ترك برس

تحدثت مصادر إعلامية أن القاهرة أبدت تفهمًا للمبررات التي قدمها الوفد التركي خلال المباحثات الاستكشافية الأخيرة فيما يخض وضع المعارضة المصرية في تركيا.

وبحسب صحيفة العربي الجديد، أبدى المسؤولون في القاهرة تفهماً لما قدمه الجانب التركي من مبررات بشأن عدم التجاوب بالشكل الذي تتمناه مصر، نظراً لضغوط داخلية في تركيا، في إشارة إلى ملفات متعلقة بمعارضين مصريين موجودين على الأراضي التركية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على مشاورات التهدئة وعودة العلاقات بين مصر وتركيا، قولها: "يبدو أنّ هناك تياراً مقاوماً داخل الحزب الحاكم في تركيا، العدالة والتنمية، للخطوات الأخيرة التي يتخذها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه مصر والسعودية، والتي تمس ملف جماعة الإخوان المسلمين وقضية الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول" في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018.

وحول ما أثير أخيراً بشأن تقدّم مصر بطلب رسمي خلال المفاوضات، بشأن إعلان تركيا اعترافها رسمياً بالثلاثين من يونيو/حزيران 2013 كثورة، وليس انقلاباً، كما دأب الرئيس التركي على وصفها، قالت المصادر إنّ "هذا الأمر لم يطرح، سواء خلال المشاورات غير المعلنة في أوقات سابقة على المستوى الاستخباري والأمني، أو خلال الجولة الأخيرة العلنية التي استضافتها الخارجية المصرية".

وأوضحت المصادر أنّ "ما تم التطرّق إليه، هو كف تركيا المضايقات والملاسنات التي يقدم عليها معارضون مصريون للثلاثين من يونيو على الأراضي التركية، ووقف تنظيم فعاليات مناهضة للنظام المصري من هناك". وفقًا للصحيفة.

يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات صحافية من إسطنبول أن بلاده تسعى "لاستعادة الوحدة ذات الجذور التاريخية مع شعب مصر ومواصلتها مجدداً"، مشيراً إلى استقلالية تركيا في سياستها الخارجية وعدم رضوخها لأي إملاءات.

وكان نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، قد قال إنه "على الرغم من أن العلاقات مع مصر شهدت توتراً في الآونة الأخيرة، إلا أن التعاون الثنائي يصب في مصلحة البلدين". وقال أوقطاي في مقابلة تلفزيونية أول من أمس الخميس: "نحن منفتحون على تطوير علاقاتنا مع جميع دول المنطقة، وعلى أساس الاحترام المتبادل بين الجانبين. مصر جارتنا في شرق المتوسط، ولدينا علاقات قرابة وشراكة تجارية معها".

وتابع "مصر احترمت الاتفاقية البحرية التي أبرمناها مع ليبيا، وأعلنت التنقيب أخيراً خارج حدود المنطقة المعلنة بموجب الاتفاقية، وهذه الخطوة أظهرت الرسائل اللازمة حول تحسين العلاقات، والآن بدأت عملية التطبيع على مستوى نواب الوزراء".

واختتمت الخميس مباحثات "استكشافية" استمرت يومين بين مصر وتركيا في القاهرة، برئاسة نائب وزير الخارجية المصري حمدي سند لوزا، ونائب وزير خارجية تركيا سادات أونال. وأشار بيان صدر عن الخارجية المصرية إلى أن "المناقشات كانت صريحة ومعمقة، إذ تطرقت إلى القضايا الثنائية، فضلاً عن عدد من القضايا الإقليمية، لا سيما الوضع في ليبيا وسورية والعراق، وضرورة تحقيق السلام والأمن في منطقة شرق المتوسط".

يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه تقارير أن وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، سيزور العاصمة السعودية الرياض، في 11 مايو/ أيار الحالي، لإجراء مباحثات مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، مشيرة إلى أنّ تلك الزيارة تم التوافق عليها خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى الثلاثاء الماضي بين أردوغان، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!