ترك برس

كشف والي ديار بكر التركية (جنوب شرق)، منير كارال أوغلو، أن الولاية تستعد للاحتفال لأول مرة في تاريخ البلاد، بذكرى الفتح الإسلامي للمدينة، الذي تحقق بعد 9 سنوات من فتح مكة.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، قال الوالي إن الاحتفال بهذه المناسبة سيجري عبر تنظيم أنشطة وفعاليات متعددة، فضلا عن لقاءات وحوارات علمية، وغيرها، مع الالتزام بتدابير الوقاية من فيروس كورونا.

وبعد فتح مكة عام 630 ميلادية، تحقق الفتح الإسلامي لمدينة دياربكر (مركز الولاية)، عام 639 م، في زمن الخليفة عمر بن الخطاب.

وتحقق الفتح في حملة شارك فيها ألف صحابي، سقط منهم 27 شهيدا، قبورهم موجودة في مسجد "سليمان" بالمدينة.

وكان في مقدمة الفاتحين الصحابي الشهيد سليمان بن خالد بن الوليد، حيث يحمل المسجد الذي يستضيف قبور الصحابة، اسمه بعدما استشهد ودُفن فيه.

** أسبوع الفتح

وأفاد كارال أوغلو، بأن "المدينة فتحت في زمن الخليفة عمر بن الخطاب، وشارك خالد بن الوليد وابنه في الفتح".

واضاف: "لم ينقطع الإسلام وصوت الآذان عن المدينة منذ ذلك التاريخ، وكثير من الناس لا ينتبهون لذلك، وهي من أولى مدن الأناضول التي دخلها الإسلام".

وزاد: "27 مايو (أيار) هو يوم الفتح، ونعتزم أن يكون أسبوع ذلك اليوم، أسبوعا للاحتفال بما تسمح به ظروف مكافحة كورونا، عبر لقاءات علمية ومؤتمرات من أجل التعريف بالفتح وتوعية المجتمع".

واستدرك: "جرت سابقا جهود لإحياء فتح المدينة عبر منظمات المجتمع المدني، ولكن يجب أن يكتمل ذلك مع العمل المؤسساتي بالتعاون مع الجهات الرسمية".

- إحياء التاريخ

كما ذكر الوالي كارال أوغلو أن ديار بكر لها إمكانيات كبيرة "فهي مدينة عتيقة ولها تاريخ قديم ثري ومهم وأيضا مطبخها غني بالمأكولات التاريخية".

وأردف: "إن تمكنّا من تفعيل باقات الترويج السياحي فسنتمكن من الحصول على مردود سياحي كبير".

وأكمل قائلا: "لدينا أعمال متنوعة حيال هذا الأمر، من جهة نعمل على إحياء وترميم المواقع التاريخية والأثرية التي باتت ميراثا عالميا مشتركا".

واستدرك: "منها الأسوار البالغ طولها أكثر من 5 كلم، وهي ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، وهناك أيضا آثار عديدة جرى ترميمها".

وتابع: "نعمل من جهة أخرى على التعريف بالمنطقة، وخاصة أنها تقع شمال منطقة الرافدين، حيث تشكل ديار بكر مع ولايات مادرين وشانلي أوروفا، مثلثا ذهبيا".

واستطرد: "يعتقد في التاريخ أن المنطقة كانت أول مكان يشهد الزراعة وتربية الحيوانات".

وأضاف: "كان هناك ورشة عمل قبل أشهر بمشاركة الوزارات المعنية والوكالات الدولية وشركات الطيران للتعريف بالمنطقة على اعتبار أنها مثلث ذهبي".

- تشجيع السياحة

وحول التعريف السياحي بالولاية، قال الوالي: "ستكون السياحة عبر باقات تشمل المثلث الذهبي، وسنعمل على تقوية إمكانات الولايات الثلاث لزيادة حجم السياحة، ومطبخ المنطقة أيضا قوي".

وزاد: "هذا العام تم تقديم طلب لمنظمة اليونسكو لضم المدينة إلى شبكة المدن الإبداعية، وفي حال تمكنّا من الدخول للشبكة ستتقدم ديار بكر أكثر، كبقية المدن التركية الموجودة بها".

وأردف: "قطاع السياحة هو قطاع خدمي والهدف الأساسي أيضا هو السياحة الداخلية، عبر الجولات الثقافية وتوسيع هامش الاستضافة في الولاية".

وتابع: "عبر المنطقة الشمالية للرافدين سيتمكن الزائرون من فهم المدنية أكثر، بقضاء وقت أطول فيها".

- تطوير البنية التحتية

وقال كارال أوغلو: "نسعى من خلال هذه الجهود إلى تقوية استضافة السياح بزيادة الفنادق ومكان الاستضافة، وتكثيف الحركة التجارية، وخلق فرص عمل تؤدي لتنمية شاملة للمدينة".

وأضاف: "الجهود المبذولة من أجل تطوير المشاريع والبنية التحتية متواصلة، وهي طويلة المدى، وبدأنا نحصل نتائج الجهود التي نعمل عليها عبر برامج التعريف وبرامج عديدة أخرى".

واستطرد: "مع مرور الوقت ومع انتهاء مشاريع التنمية وإحياء المواقع الأثرية، كل ذلك سيؤدي إلى تأهيل جيل مثقف جديد، وعندها سيرتفع عدد السياح القادمين من داخل تركيا وخارجها".

وختم قائلا: "هذا ما سينعكس على تطور المدينة، ونتوقع بالمستقبل مزيدا من التطور والتنمية".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!