أوكان مدرّس أوغلو – صحيفة وطن – ترجمة وتحرير ترك برس

يزداد الغليان في ميادين الحملات الانتخابية مع اقترابنا أكثر للانتخابات، وقد وعدتكم بكتابة ملاحظاتي عن خطابات الحملات الانتخابية للأحزاب المختلفة، فهذه المرة سأتحدث عن زيارتي للمهرجان الانتخابي لحزب الشعب الجمهوري في محافظة "باليكأسير"، والذي خاطب من خلاله كمال كيلتشدار أوغلو عامة الشعب.

حديثنا الأول سيكون عن وعود حزب الشعب الجمهوري، والموارد التي من الممكن أنْ تموّل تلك الوعود، فقد وعد كيلتشدار أوغلو المتقاعدين خلال هذا المهرجان، بتقديم معاش إضافي في الأعياد الدينية، وماذا يعني هذا؟ يعني أنّ المتقاعد الذي يحصل على 450 ليرة والمتقاعد الذي يحصل على 3000 ليرة، سيتضاعف راتبه خلال الأعياد الدينية، بمعنى أنّ الفارق بين الطبقات سيبقى قائما، بل وسيتضاعف في حال وصول حزب الشعب الجمهوري إلى سدة الحُكم، بينما في المقابل يعد حزب العدالة والتنمية المتقاعدين الذين تقل رواتبهم عن 1000 ليرة شهريا بزيادة مقدارها 100 ليرة بصورة دورية.

أما موضوعنا الثاني فيتمثل في دور ومكانة اردوغان، رئيس الجمهورية المنتخب من قبل الشعب، خلال الفترة التي تلي الانتخابات، وهنا يكرر السيد كمال أحاديثه ورؤيته التي حفظناها عن ظهر قلب، فهو يكرر أنّ انتخاب رئيس الجمهورية تم في عهد نظام برلماني، وبالتالي يجب أنْ تكون صلاحيات رئيس الجمهورية محدودة بما كانت عليه في السابق، ويقدم حلول بديلة لمكانة ودور اردوغان الذي حصل لوحده على 52% من أصوات الشعب بقوله "على رئيس الجمهورية أنْ يلقي خطابا في افتتاح جلسة البرلمان ويشرح مشاكل النظام كما يراها، ثم يترك الموضوع للأحزاب التي في البرلمان لتقرر".

والموضوع الآخر الذي تحدث عنه كيليتشدار أوغلو، كان حساسا، عندما تحدث عن القرآن والشؤون الدينية والمدارس الدينية، فقد لخص السيد كمال وجهة نظره فيما يتعلق بالقرآن بقوله "القرآن كلام الله، القرآن أخلاق، وهو دليل للإنسانية جمعاء".

وفيما يتعلق بإدارة الشؤون الدينية، فقد أوضح أنها تُدار عن طريق ضرائب ودعم كل فئات الشعب، ويجب أنْ تمثل هذه الإدارة كل الأطياف الدينية وعلى رأسها الطائفة العلوية، كما أوضح وجهة نظر حزبه من الدروس الدينية بقوله "سنوافق على طلبات أولياء الأمور الذين يرغبون بتدريس أبنائهم دروسا دينية".

وآخر المواضيع التي تحدث عنها كمال كيليتشدار أوغلو، كان موضوع حزب الشعوب الديمقراطي، حيث قال أنّه قام بالتقارب مع حزب الشعوب الديمقراطي من أجل التحالف معهم قبيل الانتخابات، إلا أنّ الأخير رفض هذا الطلب.

وما لاحظته في هذا المهرجان الانتخابي، هو أنّ حزب الشعب الجمهوري يقوم بجهود كبيرة من أجل زيادة الحراك والحماس بين مؤيديه، لكن تلك الجهود تعتبر قليلة جدا بالنسبة لتركيا وللسياسة التركية، وبالتالي لن يستطيع تحقيق ما يسعى إليه خلال الانتخابات المقبلة، ما دام يسير على ذات الطريق.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس