ترك برس

مرّت قبل أيام اليوم الذكرى السنوية الأولى لوفاة خير الدين كاراجا، الملقّب بـ"جد الأرض"، الرئيس الفخري المؤسس لمؤسسة تيما TEMA، الذي كرس حياته لحماية الأرض والماء والخضرة والنباتات، كما تستمر أعماله بإلإلهام، بعد أن نفذ العديد من المشاريع التي ساهمت في التوعية لأهمية حماية الطبيعة.

أطلق كاراجا، عبارته المشهورة بجهوده وإيمانه فيما يتعلق بحماية الطبيعة، "بالإيمان لكل شيء حل، ستكفي قوتنا لإنقاذ العالم لو أيقنا بذلك". وله مقولة مشهورة بالبستنة، "في رأيي أهم مرتبة نستطيع الوصول إليها هي البستنة. عليك أولا أن تملأ قلبك بالحب حتى تكون بستانيًا".

ولد كاراجا في عام 1922 في بانديرما، ووالده هوجازاده خليل أفندي ووالدته زهرة هانم. تولى كاراجا أعمال الخياطة بالتريكو لعائلته بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، وبدأ بتأسيس شركته التي أصبحت من أهم المؤسسات الصناعية في تركيا، كما بدأ بحب الطبيعة في شبابه. في عمر الخمسين أسس أول مشتل خاص في تركيا بمدينة يالوفا، وزرع بداخله البذور التي جمعها بنفسه خلال زياراته خارج وداخل تركيا. عرف المشتل من قبل علماء النبات في كافة أنحاء العالم بأنه مركز للحفاظ على جينات الأنواع المهددة بالإنقراض لاحتوائه على 14 ألف نوع.

لاحظ كاراجا في أثناء دراساته للطبيعة، التصحر الذي تعاني منه تركيا، وتراجع الغابات بسبب الحرائق أو بسبب قطع الفلاحين للغابات لفتح حقولهم الخاصة، وجفاف الشلالات وخراب المراعي.

أضفى كاراجا، الطابع المؤسسي على مبادراته البيئية للطبيعة بإنشائه مؤسسة "تيما" (TEMA) عام 1992 مع صديقه نهاد غوكيغيت. وواصل جهوده فيها بتوعية العامة والإداريين كلما حانت له الفرصة، وإجراء جولات في الأناضول لحماية الطبيعة، إلى أن توفي في 20 يناير/ كانون الثاني 2020 عن عمر يناهز 97 عاما، تاركا من خلفه عشرات الآلاف من المتطوعين في مؤسسة تيما، والعديد من الدراسات في مركز الجينات، التي ستظل مصدرا تحفيزيا لحماية الطبيعة للأجيال القادمة. 

نشرت مؤسسة تيما، تغريدة بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة "جد الأرض" في 20 يناير 2021 عبر حسابها في تويتر قالت فيها:

"هل ينساك هذا القلب؟ ستستمر الفكرة التي غرستها في النمو ومنح الأمل، ولن نتخلى عن السير في طريقك. نتذكرك "خير الدين كاراجا"، بكل احترام وشوق".

أعرب كاراجا، الحاصل على العديد من الجوائز من مؤسسات وطنية ودولية، عن تصوره المختلف لمفهوم الجائزة، قائلًا: "تلقيت العديد من الجوائز، لكنني أمتلك جائزتين من أثمن الجوائز، إحداها عندما رآني طفل على جبل يبلغ ارتفاعه 2500 مترا، قال لصديقه (اركض اركض، لقد أتى جد الأرض). أما الجائزة الأخرى فأعتقد أنها من أكبر الجوائز التي يمكن أن تمنح للإنسان، ولا أعتقد بوجود جائزة أكبر منها، وهي أنني مواطن من الجمهورية التركية".

حصل كاراجا، على ألقاب بدرجة الدكتوراة الفخرية من عدة جامعات بسبب دراساته عن الطبيعة، ونال في حياته جوائز مثل جائزة الفن والثقافة من رئاسة الجمهورية التركية، و"بطل الغابة" من الأمم المتحدة، و"جائزة رايت لايف".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!