ترك برس-الأناضول

شن فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية، هجومًا على المجتمع الدولي، والغربي بصفة خاصة، لصمتهم حيال الاعتداءات التي تمارسها إسرائيل داخل المسجد الأقصى ضد الفلسطينيين بالقدس المحتلة، واصفًا تلك الهجمات بـ"الإرهابية".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ألطون، السبت، عبر الهاتف لقناة "TRT" الإخبارية المحلية، للحديث عن تداعيات الاعتداءات التي شنتها الشرطة الإسرائيلية، الجمعة، ضد المصلين بالمسجد الأقصى، ما أسفر عن إصابات لأكثر من مئتي فلسطيني.

وقال ألطون في تصريحاته "نسأل العالم، والدول الغربية الذين التزموا الصمت حيال تلك التطورات، ونقول لهم: ألا يوجد لديكم كلمة لقولها؟".

وتابع قائلا "إن كان لا يوجد لديكم ما تقولونه، فنحن لدينا: هل القانون والعدالة لا مكان لهما عندكم إلا عندما يتعلق الأمر بكم وبمصالحكم؟ وهل من يغضون الطرف عن هذا الظلم من حقهم أن يتحدثوا عن القانون؟ ما أنتم عليه ليس ازدواجية بالمعايير، وإنما شر وعين الظلم".

واستطرد قائلا "متي سيشغل أخوتنا الفلسطينيون الذين تقتلهم إسرائيل حيزًا من أجندة العالم".

وشدد ألطون على أنه "لا يمكن قبول تلك الهجمات الإسرائيلية بالمسجد الأقصى بأي حال من الأحوال"، مجددًا تنديد بلاده شديد اللهجة بـ"تلك الهجمات الدنيئة التي تطال المقدسات، وبالاحتلال الإسرائيلي، وسياسات العنف الذي يُمارس ضد الفلسطينيين".

وأوضح المسؤول التركي أن "تزايد هذه الاعتداءات في شهر رمضان المبارك، وقبيل ليلة القدر، دليل على أنها متعمدة".

ومضى ألطون قائلا إن "مهاجمة الأبرياء وهم يؤدون عبادتهم، إرهاب سافر. وثمة شيء يحدث على مرآي من العالم منذ العام 1948، هناك احتلال يتقدم خطوة بخطوة. واليوم، وللأسف، هناك هجمات تطال جميع المجالات الاجتماعية والمعيشية لإخواننا الفلسطينيين، هجمات مخطط لها".

وزاد قائلا "نحن نرى أن هذه الهجمات تتعارض مع أبسط حقوق الإنسان. في الواقع ، العالم كله يراها، لكن لسوء الحظ، فإن معظمه، وخاصة العالم الغربي، يلوذون صمتًا. وهذا وضع غير مقبول".

واستطرد قائلا "هناك حدود تم رسمها بموجب قرارات اتخذتها الأمم المتحدة في الماضي. لكن يتم تجاوزها كلما سنحت الفرصة لذلك، فإسرائيل تواصل دون إبطاء سياساتها الاحتلالية. واعتقد انه سيتم دفع ثمن هذا الظلم والتجاوز".

**دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية السبيل الوحيد لسلام دائم

في السياق نفسه أضاف ألطون قائلا "وكما شدد رئيس جمهوريتنا(رجب طيب أردوغان) من قبل، إذا كنا نريد سلامًا دائمًا، فإن السبيل الوحيد لذلك هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود 1967".

وأشار رئيس دائرة الاتصال إلى الاستيلاء على منازل العائلات الفلسطينية بحي "الشيخ جراح" بالقدس الشرقية المحتلة، وتسكين يهود مكانهم، مشددًا على أن هذا "وضع لا يسمح به أي قانون أو ضمير".

** أحرية الصحافة لا تحق إلا للصحفيين الغربيين فحسب ؟

وأشار ألطون في سياق متصل إلى إصابة عشرات الفلسطينيين في تلك الهجمات، فضلا عن مراسل وكالة الأناضول في القدس، تورغوت ألب بويراز، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.

وتابع قائلا "قبل ذلك استهدفت إسرائيل وكالة الأناضول. والآن ألم يأن الوقت لسؤال العالم كله عن مصير حرية الصحافة في مثل هذه الاعتداءات؟. أين أنتم من حرية الصحافة هنا، وأنتم دائمًا ما تدافعون عنها؟ أم أن حرية الصحافة لا تحق إلا للصحفيين الغربيين؟".

واستطرد قائلا "تركيا ستواصل اليوم وقوفها بجانب القضية العادلة لفلسطين، كما كانت كذلك بالأمس، وستتبنى نفس الموقف غدًا، سنكون بجانب أخوتنا الفلسطينيين المظلومين، وإصرار رئيس جمهوريتنا ، وموقف شعبنا الثابت حيال ذلك، أمور واضحة وصريحة".

وأفاد ألطون قائلا "سنواصل العمل بكل ما لدينا من جد وإخلاص من أجل إرساء الاستقرار والسلام بمنطقتنا".

وتابع "نحن أحفاد أجداد شرفوا بخدمة القدس بكل عدالة على مدار 400 عام. سنكون دائما مع فلسطين. القدس الشريف خطنا الأحمر. وهذا ما نشدد عليه للعالم أجمع مرة أخرى. وسبق وأن أكده رئيسنا بوضوح وصراحة في أكثر من مناسبة، وأفصح عنه حتى من فوق منبر الأمم المتحدة".

** العالم الإسلامي سيزداد تماسكًا ووحدة

رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية تقدم في تصريحاته بالتهنئة للشعب الفلسطيني بمناسبة ليلة القدر، وقرب حلول عيد الفطر المبارك، مضيفًا "مهما حدث سيزداد تماسك العالم الإسلامي ووحدته، وقضية فلسطين هي القضية الأساسية للعالم الإسلامي. وهذه الهجمات ستكون سببًا في زيادة وعي المسلمين بهذا الصدد".

وتابع ألطون قائلا "وأنا واثق من أننا معًا قادرون على تغيير هذه الوضع، ونظام الظلم هذا، وسيعيش العالم الإسلامي معًا أعيادًا أكثر طمأنينة وسعادة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!