ترك برس

شهدت تركيا خلال الأيام الأخيرة، جدلاً سياسياً جديداً عنوانه "عثمان كافالا"، حيث بدأت ببيان أصدرته مجموعة من السفراء الغربيين، وتواصل بانتقاد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لبيان السفراء، مطالباً خارجية بلاده بإعلانهم "أشخاصاً غير مرغوبين"، الأمر الذي سلّط الضوء على الشخص الذي يقبع في مركز الأزمة، وهو عثمان كافالا المعتقل في سجن سيليفر بإسطنبول منذ سنوات.

والسفراء العشرة الذين طالبوا أنقرة بالإفراج عن كافالا، هم سفراء دول الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والدانمارك وفنلندا، وأيضا فرنسا وهولندا والسويد وكندا والنرويج ونيوزيلندا.

وكانت سفارات الدول المذكورة لدى أنقرة، قد نشرت بيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت فيه إنّ القضية المستمرة بحق كافالا تلقي بظلالها على الديمقراطية وسيادة القانون في تركيا، داعية إلى الإفراج عنه.

وحذّر مجلس أوروبا لحقوق الإنسان الذي انضمت إليه تركيا عام 1950، السبت الماضي، من أنه قد يبدأ إجراءات ضد أنقرة في حال لم يتم الإفراج عن كافالا بحلول نهاية الشهر.

لكن التوقعات لا تشير إلى احتمالية خروج كافالا من زنزانته في سجن سيليفري بإسطنبول في أي وقت قريب، في مواجهة سلسلة من التهم المتعاقبة، بينها التجسس ومحاولات التآمر على الدولة.

وفيما يلي، تقرير لـ "الجزيرة نت" حول عثمان كافالا من مولده ونشأته وحتى دخوله السجن قبل سنوات.

ولادته ونشأته

ـ 2 أكتوبر/تشرين الأول 1957: ولد في العاصمة الفرنسية باريس لأسرة تركية مسلمة تنحدر من بلدة كافالا في اليونان وقد انتقلت إلى تركيا بموجب اتفاقية تبادل السكان الموقعة في لوزان بسويسرا بين الدولة العثمانية واليونان في يناير/كانون الثاني عام 1923.

ـ هاجرت أسرة كفالا التي كانت تعمل في تجارة التبغ إلى تركيا في عشرينيات القرن الماضي.

ـ والده هو مِهمِت (محمد) كافالا وهو مؤسس مجموعة شركات كافالا الذي توفي عام 1982 ووالدته هي نجلاء كافالا.

ـ درس المرحلة الثانوية في أكاديمية روبرت بإسطنبول وهي مدرسة أميركية تأسست عام 1863 للتعليم وفقا للنظام الأميركي في الدولة العثمانية.

ـ عام 1975: تخرج من أكاديمية روبرت ثم درس إدارة الأعمال في جامعة الشرق الأوسط التقنية بالعاصمة أنقرة.

ـ حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة مانشستر البريطانية قبل أن يلتحق بالكلية الحديثة للدراسات الاجتماعية في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية لإتمام دراسة الدكتوراه التي قطعها عائدا إلى بلاده عقب وفاة والده المفاجئة عام 1982.

ـ عام 1988: تزوج من الأكاديمية المحاضرة بكلية الاقتصاد في جامعة بوغازتشي عائشة بوغرا وهي ابنة الروائي التركي الشهير طارق بوغرا.

العمل العام

ـ نشط في مجال تأسيس دور النشر وأسهم في إنشاء اثنتين منها أعوام 1983 و1985 وحصل على عضوية هيئات تأسيس دور نشر أخرى.

ـ عام 2002: أنشأ مؤسسة الأناضول للثقافة وهي منظمة غير ربحية، كما أسهم في تأسيس وعضوية مجالس الإدارة لعدد من المنظمات غير الحكومية التي نشطت في مجالات البيئة والثقافة والتراث والحريات وكذلك الاقتصاد والنشاط الاجتماعي والتي حظيت بدعم غربي كبير.

ـ من أبرز المشاريع والمؤسسات التي ساهم كافالا في تأسيسها كان الفرع التركي لمؤسسة "المجتمع المنفتح" الخيرية التي يمولها الملياردير الأمريكي المجري الأصل جورج سوروس، وهي الخطوة التي باتت مصدر أحد التهم الموجهة لكافالا.

دخوله السجن والتهم التي يواجهها

ـ 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2017: يقبع كافالا في سجن سيليفري بإسطنبول منذ اعتقاله بموجب المادتين 309 و312 من قانون الجمهورية التركية بتهم تتعلق بعلاقته بكل من أحداث حديقة غيزي بارك في تقسيم عام 2013 ومحاولة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/تموز 2016.

ـ 11 أكتوبر/تشرين الأول 2019: تمت تبرئة كافالا من تهمة المشاركة في أحداث غيزي بارك من قبل المدعي العام التركي وبقي معتقلا على ذمة قضية الانقلاب.

ـ 18 فبراير/شباط 2020: تم إطلاق سراحه، ليعاد اعتقاله في اليوم التالي على ذمة قضايا أخرى.

ـ 9 مارس/آذار 2020: وجهت له تهم تتعلق بخرق المادة 328 من قانون الجمهورية التركية بعد اتهامه بـ"الحصول على المعلومات التي بطبيعتها يجب أن تظل سرية لغرض التجسس السياسي أو العسكري فيما يتعلق بأمن الدولة أو المنافع السياسية المحلية أو الخارجية".

ـ كافالا متهم بالتعاون مع المسؤول السابق في الخارجية الأمريكية الباحث هنري باركي عبر الحصول على معلومات سرية تتعلق بمصالح تركيا الأمنية والسياسية.

ـ طالب الادعاء بسجن كافالا وباركي الذي يحاكم غيابياً، مدى الحياة وعشرين سنة إضافية.

ـ 11 فبراير/شباط 2021: عادت قضية كافالا للظهور على السطح مع إعلان الإدارة الأميركية رفضها للقضايا المرفوعة ضده في القضاء التركي ودعوتها أنقرة للإفراج عنه دون شروط، قبل أن تتطور القضية إلى أزمة مع إعلان 10 سفراء غربيين بيانا مشتركا أدان استمرار اعتقاله ودعا لإطلاق سراحه.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!