ترك برس-الأناضول

تعمل عائلة قليج التركية منذ سنوات على توفير لقمة العيش خلال أشهر الشتاء الباردة وجذب اهتمام السياح، عبر صيد الأسماك بطريقة "الأسكيمو"، عبر كسر الجليد الذي يغطي بحيرة "جيلدير" ثاني أكبر بحيرة في شرق الأناضول واستخراج الأسماك منها.

وخلال فصل الشتاء، تغطي طبقة سميكة من الجليد بحيرة "جيلدير" بولايتي أردهان وقارص، بسبب المناخ البارد لمناطق شرقي الأناضول، حيث يضطر السكان المحليون لاستخدام طرق بديلة لصيد الأسماك من البحيرة.

وتصل درجات الحرارة في مناطق شرقي الأناضول، حيث تقع بحيرة "جيلدير"، وهي ثاني أكبر بحيرة في المنطقة بعد بحيرة "وان"، إلى 27 درجة تحت الصفر، وهو ما يتسبب بتجمد سطح البحيرة بالكامل.

وتصل سماكة طبقة الجليد على سطح بحيرة "جيلدير" إلى 15 سم، ما يجذب اهتمام السياح لاسيما أن مساحة البحيرة تبلغ 123 كيلومترًا مربعًا، فهي بذلك توفر فرصة لممارسة رياضة التزلج وصيد الأسماك بطريقة الإسكيمو.

وخلال طلعاتهم إلى البحيرة لصيد الأسماك على طريقة الإسكيمو، ترحب العائلات في المنطقة بالسياح المحليين والأجانب الراغبين في خوض غمار هذه التجربة، لاسيما عندما يكون سطح البحيرة متجمدًا بالكامل.

ورغم الطقس البارد، تتحرك عائلة قليج التي تعيش على صيد الأسماك في قرية "آقجه قلعة" بمنطقة جيلدير في أرداهان، نحو وسط البحيرة المغطاة بالجليد مع الساعات الأولى من الصباح، مستخدمة الزلاجات.

وتقوم عائلة قليج بكسر طبقة الجليد السميكة الموجودة على سطح البحيرة بالمعاول والمجارف، قبل أن تترك شباكها نحو أعماق مياه البحيرة، وتعود إلى المنزل لانتظار تراكم الأسماك في الشبكة خلال يوم أو يومين.

وبعد الانتظار ليوم أو يومين، ترجع عائلة قليج إلى المكان الذي تركت إليه الشباك، في رحلة ممتعة على البحيرة المتجمّدة باستخدام زلاجات تجرها الخيول. وبعد كسر الجليد مرة أخرى، يقوم أفراد العائلة بسحب الشباك منادين "بسم الله".

وبعد هذه الرحلة الصعبة والشاقة، يشعر كل من "جينار"، واحدة من أشهر صائدات السمك بطريقة الأسكيمو في المنطقة، وزوجها طرخان وابنها قورتولش قليج، بفرح كبير عند قيامهم بسحب شباك الصيد المليئة بالسمك.

وتعتاش عائلة قليج من خلال بيع الأسماك للسياح في مطعم محلي تمتلكه العائلة في المنطقة، إضافة إلى تعليم السياح المحليين والأجانب على صيد الأسماك بطريقة الإسكيمو.

وقال طرخان قليج لوكالة الأناضول، إنهم يقومون كعائلة ومنذ سنوات، بصيد الأسماك من البحيرة المتجمدة، مشيرًا أن هذه الطريقة في الصيد توفر لهم مصدر رزق مهم.

وأضاف: نستيقظ في الصباح الباكر، ونتناول الإفطار، ثم نتجهّز استعدادًا للصيد. بعد وصولنا إلى المنطقة المناسبة للصيد في البحيرة، نقوم بكسر الجليد والقاء شبك الصيد إلى البحيرة. نترك الشباك يومًا أو يومين في البحيرة حتى تتجمع الأسماك لنقوم بعدها بسحبها والظفر بالصيد.

ولفت طرخان قليج إلى أن آلاف السياح المحليين والأجانب يأتون إلى البحيرة خاصة خلال أشهر الشتاء لتعلم صيد الأسماك بطريقة الإسكيمو.

وتابع: نحن نستخدم طريقة الإسكيمو في الصيد ببحيرة جيلدير حتى 20 مارس/ آذار من كل عام، وهو الشهر الذي يبدأ فيه الجليد بالذوبان في الربيع، لنبدأ بعدها بمواصلة الصيد باستخدام المراكب.

"هذا العام تجمد سطح البحيرة بشكل جيد مشكلًا طبقة كثيفة من الجليد. نعتقد ونأمل أن يساهم ذلك في دعم حركة السياحة الشتوية في البحيرة التي تعتبر لؤلؤة السياحة الشتوية في قارص و أردهان".

من جهته، قال قورتولش قليج، إنهم يقدمون شرحًا وافيًا للسياح المحليين والأجانب خلال رحلات الصيد، عن صيد الأسماك بطريقة الأسكيمو.

وأوضح قليج أن السمك الذي يستخرج من تحت الجليد في الشتاء يكون أكثر لذة من السمك المصطاد خلال الفصول الأخرى، مشيرًا أنهم يصطادون أسماك المبروك القشري والبوري والتراوت والرود والسمكة السوداء وأسماك المورزة وغيرها من الأسماك ذات القيمة الغذائية العالية خلال فصل الشتاء.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!