ترك برس

وصل وفد عسكري تركي يترأسه وزير الدفاع خلوصي أكار ويضم رئيس الأركان يشار غولر، وقادة القوات في الجيش، أمس السبت، إلى العاصمة الليبية طرابلس من أجل إجراء عدة لقاءات مع قادة حكومة الوفاق العسكريين من وزير دفاع وداخلية ورئيس أركان وكذلك رئيس الحكومة ورئيس مجلس الدولة.

وتأتي الزيارة التي لم تكن معلنة مسبقا بعدما دعا اللواء المتقاعد خليفة حفتر مقاتليه إلى "إخراج" القوات التركية الداعمة لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، في وقت تتواصل المحادثات لإنهاء الحرب المستمرة منذ مدة طويلة في البلد الغني بالنفط.

كما تأتي الزيارة بعد أيام من إقرار البرلمان التركي مقترحا يمدد بقاء الجنود الأتراك في ليبيا لمدة 18 شهرا.

https://twitter.com/tcsavunma/status/1342848277461536771

زيارة الوفد العسكري التركي إلى طرابلس الآن جاءت لتطرح الكثير من التساؤلات والتكهنات، حول رسائل وأهداف الخطوة وتوقيتها وعلاقتها بتصريحات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الأخيرة، حول طرد القوات التركية من ليبيا.

لكن الوفد التركي أكد أن من ضمن جدول أعماله في الغرب الليبي زيارة مقر قيادة القوات التركية في ليبيا، لعقد لقاء مع عناصر القوات المتمركزة هناك، ليطرح تساؤلات: ما أهداف ورسائل الزيارة العسكرية الكبيرة الآن؟

من جهته، كشف المتحدث باسم رئاسة الأركان التابعة لحكومة الوفاق، العقيد محمد قنونو أن "زيارة الوفد التركي الآن ومجموعة القيادات العسكرية المتواجدة في الوفد، تؤكد استمرار وتميز العلاقات بين تركيا وليبيا وأهمية هذه العلاقات مع الحليف التركي في تحقيق السلام والاستقرار في العاصمة طرابلس".

وأكد في تصريحات خاصة لموقع "عربي 21" أن "قيادات حكومة الوفاق كانوا في استقبال الوفد التركي والترحيب به وتأكيدهم على التطلع لتطوير العلاقات، خاصة على الصعيد الأمني، كون الأيام القليلة الماضية شهدت تخريج دفعات جديدة انضمت للجيش الليبي أشرف على تدريبها ضباط الجيش التركي، كما أن برامج التدريب مستمرة"، وفق قوله.

وتابع: "الوفد التركي رفيع المستوى توجه فور وصوله إلى قاعدة "أبوستة" لعقد عديد الاجتماعات مع نظرائه بالجيش الليبي، كما أنه ستكون للوفد عدة لقاءات أخرى مع قادة عسكريين وسياسيين"، كما صرح.

في حين رأى الضابط من الشرق الليبي، العقيد طيار سعيد الفارسي أن "زيارة الوفد التركي الآن تحمل رسالة صريحة وهامة للمجتمع الدولي والدول الداعمة لحفتر بأن أنقرة لن تقبل بتهديدات الأخير باستهداف قواتها المتواجدة هناك وفقا لاتفاقية رسمية مسجلة لدى الأمم المتحدة".

وأشار في تصريحات صحفية إلى أن "الزيارة تؤكد أيضا استمرار وقوف تركيا مع حكومة الوفاق وقواتها وتأييد إقامة دولة مدنية، وكون العلاقات رسمية وشرعية فإن هذه الزيارات تأتي أمام أنظار العالم أجمع وليست سرية، وأعتقد أيضا أن للزيارة علاقة بقرار الرئيس التركي تمديد مهام قواته في ليبيا لاستمرار التنسيق مع الجانب الليبي"، بحسب تقديراته العسكرية. 

عضوة البرلمان الليبي عن دائرة طرابلس، ربيعة بوراص قالت إن "الزيارة تأتي في إطار تواصل ضمان تدريب الجيش الليبي وفق اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية الموقعة بين الحكومة التركية وحكومة الوفاق الوطني".

أكدت أن "الخطوة الآن هدفها تدشين لنواة الجيش الحقيقي الذي ترعرع داخل الكلية العسكرية التي تعرضت للقصف الغادر والجبان مؤخرا، كما أنها بمثابة رد عملي على تهديدات حفتر الأخيرة والذي يكرر إعلان الحرب على الليبيين وعلى بعض الدول التي لا تساند مشروعه الدموي من وقت لآخر."

وكان حفتر، قد أشار في كلمة له في بنغازي، الخميس الماضي، إلى أن المواجهة مع من وصفه بالمستعمر التركي وجنوده تلوح في الأفق القريب، وأنه لن يكون هناك سلام "في ظل المستعمر ومع وجوده على أرضنا"، وذلك في خطاب بمناسبة الذكرى الـ69 لاستقلال ليبيا.

وطالب حفتر قواته بالاستعداد لما وصفها بالمواجهة الحاسمة المقبلة لطرد المستعمر، حسب تعبيره.

يُذكر أنه ومنذ تدخل الجيش التركي دعما لقوات حكومة الوفاق، المعترف بها دولياً بموجب اتفاقية أمنية وعسكرية بين أنقرة وطرابلس، أطلق حفتر تهديدات مماثلة، وردت تركيا بتحذيره من أنه سيكون هدفا مشروعا لها في حال تعرضت مصالحها في ليبيا لأي هجوم من قبله.

وساهم الدعم التركي لحكومة الوفاق في صد هجوم على طرابلس لقوات حفتر المدعومة من روسيا ومصر والإمارات في أبريل/نيسان 2019.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!