر، ترى "ناشونال إنترست" أنه يتوجب على واشنطن إحراز تقدم في معالجة مشكلتين رئيسيتين مع تركيا؛ أولهما -وهي الأكثر إلحاحا- تتعلق بمنظومة الدفاع الجوي من طراز "إس-400" (S-400) التي اشترتها من الروس.

أما المسألة الأخرى فهي الملف السوري الذي يتطلب من إدارة بايدن أن تقترح على أنقرة عودة مشروطة للمسار الصحيح، بدلا من المواجهة بالقوة القهرية، كما تقول المجلة.

ويحذر الباحثان إدارة بايدن من مغبة الانسحاب من سوريا والتخلي عن "ب  ي د/ي ب ك" هناك، كما كان يفكر في ذلك الرئيس دونالد ترامب، وأكدا أنه بدل ذلك يتوجب على واشنطن إيجاد وسائل أكثر إقناعا لتثبت لأنقرة أن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية وتنظيم "ب ي د/ي ب ك" معني بقتال تنظيم "داعش"، وليس السعي لبناء دولة مستقلة ذاتية الحكم.

ويخلص المقال إلى أن معالجة هاتين القضيتين ستتيح الشروع في مرحلة دبلوماسية قائمة على تبادل المصالح ومراعاة اعتبارات الأمن القومي مع أنقرة.

جدير بالذكر أن تركيا تصنّف تنظيم "ب ي د / ي ب ك" إرهابياً وترى بأنه الذراع السوري لمنظمة "بي كا كا" المدرجة على قوائم الإرهاب في العديد من العواصم الغربية والأوروبية، وفي مقدمتها واشنطن.

وفي سياق متواصل، قال العضو السابق في الكونغرس الأمريكي توبي موفيت، إن تركيا دولة مهمة جدًا بالنسبة للولايات المتحدة وإن مرشح الرئاسة الديمقراطي جو بايدن يدرك ذلك جيدًا.

وأضاف في كلمة ألقاها خلال فعالية عبر الاتصال المرئي، حول العلاقات التركية الأمريكية، أن "تركيا مهمة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، وليست بلدًا لا يمكن إقامة علاقات متينة معه، وبايدن يعرف هذا الوضع جيدًا، فأنا أعرفه منذ زمن طويل، فهو يولي أهمية كبيرة لهكذا علاقات".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!