ترك برس

يرى خبراء أن الزيارة المرتقبة التي يجريها رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي تشارلز ميشيل، ورئيسة مفوضية الاتحاد أورسولا فون دير لاين، إلى تركيا في 6 أبريل/نيسان الجاري، سوف تركز بشكل أساسي على قضايا اللاجئين، وتساهم في دعم الأجندة الإيجابية في العلاقات الثنائية.

رئيس قسم العلاقات الدولية بجامعة حاجي بيرم ولي التركية، مصطفى نائل ألقان، قال إن "قيام رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس بإجراء زيارة إلى تركيا فور انتهاء قمة قادة الاتحاد الأوروبي التي عقدت الأسبوع الماضي، يعد تطورا مهما في العلاقات مع تركيا".

وأضاف ألقان في حديث لوكالة الأناضول، أن "زيارة المسؤولين الأوروبيين إلى تركيا تظهر الأهمية التي يوليها الاتحاد الأوروبي لعلاقاته مع تركيا، وأن قضية اللاجئين تلعب دورًا مهمًا في العلاقات الثنائية".

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى تركيا في عدة ملفات، لعل أبرزها ليبيا وسوريا وحل الأزمة في جنوب القوقاز، كما أن "بروكسل تسعى للحفاظ على أفضل العلاقات مع أنقرة".

ووصف ألقان العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي بأنها "تتميز بالأجندة الإيجابية وقابلة لتحقيق تقدم والعودة من شفير الأزمات".

وأكد أن "الاتحاد الأوروبي سيولي أهمية أكبر لعلاقاته مع تركيا في عام 2021"، مبينًا أنه "لم يتم خلال السنوات الأخيرة الماضية فتح فصول جديدة في مسار انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ربما يتم الاتفاق على فتح فصول جديدة".

وتابع ألقان: "آمل أن تعود العلاقات إلى طبيعتها بين الجانبين، وأن يتم التمسك بالحوار كوسيلة لحل الأزمات".

** جدول أعمال إيجابي

من جهتها، أشارت جيدم ناس، الأمينة العامة لمؤسسة التنمية الاقتصادية، عضو هيئة التدريس بجامعة يلديز التقنية التركية، إلى أهمية تعزيز الاتصالات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

وقالت ناس لمراسل الأناضول: "هناك عملية دبلوماسية تجري بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، تسعى للتركيز على الأجندة الإيجابية بين الطرفين، كما أن الزيارة المرتقبة ستمهد لجدول أعمال يعالج الملفات الإيجابية".

وذكرت أنه في قمة قادة الاتحاد الأوروبي التي عقدت في الفترة من 25 إلى 26 مارس/آذار الماضي، تم تحديد الملفات الإيجابية، "ومن بينها تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، والتعاون في مجال اللاجئين، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، وبدء حوار رفيع المستوى بين الجانبين".

وأوضحت أن "الاتحاد الأوروبي سيتابع التطورات في شرق البحر المتوسط، ويجري مراجعة للملفات المتعلقة بهذه المنطقة في يونيو (حزيران) المقبل".

وتابعت: "يمكننا وصف الزيارة بأنها تمهيدية لهذه الأجندة الإيجابية، قد تكون الأولوية الأهم هنا استمرار التعاون مع مجال اللاجئين"، مؤكدة أن "قضية تحديث اتفاقية اللاجئين الموقعة بين الجانبين عام 2016 مهمة للجانبين التركي والأوروبي".

وفي 18 مارس/ آذار 2016، توصلت تركيا والاتحاد الأوروبي إلى 3 اتفاقات مرتبطة ببعضها حول الهجرة، وإعادة قبول طالبي اللجوء، وإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.

والتزمت أنقرة بما يجب عليها بحسب الاتفاقين الأولين، في حين لم تقم بروكسل بما يقع على عاتقها بخصوص إلغاء تأشيرة الدخول للأتراك وبنود أخرى، وفق مراقبين.

** اتفاقية الاتحاد الجمركي

ولفتت ناس إلى أن "مسألة تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي تنتظر البت منذ عام 2016، وهذه العملية لا تحقق تقدمًا بسبب معوقات سياسية، لذلك يجب على السلطات المختصة مناقشة الملفات ذات الصلة بشكل متبادل وتذليل العقبات والخلافات الموجودة بين الطرفين".

وتتواصل الجهود التركية واللقاءات الرسمية مع المسؤولين بالاتحاد الأوروبي لتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، والمعمول بها منذ ربع قرن، أي منذ دخولها حيز التنفيذ عام 1996.

وأوضحت ناس، أن "الجانبين سوف يناقشان خلال الزيارة قضية السماح للمواطنين الأتراك بالسفر إلى الاتحاد الأوروبي دون تأشيرات، وعلاج هذه القضية على المدى الطويل".

بدوره، قال عضو الهيئة التدريسية في قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة باشكنت التركية، مرجان سزكين، إن "العلاقات التركية الأوروبية تستعيد ملفاتها الإيجابية بعيدًا عن الأزمات التي أضرت بالعلاقات الثنائية".

وأضاف سزكين، في حديثه للأناضول، أن "زيارة المسؤولين الأوروبيين إلى تركيا تهدف بالدرجة الأولى إلى تعزيز أوجه التعاون الإيجابية مع تركيا، ومن بينها التعاون في المواضيع الإقليمية والدولية".

وأشار إلى أن "تركيا تتوقع من الاتحاد الأوروبي إيجاد حلول سريعة لأزمة طالبي اللجوء الموجودين في الجزر اليونانية، وإحراز تقدم في ملف إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، والتوصل إلى اتفاقية تتعلق بالاتحاد الجمركي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!