ترك برس

يقترب الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، من تسلّم مقاليد السلطة، في يناير/ كانون الثاني المقبل، ليبدأ بعدها بقيادة دولة عظمى تؤثّر بعلاقاتها على جميع المستجدات حول العالم.

يأتي ذلك مع إثارة العديد من التكهنات والتحليلات حول مستقبل العلاقات بين واشنطن وأنقرة، في ظل إدارة جو بايدن الذي أدلى سابقاً بتصريحات تشير إلى أن الأمور بينه وبين نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، ليست في أفضل أحوالها.

في المقابل، يرى مراقبون أن مستقبل العلاقات بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي "ناتو" تحمل الكثير من التعقيدات والتفاؤل بإمكانية تجاوز الخلافات.

وفي تصريحات سابقة له، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا سابقاً جيمس جيفري، إن تركيا عضو بالغ الأهمية في "الناتو"، مبيناً أن بلاده تمتلك "أصولاً عسكرية هائلة (في تركيا)، ولا يمكننا التعامل مع (مشكلات) الشرق الأوسط ومنطقة القوقاز والبحر الأسود، بدون تركيا التي تُعد خصماً طبيعياً لروسيا وإيران".

ووجّه الدبلوماسي الأمريكي نصيحة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن بأن يولي أهمية بالغة لتركيا.

في مقال  له على موقع "المونيتور"، يرى الكاتب التركي متين غورجان أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة تحت إدارة بايدن، ستكون محكومة بالسياسة الخارجية الأمريكية التي من المرجح أن تعتمد على "أرضية مؤسسية" مرة أخرى، بعد فترة حكم ترمب الذي "غالباً ما كان انعزالياً وشعبوياً وغير محب لعمل المؤسسات"، على حد تعبير الكاتب.

ويوضح غورجان أنه "بالنظر إلى المقابلات والبيانات والكتابات التي أجراها بايدن خلال العام الماضي، يمكن للمرء أن يستنتج أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة تحت قيادته ستستند إلى أربعة مبادئ رئيسية، هي تعزيز الديمقراطية على الصعيد العالمي، وزيادة التعاون الأمني ​​مع الحلفاء، وتشجيع التجارة الحرة عالمياً، بالإضافة إلى حماية البيئة".

وفيما يخص العلاقات مع تركيا، يجادل الكاتب بأن فريق السياسة الخارجية لبايدن، يشتمل على تيارين، أحدهما مؤيد للتفاوض وإيجاد حلول وسط للخلافات القائمة، والآخر يميل إلى سياسة متشددة تجاه أنقرة تقوم على الضغوط والعقوبات الاقتصادية، بحسب ما نقله " TRT عربي."

ويرجّح غورجان أن تكون "للمدافعين عن سياسة التهدئة والتفاوض في إدارة بايدن اليد العليا، لذلك يمكن توقّع أن تتبع الإدارة الأمريكية الجديدة نهجاً تصالحياً خلال الأشهر الأولى من الحكم، لاختبار رد الفعل التركي"، إلا أنه لا يستبعد أن تنقلب الكفة لصالح مؤيدي الصدام مع تركيا، حال فشل الفريق الآخر في إيجاد حلول سريعة وواقعية للخلافات بين البلدين.

في السياق ذاته، يرى الكاتب والمحلل السياسي سعيد الحاج أن "نظرة تشاؤمية أكثر من اللازم" تسيطر على من يرون أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا مقبلة على أزمة عميقة في ظل إدارة بايدن.

ويقول الحاج في مقال نُشِر على موقع "TRT عربي"، إنه "لا ينبغي أخذ تصريحات بايدن خلال الحملة الانتخابية كمعيار وحيد للتقييم.. إذ إنه غالباً ما تتباين مواقف الرئيس وتوجهاته بعد انتخابه عن تصريحاته قبله".

ويلفت الحاج إلى الفكرة السابق ذكرها حول تغليب بايدن الديمقراطي المخضرم والذي شغل من قبل منصب نائب الرئيس في إدارة باراك أوباما، كفة العمل المؤسسي وتعزيز دور الهيئات المعنية، كي يمحو "الانطباع الذي رسّخه ترمب حول الارتجال والتفرد بالقرارات".

ويشير الحاج أيضاً إلى عدد من العوامل والأسباب التي تشير إلى أن الأمور يصعب أن تخرج عن نطاق معين، نظراً إلى أهمية البلدين أحدهما للآخر والشراكات التاريخية التي تجمعهما.

وفي وقت سابق، وعند سؤاله عن مستقبل علاقات بلاده مع الولايات المتحدة في ظل إدارة بايدن، أجاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان بالقول إن "الحديث عن ذلك ما زال مبكراً" قبل بدء الرئيس المنتخب جو بايدن لممارسة مهامه في الإدارة الجديدة، مؤكداً أنه "عندما يبدأ السيد بايدن بمهامه، سنجلس ونتحدث حول بعض الأمور، كما فعلنا ذلك في السابق".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!