ترك برس

أعربت الفنانة التركية ملك زينب بولوت، عن فكرة إمكانية تحويل الجروح الاجتماعية إلى قوة من خلال تجميلها بالعلم والفن يتضح ذلك بشكل ملموس في أعمالها التي تركز من خلالها على حقوق الإنسان.

لفتت الفنانة بولوت الأنظار في معرض "هكذا أنت أكثر جمالًا"، الذي تم تنظيمه في 28 شباط/ فبراير 2020، عند قولها بأن الفن يمكن أن ينشأ من أي حدث تقريبا. تعمل بولوت مهندسة معمارية، وتنتج أعمالا فنية تتعلق بقضايا حقوق الإنسان منذ عشرة أعوام.

شكلت بولوت مجموعة من الطيور من مواد تم جمعها في حديقة مبنى إدارة الهجرة الإقليمية بإسطنبول، وكانت قطعها الفنية هي الأولى من نوعها التي توضع في مبنى حكومي في تركيا، فهي ترى بأن مشاكل الهجرة وحقوق الإنسان موجودة في العالم بأكمله بما فيه تركيا وستظل موجودة. تدرك بولوت أن بمقدورها حل هذه المشاكل إلا أنها تحاول على الأقل التعبير عنها وشرحها ووضعها أمام أعين الآخرين بالطريقة الأفضل، وأرادت إيصال فكرتها للناس عبر الفن.

أشارت بولوت إلى النهج الذي تتبعه بقولها: "إن الإنتاج يمكنه تحويل جراحنا إلى قوة، في الواقع ينبغي أن لا ننظر إلى جراحنا على أنها تجربة سلبية في حياتنا... بدلا من تحطيم أنفسنا وبدلا من النظر بطريقة سلبية. ينبغي علينا الاستفادة من قوتنا التحويلية ووضعها في الإنتاج، فالجراح ليست دائمة أو مؤقتة، لكنها تجربة تحويلية، ويمكننا تحويلها إلى قوة بالفن والعلم".

أوضحت بولوت أن المجتمعات لا تتحرك دائما بشكل إيقاعي، وقالت: "أسعى دائما للتعبير عن المشاكل الاجتماعية في إطار الفن والتصميم، والتعامل معها بطريقة مختلفة بدلا من حلها، أتمكن بذلك من تحديد ما يواجه المجتمع من مشكلات وتحويلها إلى مجال إنتاج، فعند النظر إلى سرب الطيور من بعيد تبدو للجميع شاعرية، ولكن عند الاقتراب منها يتضح لنا جانبها الفوضوي".

تصف بولوت تصميم سرب الطيور الذي وضع على مدخل مبنى إدارة الهجرة في اسطنبول، الذي أطلقت عليه اسم "الأنين"، بهذه الكلمات: "في سياق القطعان التي تتجمع وتلتئم كلما أصيبت بجراح، لقد لاحظت ذلك لمدة طويلة قبل تنفيذ مشروعي، لقد أجريت مقابلات مع أشخاص وخاصة اللاجئين، وحاولت إيجاد مفتاح رئيسي لنفسي، لأطور مشروعي بالإضافة لملاحظاتي خلال تلك الفترة".

علقت بولوت على أن ردة فعل كل من يرى أعمال التركيب في مبنى إدارة الهجرة، عاطفية، وقالت: "بالتعليق على وضعها هنا من وجهة نظر فنية أيضا، لم يكن لدينا خيار آخر، جلبنا تعاطف وحساسية الآخرين بوضعها هنا، أعتقد أننا فتحنا مجال لهذه التجربة هنا".

ختمت بولوت كلامها بقولها: "العالم يتغير اليوم، فهمنا جميعا ذلك في أثناء فترة الوباء، والعالم يتجه إلى اتجاه آخر، عايشنا ذلك، أعتقد أننا سنجرب ونعايش رؤى مختلفة أكثر، يمكننا فهمها بالفن والتصميم، فهي مواضيع علمية جدا، لدينا قوة تحويلية، ينبغي علينا تفسير المشاكل الإنسانية الرئيسية كعوامل تحويلية وليس على أساس الدائمية أو المؤقتة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!