ترك برس-الأناضول

يفتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، سد "إيليصو" الذي يعتبر إنجازه بمثابة "ثورة" في الاقتصاد والتكنولوجيا.

وفي عام 2006، جرى وضع حجر أساس هذا المشروع العملاق الذي يعرف باسم "سد ومحطة الطاقة الهيدروليكية إيليصو"، من قبل الرئيس التركي، وكان وقتها رئيسًا للوزراء، في إطار مشروع جنوب شرق الأناضول (مشروع تنموي).

ويهدف المشروع لتسريع عجلة التنمية في جنوب شرقي البلاد، ورفع مستوى رفاهية المواطنين والحد من البطالة.

ويقع "سد إيليصو" على نهر دجلة، في منطقة تتواجد داخل الحدود الإدارية لولايتي ماردين وشرناق، ويبعد المشروع قرابة 15 كيلومترًا عن قضاء "دار كجيت" بولاية ماردين (جنوب شرق).

يعتبر السد أحد أهم المشاريع الرئيسية شرقي الأناضول، فضلًا عن كونه الاستثمار الأكبر في مجال الطاقة الكهرومائية، وقد جرى تطويره من قبل المديرية العامة للأشغال الهيدروليكية، كعنصر رئيسي في خطة التنمية الإقليمية طويلة الأمد.

كما يعتبر السد، الأول من نوعه على مستوى العالم من حيث حجمه وارتفاعه وسطحه الخرساني، فضلًا عن أنه يحتل المرتبة الثانية بعد سد أتاتورك من حيث الحجم، والرابعة من حيث إنتاج الطاقة بعد سدود أتاتورك وقره قايا وكيبان. كما أنه أكبر سد لإنتاج الطاقة الهيدروليكية على نهر دجلة.

- تم إنتاج 3.7 مليار كيلوواط من الطاقة حتى الآن

بعد اكتمال بناء السد في 19 يوليو/ تموز 2019، بدأت مرحلة ملء البحيرة، وجرى تشغيل أول توربين وأول إنتاج للطاقة في 19 مايو/ أيار 2020 بحفل جرى تنظيمه بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

ومع نهاية عام 2020، تم تشغيل وحدات أخرى في السد، وكذلك إنتاج 3.7 مليار كيلوواط من الطاقة منذ نهاية عام 2020 وحتى الآن، ما يعني توفير مساهمة للاقتصاد بواقع 2.6 مليار ليرة.

سد "إيليصو"، سوف يضطلع بدور مهم لدعم اقتصاد البلاد وضمان التنمية المستدامة لا سيما في ولايات ديار بكر وبطمان وماردين وسعرت وشرناق.

- مساهمة اقتصادية بواقع 3 مليارات ليرة تركية سنويًا

ويهدف السد إلى المساهمة بنحو 3 مليارات ليرة سنويًا في الاقتصاد الوطني بطاقة إنتاجية تبلغ 1200 ميغاوات وطاقة 4.12 مليار كيلوواط/ ساعي يتم إنتاجها سنويًا.

وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 20 مليار ليرة، وتتضمّن التكلفة عمليات بناء السد وتكاليف التأميم والنقل وبناء الطرق وحماية الآثار وتعزيز منطقة "حصن كيفا" التاريخية (بولاية بطمان) وأعمال إعادة توطين سكانها.

- تعزيز التنمية الثقافية والاجتماعية في المنطقة

يتميز سد إيليصو - ويطلق عليه أيضا سد البروفيسور الدكتور ويسل أرأوغلو - بكونه مشروع تحول مهم يوفر التنمية في المجالات الثقافية والاجتماعية، إضافة إلى كونه مشروعًا لتوليد الطاقة.

وإلى جانب الأعمال الإنشائية، تم تنفيذ العديد من المشاريع المتعلقة بحماية البيئة وإعادة التوطين والمحافظة على التراث الثقافي في منطقة جنوب شرق الأناضول، وخاصة في منطقة حصن كيفا، حيث جرى نقل المباني الأثرية والتاريخية بنجاح، وضمان انتقالها للأجيال القادمة.

وفي إطار المشروع، جرى شق طريق معبدة بطول 52 كيلومترًا وبناء جسر على نهر دجلة يبلغ طوله 250 مترًا، ما عزز من مشاريع النقل في المنطقة، لاسيما بين منطقتي "دار كجيت" (ماردين) و"كوجلو قوناق" (شرناق)، وساهم في دفع مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية قدمًا نحو الأمام.

-سمك الشبوط في بحيرة السد

وقال والي ماردين، محمود دميرطاش، إن مرحلة بناء جسم السد بدأت عام 2008، وتم الانتهاء منها في وقت قصير، إلا أن دخول السد الخدمة تم بشكل تدريجي.

وذكر دميرطاش لمراسل الأناضول، أن السد هو أحد المشاريع المدرجة ضمن قائمة المشاريع الخاصة بالرؤية المئوية للجمهورية التركية.

وأضاف: إنه حقًا استثمار رائع. سيقدم مساهمة جادة للغاية لكل شعوب المنطقة وبلدنا، حيث سيكون مصدرًا مهمًا من مصادر إنتاج الطاقة النظيفة.

وأشار إلى أن ولاية ماردين زودت بحيرة السد بما يقرب من مليون و200 ألف سمكة من نوع الشبوط، وأن الثروة السمكية التي سوف تتزايد في البحيرة من شأنها أن تعزز قطاع صيد الأسماك وتوفر مردودًا اقتصاديًا مهمًا للسكان المحليين.

كما أوضح والي ماردين أن وزارة الزراعة والغابات لديها أيضًا دراسات حول تعزيز قطاع المزارع السمكية في البحيرة، وأن تلك الدراسات من شأنها أن تساهم في تطور قطاع إنتاج الأسماك في المنطقة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!