ترك برس

نسجت الجدة زليخة، بيديها 115 زوجا من الجوارب الصوفية، لتقدمها هذية إلى الجنود الأتراك كي تقيهم من قسوة برد الشتاء، فشكرتها وزارة الدفاع الوطني والقوات المسلحة التركية على هداياها وأرسلت وفدا لزيارتها في منزلها بمدينة يالوفا تقديرا لها.

بالرغم من أن عمر الجدة زليخة، يتجاوز المئة عام، إلا أنها قامت بنسج 115 زوج من الجوارب الصوفية في فترة تفشي وباء كوفيد 19، ونقل ابنها جعفر بارلاص، رغبة والدته بتقديم الجوارب هدية للجنود إلى وزارة الدفاع التركية.

وبتعليمات من وزارة الدفاع الوطني، قام وفد برئاسة العقيد أركان ياسان من القوات البرية، بزيارة إلى منزل الجدة زليخة. شكر العقيد ياسان، بارلاص ووالدته على ما أظهراه من حب للوطن وجيشه، مقدما للجدة زليخة، العلم التركي كهدية، الذي كتبت عليه عبارة "الجيش والشعب يد واحدة". قبّلت الجدة العلم ووضعته على جبينها، ثم سلمت 115 زوجا من الجوارب الصوفية التي نسجتها بيديها إلى العقيد ياسان.

وجهت الجدة زليخة، كلمة إلى الجيش التركي: "لو لم تتناسب زخارف الجوارب مع ألوانها المختلفة، فاعلموا أنني نسجتها لكم وأنا أدعو لكم".

أبلغ ياسان، الجدة زليخة، تحية وسلام قادته قائلا: "نقدم شكرنا على هذه الهدايا، التي تعد أكبر مثال على تضامن الشعب مع الجيش، التي ذكرتنا بنسائنا الأبطال وأمهاتنا الأتراك اللواتي يقدمن أغلى ما يملكن فداء للوطن لكي يبقى علم بلادنا مرفرفا إلى الأبد. استلمت هداياكم ذات القيمة المعنوية العالية جدا، من أياديكم الكريمة باسم القوات المسلحة التركية، وسأقوم بإيصالها إلى جنودنا الذين يؤدون وظيفتهم تجاه الوطن. نعرب لكم عن امتناننا واحترامنا".

رحبت الجدة زليخة، بالقادة ودعت لهم قائلة: "أهلا وسهلا بكم، منحكم الله عمرا طويلا، ورضي الله عنكم. أدعو لجنودنا أن يرتدوا هذه الجوارب بالهناء وأن لا تمس أقدامهم الحجارة"، ثم ودعت الجدة زليخة، العقيد ياسان والوفد المرافق له إلى باب منزلها.

أشار الابن جعفر بارلاص، إلى أن والدته قضت فترة من حياتها في مدينة موش جنوب شرق تركيا، وأنها كانت إنسانة منتجة ونشيطة جدا في صغرها، فقد كانت تعمل في الحقول وكروم العنب والبساتين، حتى أنها كانت تدعم العائلة ماديا بحياكة الجوارب. وعلى الرغم من تقدمها بالعمر إلا أنها لا زالت تقوم بحياكة الجوارب.

أضاف بارلاص: "بعد أن استقرت والدتي في موش كمهاجرة قوقازية، أمضى والدي خدمته العسكرية في صاريكاميش بمدينة قارص لمدة 4 أعوام، ونعرف جميعا المتاعب التي تتعرض لها الأم في فترة غياب زوجها، فبدأت بحياكة الجوارب منذ ذلك الحين، وقد تجمعت لديها مجموعة من الجوارب التي نسجتها فترة الوباء بسبب قلة الزوار. قالت لي في أحد الأيام: (بني ما رأيك لو أرسلنا هذه الجوارب إلى العساكر؟ هل نستطيع إرسالها؟)، فقمت على الفور بإرسال رسالة إلى وزارة الدفاع الوطني لإبلاغها برغبتنا بإرسال الجوارب. ابتهجت والدتي بما فعلت كما يبتهج الأطفال الصغار. لقد تركت والدتي رسالة عبرت فيها عن مشاعرها بهذه الجوارب، وصنعت 115 زوجا من الجوارب في غضون عام واحد، وكانت تنتظر هذا اليوم بحماسة. عمر والدتي في الهوية 117 عاما، وهي تسألني باستمرار منذ ثلاثة أيام: متى سيأتون؟ وماذا سيقولون؟ لقد كانت تنتظركم بكل حماس".

شاركت وزارة الدفاع الوطني عبر حسابها في تويتر هذه التغريدة:

"قمنا بزيارة لمنزل الجدة زليخة، البالغة من العمر 117 عاما، في يالوفا، التي دعت لنا بالخير وسلمتنا 115 زوجا من الجوارب الصوفية التي نسجتها بيديها وبنور عينيها لتقدمها هدية إلى جنودنا. نشكر الجدة زليخة، ومرة أخرى، ندعو لها بالصحة وطول العمر".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!