ترك برس

تسعى تركيا إلى تطوير جامعاتها لتحتل مراكز متقدمة عالمياً. وتضم اليوم 207 جامعات، ما أدى إلى زيادة عدد الطلاب من 1.6 مليون إلى 8.4 ملايين طالب، بحسب إحصائيات حديثة.

وتهدف تركيا لجذب المزيد من الطلاب الأجانب، وتحتل اليوم عدد من الجامعات التركية مراتب تتراوح ما بين الـ 400 و800 عالمياً، بحسب إحصائيات مؤسسة "تايمز" للتعليم (THE)، ومن بينها جامعات "صابنجي - Sabancı" و"كوتش - Koç" في إسطنبول، و"تشانقايا - Çankaya" و"بيل كينت - Bilkent" في العاصمة أنقرة.

وكانت 82 جامعة تركية قد دخلت نهاية عام 2019 قائمة أفضل 2500 جامعة حول العالم، بحسب إحصائية أعدها معهد المعلومات في جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة، بحسب الأداء الأكاديمي لهذه الجامعات. 

وتصدرت جامعة "حجي تبه - Hacetepe"، إحدى الجامعات الحكومية الكبرى في العاصمة أنقرة، الجامعات التركية، بفضل المقالات العلمية التي نشرتها خلال العام الدراسي 2019-2020. وفق ما أوردت صحيفة العربي الجديد.

واحتلت "حجي تبه" المرتبة الـ 534، وجامعة إسطنبول المرتبة الـ 582، فيما حلت جامعة إسطنبول التقنية في المرتبة الـ 698، وجامعة الشرق الأوسط التقنية في المرتبة الـ 706، وجامعة أنقرة في المرتبة الـ 787، وجامعة إيجة في المرتبة الـ 842، وجامعة غازي في المرتبة الـ 884، وجامعة بيلكنت في المرتبة الـ 894، ضمن القائمة التي ضمت أفضل 2500 جامعة حول العالم. 

ويقول الأستاذ في جامعة صقاريا عبد الملك يانغين، في حديث  لصحيفة العربي الجديد إنّ تركيا بدأت عام 2002 في تعزيز ميزانية التعليم العالي، لتصل اليوم إلى 256 مليار ليرة تركية (نحو 31 مليار دولار أميركي).

ولعلّ الدعم والتسهيلات التي لاقاها قطاع التعليم العالي خلال عام تفشي كورونا، يؤكد تصميم تركيا على الارتقاء بالتعليم العالي. وخلال فترة تفشي الوباء، تم توزيع مليوني جهاز لوحي على الطلاب، وتقديم نحو 180 مليون درس عبر البث الحي على قناة "تي آر تي" وموقع "EBA" الإلكتروني منذ بدء التعليم عن بُعد في 23 مارس/ آذار 2020.

وعلى الرغم من سعي الجامعات للوصول إلى تصنيف متقدم عالمياً، إلا أن يانغين يقول إن تسهيل فرص التعليم، حتى لمن هم خارج تركيا، هو الهدف الأساس، سواء عبر المنح المجانية أو التبادل العلمي أو حتى تقليل تكاليف الدراسة، ما جعل بلاده مركز استقطاب حتى بالنسبة للطلاب الأوروبيين، وليس للعرب والأفارقة فقط. 

ويقول مدير عام شركة "عالم إسطنبول" للقبول الجامعي، جهاد العويد، إن تركيا "ركزت بعد عام 2002 على تطوير الجانب الأكاديمي سواء بالنسبة للطلاب الأتراك أو الوافدين، وقد وزاد الاهتمام بالتصنيف العالمي لأن سياسة تركيا تعتمد على استقطاب أكبر عدد من الطلاب ودعم البحث العملي، وتقديم تسهيلات للطلاب الأجانب. ورأينا اهتماماً بالبنى التحتية كالمختبرات والمستشفيات وغيرها، واهتماماً بالكوادر وأدوات التعليم"، مشيراً إلى أن التنافس بين الجامعات التركية يساهم في التطور وتحسين التصنيف الدولي.

وحول أثر التصنيف العالمي على الجامعات، يقول العويد إن ذلك يزيد ثقة الطلاب والممولين بها، ويحث الباحثين على تقديم الدراسات والأبحاث لها والتعاون معها، موضحاً أن "الجامعات الحكومية التركية التي كانت ترفض التعاقد مع الشركات لاستقطاب الطلاب سابقاً، بدأت منذ عامين إبرام العقود".

وأضاف-وفق العربي الجديد- أنه "يزداد الحضور الدولي للجامعات التركية، بعد التسهيلات التي قدمتها للطلاب الأجانب، وزيادة الاهتمام باللغات والأبحاث وتقديم المنح. ورأينا خلال السنوات الأخيرة توجه طلاب من أوروبا والولايات المتحدة للدراسة في تركيا".

ويزداد سعي تركيا لجذب 350 ألف طالب أجنبي، وقد حلت في المرتبة الخامسة عالمياً لناحية استضافة الطلاب من الخارج، بعدما زاد عدد الجامعات والكوادر التعليمية من 24 ألف إلى 68 ألف و500. 

ويدرس في تركيا نحو 200 ألف طالب أجنبي، نال بعضهم الفرصة عبر برامج المنح الدراسية، مثل "المنح التركية"، و"منح مجلس التعليم العالي"، و"المنح الحكومية"، و"منح وقف الديانة التركي" أو عبر التسجيل فيها من خلال إمكاناتهم المادية.

ويقول أستاذ القانون في جامعة ماردين، وسام الدين العكلة، إن التعليم العالي بات أمراً أساسياً في تركيا، إلى جانب السياحة والصناعات العسكرية وزيادة الصادرات. والهدف هو تحسين تصنيف جامعاتها دولياً وزيادة عدد الطلاب الأجانب ونشر الأبحاث في مجلات علمية مصنفة، واعتماد معايير صارمة تتعلق بالحوكمة والمناهج والأبحاث، ليتحسن تصنيفها عالمياً.

ويلفت العكلة إلى أن تصنيف مؤسسة "تايمز" الأخير، شمل الجامعات الخاصة في تركيا. وكان هناك جامعات حكومية أهم وأعرق من الجامعات التي تحسن تصنيفها، مثل جامعة إسطنبول التقنية، موضحاً أن الجامعات الخاصة في تركيا، مثل كوتش، تستعين بأساتذة تخرجوا من جامعات عالمية كبرى، وخصوصاً أنها تعتمد اللغة الإنكليزية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!