ترك برس-الأناضول

أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن حالة من الذعر شهدتها سفارات الدول الـ 10، التي نشرت بيانا حول المدعو "عثمان كافالا"، بعد توجيهات الرئيس رجب طيب أردوغان باعتبار سفراء الدول الـ 10 "أشخاصا غير مرغوب بهم".

جاء ذلك في معرض رده على أسئلة حول التطورات الراهنة، خلال مشاركته في بث حي على قناة "سي إن إن ترك"، الخميس.

وفي 18 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري نشر سفراء 10 دول بيانا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، زعموا فيه أن القضية المستمرة بحق كافالا، المحبوس بتهمة الضلوع في محاولة الانقلاب عام 2016، تلقي بظلالها على الديمقراطية وسيادة القانون في تركيا، ودعوا إلى الإفراج عنه.

وفي 25 من الشهر ذاته، أفادت السفارة الأمريكية في بيان مقتضب عبر تويتر، أن الولايات المتحدة تؤكد مراعاتها للمادة 41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، في تراجع عن موقفها السابق.

كما قامت كل من كندا وفنلندا والدنمارك وهولندا والسويد والنرويج ونيوزلندا ثم لاحقا ألمانيا وفرنسا، وجميعها موقعة على البيان، بإعادة نشر تغريدة تراجع الولايات المتحدة، بعضها عبر الحسابات الرسمية لسفاراتها في أنقرة، وبعضها عبر الحسابات الشخصية للسفراء.

وأكد تشاووش أوغلو خلال حديثه أن بيان السفراء الـ 10 "لا يمكن القبول به"، مشيرا إلى أنهم صاغوا البيان وفق مفهوم "توجيه تعليمات للبلاد والسلطة القضائية".

وذكر أن المادة 41 من اتفاقية فيينا تنص بوضوح على أنه لا يحق للدبلوماسيين التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد المعتمدين فيها.

وأوضح أن الرئيس أردوغان وجه بطرد السفراء، وتم البدء بإعداد محتوى المذكرة المتعلقة بهذا الشأن، ما تسبب بإشاعة حالة من الذعر في السفارات الـ10.

وتابع: "تعمق الهلع بعد كلمة الرئيس أردوغان في ولاية أسكي شهير التي عكست مشاعر شعبنا، وكان هناك من بدأ في حزم حقائبه".

وأشار أنهم توصلوا إلى معلومات تفيد بأن دول الشمال الأوروبي أخذت زمام المبادرة في بيان السفراء.

وأوضح أن بعض السفراء أخذوا موافقة من عواصم بلدانهم بخصوص البيان، مؤكدا على علم أنقرة بأن السفير الأمريكي أخذ موافقة واشنطن ووزارة خارجية بلاده.

وفي سياق متصل، أفاد تشاووش أوغلو أن تركيا نفذت قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان المتعلق بـ "كافالا"، مستنكرا إبراز قضية واحدة فيما يتعلق بتنفيذ قرارات المحكمة.

وبيّن بالأمثلة أن دولا مثل اليونان وفرنسا وألمانيا والنرويج لم تنفذ بعض قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، منددا بعدم وجود انتقادات لهذه الدول.

وحول سؤال عن أهمية "عثمان كافالا" أجاب تشاووش أوغلو إنه "رجل سوروس" (في إشارة إلى الملياردير الأمريكي من أصول مجرية جورج سوروس).

ولفت أن الدول المذكورة آنفا دعمت كل من يعادي تركيا، إلا أن هذه المرحلة أظهرت لهم عدم قدرة أحد على التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

وذكر أن القضية لن تقف عند هذه الحدود، مضيفا بالقول: "سنواصل متابعة الأمر، وسنتخذ في الوزارة الخارجية التدابير اللازمة"

وعن اللقاء المرتقب بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي جو بايدن، أوضح تشاووش أوغلو أن "اللقاء سيجري في غلاسكو (الاسكتلندية) في الغالب"، (على هامش الدورة 26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بين 31 أكتوبر/ تشرين الأول- و12 نوفمبر/ تشرين الثاني).

وأشار تشاووش أوغلو إلى أن اللقاء المقرر بين بايدن وأردوغان جاء بطلب من الولايات المتحدة.

وأضاف أن تركيا مستمرة في اتصالاتها مع المسؤولين الأمريكيين، وأنها مع الدبلوماسية ومع الحوار.

وحول الرسائل التي كتبها بعض أعضاء مجلس الشيوخ بخصوص عدم تسليم تركيا مقاتلات "إف-16" قال تشاووش أوغلو: "نرى أن هناك مجموعات ضغط (لوبي) وراء هذا الموقف. لاتزال مجموعات الضغط المناهضة لتركيا فعالة".

وتابع "لكن موقف البيت الأبيض مهم للغاية. إذا كنتم ستخطون خطوة حول موضوع ما بما في ذلك بيع منتجات الدفاع لبلد ما، فإن مهمتكم هي إقناع الكونغرس. وإذا ما وافقت الإدارة الأمريكية فإنها ستقنع الكونغرس".

وبخصوص إمكانية لجوء تركيا إلى المقاتلات الروسية " Su-35" و" Su-57" إذا فشلت في حصولها على "إف-16"، قال تشاووش أوغلو: "تركيا لم يسبق لها أن أصبحت عاجزة. بدأنا في تصنيع بعض المنتجات الدفاعية بأنفسنا. ونحصل على بعض الأجزاء الأخرى من مصادر مختلفة. ونواصل طريقنا في ذلك".

وذكر أنه "في حال لم ترغب الولايات المتحدة ببيع مقاتلاتها، أو لم تحل المشكلات الحاصلة أو لم تقنع الكونغرس، فإننا سنلجأ إلى خيارات أخرى بما فيها المقاتلات الروسية".

وحول الوضع في أفغانستان، قال الوزير التركي إنهم وجهوا رسائل واضحة للوفد الأفغاني الذي زار تركيا، بخصوص المشاركة في الحكومة وإرسال الفتيات إلى المدارس وحماية حقوق المرأة.

وأضاف تشاووش أوغلو" أفغانستان دخلت في أزمة اقتصادية خطيرة. والشعب الأفغاني بات في وضع صعب من حيث المساعدات الإنسانية."

واستطرد: " المنظمات الإرهابية تزداد قوة، ولا ينبغي أن يتدهور استقرار أفغانستان. جميع القضايا ستنعكس علينا بما في ذلك الهجرة".

ولفت إلى أن تركيا تعمل من أجل تقديم المجتمع الدولي المساعدات لأفغانستان.

وحول العلاقات الثنائية مع مصر، أوضح تشاووش أوغلو أن الحوار مع القاهرة مستمر، لكن عملية التعيين المتبادل للسفراء لم تبدأ بعد.

وفي سؤال عن العلاقات التركية الأرمينية وعملية التطبيع مع أرمينيا، قال تشاووش أوغلو: "نتشاور مع أذربيجان حول هذه المواضيع. وصلت رسائل إيجابية للغاية من أرمينيا. وسنتعامل معها بإيجابية".

وذكر أن أذربيجان أبلغت أرمينيا بانتهاء الحرب ودعتها لتوقيع اتفاقية سلام، لكن أرمينيا لم تقدم أي ردود فعل إيجابية، مؤكدا أن تركيا ستتخذ جميع القرارات مع أذربيجان.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!