ترك برس

اعتاد الجميع على رؤية المحققين الخاصين في الأفلام الهوليوودية، ولكن هل يوجد بالفعل محققون خاصون في تركيا؟ والجواب نعم حسب تقرير لقناة "تي ري تي" التركية، إلا أن أغلبهم من رجال الشرطة المتقاعدين الذين يمارسون أنشطتهم تحت عنوان الاستشارات القانونية، وأهم ما يميز عملهم هو سرية الحياة الشخصية لعملائهم.

يؤدي المحقق الخاص عدة أعمال مثل تقفي أثر الأزواج، والبحث ما قبل الزواج، والتحقيق في قضايا الاحتيال، والبحث عن المفقودين، ومتابعة القضايا في المحكمة.

تحدثت "تي ري تي" إلى المحقق الخاص سافاش كورتبابا، الشرطي المتقاعد من مكتب جرائم القتل بفرع الأمن العام في إسطنبول، الذي قال إن أهم القضايا المتكررة في مجال عمله هي بحث ما قبل الزواج، وقضايا الاحتيال، والبحث عن المفقودين الذي قد يضطر المحقق فيه إلى تقديم طلب مساعدة من الشرطة للوصول إلى حل لها.

أشار كورتبابا إلى أن 80% من المتقدمين بطلب متابعة الأزواج هم من السيدات، وتحدث عن أحد الطلبات التي تلقاها من سيدة قائلا: "جاءت إلى مكتبي سيدة، قالت لي (وجدت هذه الرسالة في هاتف زوجي، وهذه صورتها لتتمكن من رؤيتها). بقي زوجها في البيت تلك الليلة، إلا أن أثره فقد في النهار. تواصلت السيدة مع محامٍ لسؤاله ماذا ينبغي تفعل، فأشار عليها بأن تتوجه إلى مكتب خدمات استشارية. تعاونت مع المحامي بعد قدومها إلي وذهبنا معا لمراجعة المحكمة".

علق في ذهن الجميع مفهوم المحقق الخاص في الأفلام الهوليوودية، الذي يعد مهنة قانونية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد بدأ في تركيا منذ بداية التسعينيات، حين وضع قانون "المحقق الخاص"، الذي يحمل الرقم 3963 على جدول أعمال البرلمان التركي لأول مرة في عام 1994، وتم قبوله من قبل البرلمان، إلا أن رئيس الجمهورية أعاده إلى البرلمان.

يزاول المحققون الخاصون في تركيا نشاطهم تحت اسم خدمة الاستشارات القانونية لعدم تنظيمه بشكل قانوني، وهناك خط أحمر لا يمكن أن يتجاوزها المحقق وهو سرية الحياة الشخصية للعميل.

المحامية رزان أوزدمير قالت: "لا يمكننا إجراء أي دراسة لتحديد الجاني أو لجمع أدلة تحت اسم المحقق الخاص. لنفترض انه تم القيام بذلك، لدينا مبدأ عالمي أساسي في إجراءتنا الجنائية في تركيا، ينص على أن (ثمار الشجرة السامة سامة بالتأكيد)، بالتالي لا تعد النتائج التي تم الحصول عليها بطرق غير قانونية دليلا، ولا يصدر أي حكم على اساسها".

أكد المحقق كورتبابا، أن الصور أو الرسائل الواردة من وسائل التواصل الاجتماعي لا يمكن أن تكون دليلا، حتى من الممكن أن يكون استخدامها جريمة، لذلك على الرغم من أن تتبع الزوجين لبعضهما البعض قانونيا، إلا أن المحقق الخاص لا يمكنه دخول مناطق خاصة لجمع أدلة.

علقت المحامية أوزدمير، على هذا الموضوع قائلة: "في حال دخل رجل ما إلى الفندق مع سيدة أخرى، ومكث فيه إلى تاريخ ما، عندما ترفع عليه زوجته دعوى الطلاق، ينبغي أن يتقدم محاميها بطلب إلى المحكمة لكتابة مذكرة إلى الفندق، وعندما يتم الرد من الفندق، يتم التثبت بالدليل من خداع الزوج".

يطرق أبواب المحققين بشكل متكرر أشخاص يتساءلون عن الشخص المتقدم للزواج من ابنتهم أو الشخص الداخل إلى منزلهم، ومن الممكن جدا الوصول إلى نتائج بحث مفاجأة. ذكر كورتبابا أن إحدى السيدات تقدمت بطلب للبحث عن شخص تقدم لخطبتها تعتقد أنه طيار قائلة: "عرف عن نفسه كطيار، وفي الواقع خرج الرجل مرتديًا الزي الموحد وركب في خدمة شركة الطيران ثم دخل إلى المطار، لكننا شاهدناه خارجا بعد 15 دقيقة ليركب الباص مرة ثانية متوجها إلى الحمام في مقهى الحي ليخلع ملابسه، هكذا بدأ بلعب لعبته".

لكن من أهم مجالات عمل المحقق الخاص ملف المفقودين، حيث يأتي كثير من الناس لتأكيد الشكوك التي لديهم بالفعل. يقول كورتبابا: "أولئك الذين يتملكهم شعور بالتردد يأتون إلينا لمواجهة الحقيقة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!