إسماعيل ياشا - أخبار تركيا

الأحزاب السياسية التي ستخوض الانتخابات البرلمانية في السابع من يونيو / حزيران المقبل تنشر في وسائل الإعلام المختلفة دعايات مقروءة ومسموعة ومرئية في إطار حملاتها الانتخابية في محاولة لإقناع الناخبين بالتصويت لصالح مرشحيها. ومن أنواع تلك الدعايات أفلام دعائية قصيرة يتم بثها في القنوات التلفزيونية ومواقع الإنترنت.

حزب الشعب الجمهوري، خلال حملته الانتخابية، يعرض فيلما دعائيا يظهر فيه مواطنون، رجالا ونساء، من مختلف أطياف المجتمع، وهم يهتفون “نصفق جميعا” وسط أصوات التصفيق الجماعي، ويقول أحدهم إن هذا التصفيق للاحتجاج على العقلية المعروفة التي تقوم بالاعتداء على الحقوق والقانون والاقتصاد والحرية والسلام والعدالة والعلمانية والديمقراطية والجمهورية، وتحدٍ لهؤلاء الذين حوَّلوا تركيا إلى بلد لا يمكن العيش فيه، ويدعو إلى التصويت لحزب الشعب الجمهوري ليذهب أصحاب تلك العقلية، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية.

حزب الحركة القومية، اختار في حملته للانتخابات البرلمانية أغنية “البابا دولت”، في إشارة إلى زعيم الحزب “دولت باهتشلي”، وتقول كلمات الأغنية التي تم تحويلها من أغنية أخرى: “البابا دولت، البابا دولت، نحتاج إليك، هيا الآن إلى الصناديق، حتى نستطيع أن نشكل الحكومة وحدنا.”

وفي المقابل، يقوم حزب العدالة والتنمية بعرض عدد من الأفلام الدعائية القصيرة تحت شعار “هم يتحدثون وحزب العدالة والتنمية ينجز”، ليذكِّر المواطنين بالمشاريع الكبيرة التي أنجزتها الحكومة التركية منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في البلاد بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الثالث من نوفمبر / تشرين الثاني 2002.

يظهر في أحد أفلام حزب العدالة والتنمية سائق شاحنة يقود شاحنته في طرق وعبر أنفاق تم إنشاؤها خلال حكم حزب العدالة والتنمية، ويقول: “سائق الشاحنة يقضي عمره في الطرقات ويرى في بعض الأيام المواسم الأربعة، وفي الماضي لم نكن نحمل البضائع بل كنا نحمل المعاناة، وكان هنا ممر اسمه “كيرك غتشيت” وكان العبور منه صعبا للغاية، وجاءت حكومات عديدة وراحت، ولكن لم تنشئ إحداها هنا نفقا، ولا يعرفون إلا الحديث”، ثم يضيف: “أنت واصل حديثك، الرجل جاء وشق طرقا في الجبال مثل “فرهاد”، وفتح الأنفاح”، ثم يسأل زملاءه من سائقي الشاحنات: “هل فتح؟” ويجيبون معا: “فتح”. ويواصل السائق حديثه قائلا: “وإن سألت عن الطرق فهي مثل القشطة، وتسير عليها السيارة مثل جريان الماء، ولا فرق سواء إن كانت حمولتك ثقيلة أم خفيفة، هذا ما رأيناه يا إخواننا، هم يتحدثون وحزب العدالة والتنمية ينجز.”

وفي فيلم آخر، يظهر مهندس بناء سفن ويقول إنه يعشق السفن منذ طفولته، وتخرج من كلية البحرية وهندسة بناء السفن، ثم يتحدث عن سفينة “تركواز” للأبحاث، وهي أول سفينة تنقيب واستكشاف محلية الصنع ومزودة بمعدات جيولوجية وجيوفيزيائية وهيدروغرافية لإجراء أبحاث الزلازل الثنائية والثلاثية الأبعاد. ويشير المهندس إلى أن السفينة محلية الصنع بالكامل، ويؤكد أن مثل هذه السفينة كان في السابق يتم شراؤها من الخارج لتذهب الأموال إلى الأجانب، ويضيف: ” هم يتحدثون وحزب العدالة والتنمية ينجز.”

الأفلام الدعائية القصيرة التي ينشرها حزب العدالة والتنمية هذه الأيام في المواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية في إطار حملته الانتخابية لا تقتصر على المشاريع الضخمة التي أنجزتها الحكومة التركية منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في البلاد، بل تذكر المواطنين أيضا بالإصلاحات التي تمت خلال حكم حزب العدالة والتنمية لتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، مثل رفع الحظر عن التعليم باللغة الكردية ولبس الحجاب في المدارس والجامعات والدوائر الحكومية.

المعارضة في أفلامها الدعائية تركز على أن مستوى الرفاهية تراجع خلال حكم حزب العدالة والتنمية ولم تعد تركيا بلدا يمكن أن يعيش فيه الإنسان وبالتالي لا بد من إنقاذ البلد من قبضة هذا الحزب من خلال التصويت للأحزاب المعارضة، بينما يذكِّر حزب العدالة والتنمية المواطنين كيف كانت أوضاع تركيا قبل أن يتولى حكم البلاد وكيف أصبحت اليوم بعد أكثر من عشر سنوات. وفي النهاية، الشعب التركي هو الذي سيقرر بعد حوالي شهر أي الدعايتين أقرب إلى الصواب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس