ترك برس

اختتمت الكشافة الأهلية السورية مشاركتها في مخيم "تشناكّلة (أو جناق قلعة باللغة العثمانية)" الكشفي الذي أقامته الفدرالية الكشفية التركية في الفترة ما بين 22-26 نيسان/ أبريل الجاري، وذلك في الذكرى المئوية للانتصار في معركة جناق قلعة التي جرت بين القوات العثمانية وقوات الحلفاء في عام 1915.

وتنظم الفيدرالية الكشفية التركية سنويا مخيماً عالمياً للكشافة في مدينة "جناق قلعة" الواقعة على مضيق الدردنيل في ذكرى المعركة الشهيرة، للتخييم على ذات الأرض التي أقام  عليها الجيش العثماني تحت شعار "dedeciğim ben geldim"  أي "جدي العزيز، أنا جئت".

وتعد المعركة من أهم الاحداث التاريخية في حياة الأتراك، وقعت في عام 1915 ضمن معارك الحرب العالمية الأولى بين الجيش العثماني وقوات التحالف. وبسبب ذلك أخذ المخيم طابعاً عسكرياً وطنياً، إذ يتجمع فيه آلاف الكشافة سنوياً من دول عدة في ذكرى المعركة ويخيمون أربعة أيام في الأرض التي أقام بها الجيش العثماني.

يحوي المخيم نشاطات وطنية عديدة للمشاركين الذين جاؤوا من مختلف الدول كسوريا والعراق والجزائر ومصر وغيرها، فهم يزورون بها المقابر التي تضم شهداء المعركة. ويحيي  الكشافة ذكرى الـ23 من شهر نيسان/ أبريل بزيارة صرح الشهداء في فعالية يحضرها العديد من ممثلي الدول التي شاركت في الحرب كفرنسا وبريطانيا وأستراليا لوضع الأكاليل على صروح  شهداء المعركة الذين يتجاوز عددهم المئة ألف شهيد.

وقد  شارك في المخيم 150 كشافاً و50 مرشدة، قاموا بتطبيق العديد من البرامج التي أعدها أكثر من 30 قائداً وقائدة من مختلف المجموعات الكشفية والإرشادية الأهلية السورية.

وتضمنت البرامج والفقرات التي نفذها الكشافة على أرض المخيم مهارات التخييم، والمسير الكشفي، و مهارات استخدام الخريطة والبوصلة، والشيفرات الكشفية، مع حفل سمر ختامي، وغيرها من الفعاليات؛ كما تضمن البرنامج زيارة قبور شهداء معركة جناق قلعة.

وتكون فقرة المخيم الأساسية المسير الليلي الذي يخرج به جميع المخيمين في المخيم قبل الفجر، إذ يستيقظون على وقع الرصاص والقنابل والتكبير والأناشيد الوطنية، وينطلقون في محاكاة لأحداث الاستنفار التي عاشها الجيش العثماتي قبل 100 عام ليتتبعوا خطواته التي سارها حتى أرض المعركة، أي ما يقارب العشرين كيلومتر. وتميز المخيم هذا العام بإقامة صلاة جماعية لجميع المخيمين مما أضاف صورة مشابه لصلاة الجيش العثماني الجماعية.

ولأسباب عدة كانت  مشاركة العرب في أي مناسبة تخص المعركة شبه معدومة رغم الدور المهم الذي لعبوه فيها، كما هو الحال في غيابها عن الذاكرة العربية والتاريخ المكتوب.

أما في هذه السنة التي صادفت الذكرى المئوية، فقد حظي المخيم بمشاركة سورية وجزائرية ولبنانية. وبرزت مشاركة الوفد السوري الذي حضر بعدد قارب المئتين ذكورا وإناثا ورفع علم الاستقلال السوري.

وجاءت مشاركة الكشافة السورية تحت مظلة المفوضية الأهلية السورية الناشئة حديثاً، والتي تضم حتى اليوم 500 كشاف شاب و200 مرشدة فتاة في 15 مجموعة أهلية مختلفة، تساهم في تنمية مهارات الأطفال السوريين في مختلف المناطق.

وتهدف الكشافة الأهلية السورية لتأسيس مجموعات كشفية سورية، منتشرة داخل وخارج البلاد، رائدة على مستوى الجمعيات الكشفية العربية والعالمية، كما تسعى إلى الانضمام إلى المنظومة الكشفية العالمية.

وتثمن مشاركة الكشافة السورية التي تشارك للمرة الثالثة في هذه المناسبة بأنها جاءت في الذكرى المئوية لإحياء ذكرى عثمانية، وخطوة لتعزيز التواصل السوري التركي خصوصا في ظل التواجد الكبير للسورين في تركيا، وإحياء للتاريخ الطويل المشترك.

وتعمل الكشافة الأهلية السورية على الاستثمار في مواهب أعضائها وتنميتها، بما يجعلهم قادرين على خدمة محيطهم واستغلال طاقاتهم بالطريقة التي تضمن بناء مجتمعٍ ناجح وجيل شبابيّ واعٍ ومنتج.

ويذكر أن هذه المشاركة العاشرة للكشافة الأهلية السورية في المخيمات والبرامج التي تقيمها الفدرالية الكشفية التركية، أولها كان في شهر تموز/ يوليو 2013 في مخيم العمرانية السنوي بإسطنبول.

والحركة الكشفية  مفتوحة للجميع، وتعمل على تربية الشباب عبر نظام للتربية الذاتية، لتحقيق أقصى درجات الارتقاء بقدراتهم الروحية والعقلية والاجتماعية والبدنية، كأعضاء صالحين في أسرة المجتمع، ومن ثم المساهمة في إيجاد عالم أفضل.

وهي حركة تربوية تطوعية غير سياسية، موجهة للفتية والفتيات، ومفتوحة للجميع دون تمييز في الأصل أو الجنس أو العقيدة، وفقاً للأهداف والمبادئ والطريقة التي وضعها مؤسس الحركة اللورد بادن باول عام 1907، وتضم الآن أكثر من 30 مليون عضو حول العالم. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!