عبد العليم الكاطع - خاص ترك برس

شارك رجل الأعمال Elon Musk في تغريدة على Twitter صورة (انفوغراف) للتحيزات المعرفية الخمسين - الأكثر شيوعاً - وكتب "يجب أن تُدرّس للجميع في سن مبكرة" حصلت التغريدة على أكثر من 68 ألف إعادة تغريد، وأكثر من 318 إعجاب، وأكثر من 10 آلاف تعليق.

التحيزات المعرفية (Cognitive biases): هي اختصارات يستخدمها العقل، عندما يحتاج إلى اتخاذ قرار بسرعة. يمكن لهذه التحيزات، أن تجعل الإنسان يتصرف ضد مصلحته، أو يختار خيارات يراها الأكثر منطقية. تُدرّس هذه التحيزات كثيراً في علم النفس، التسويق، والاقتصاد.

في الماضي، ساعدت التحيزات المعرفية البشر على النجاة والبقاء على قيد الحياة. ولكن في الوقت الحاضر، يمكن أن تكون عبئًا على الإنسان في حياته اليومية. حيث تعمل على خداع العقل وتؤثر على اتخاذ القرارات، وخصوصاً بعدما أصبح استخدامها شائعاً جداً في السياسة، والمجتمع والتسويق والاقتصاد. لذلك من المهم أن نفهم ماهية هذه التحيزات، وكيفية التعامل معها، وتجنب الوقوع فيها.

مخطط المعلومات البياني (الانفوغراف) تم نشره قبل عامين، من قبل شركة الإقراض الامريكية  TitleMaxوذكرت أن معرفة هذه التحيزات يمكن أن تساعدك على تكون نسخة أفضل مما أنت عليه اليوم.كما صنف المخطط مجال تأثير كل تحيّز من هذه التحيزات المعرفية في ستة مجالات، تُعد هي الأكثر تأثيراً في حياتنا اليومية. هي (الذاكرة، المجتمع، التعليم، الإيمان، المال، السياسة)

يعتقد إيلون ماسك أنه يجب على كل طفل أن يتعلم هذه التحيزات المعرفية، ربما نستطيع أن نتعرف على ذواتنا بشكل أوضح، ونصبح أكثر عقلانية في اتخاذ القرارات. ولا نسمح لأحد بالتأثير على حياتنا وقراراتنا.

حقيقة؛ أثارت فضولي هذه التغريدة، فبَحثتُ خلال الفترة الماضية بشكل عميق في هذه التحيزات الخمسين، وقمت بالترجمة من عدة مصادر، لأضع بين يديكم نتاج هذا البحث باللغة العربية.

1. خطأ الإسناد الأساسي / انحياز التبرير الأساسي /  Fundamental Attribution Error

نحكم على الآخرين بناءً على شخصياتهم أو طبائعهم، لكننا نحكم على أنفسنا بناءً على الموقف.

مثال: عندما تحصل على تقدير ضعيف في اختبار ما، فمن الممكن أن تُلقي اللوم، على أن المعلم سيء، أو أن الأسئلة صعبة، أو غير واضحة، وتستبعد تمامًا حقيقة أنك لم تدرس. وعندما يحصل أحد زملائك في الصف على درجة عالية في الاختبار نفسه، قد تنسب أداءه إلى الحظ، أو المحاباة من المعلم، وتتجاهل الحقيقة؛ أن لديه عادات دراسية ممتازة.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع)

2. التحيز للخدمة الذاتية / الانحياز للمصلحة الذاتية / Self-Serving Bias

إخفاقاتنا ظرفية، لكن نجاحاتنا هي مسؤوليتنا.

مثال: عندما تنجح في اختبار قيادة السيارة من المرة الاولى، فأنت تعزو ذلك إلى جهودك في الدراسة، ومهاراتك العالية في القيادة والتحكم في السيارة والانتباه على الطريق. وفي حال فشلك في الاختبار، فإنك بشكل فوري تعزو ذلك إلى حالة  الطقس، الطريق المزدحمة، والمراقب السيء الذي زاد من توترك أثناء الاختبار، وتتجاهل تماماً أن قيادتك سيئة.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - المال)

3. محاباة الجماعة / التحيز للمجموعة / In-Group Favoritism

نحن نفضل الأشخاص الموجودين في مجموعتنا، بخلاف الأشخاص الموجودين في المجموعات الخارجية. تنشأ المحسوبية داخل المجموعة،نتيجة لتشكيل المجموعات الثقافية، حيث يمكن تشكيل هذه المجموعات الثقافية بناءً على سمات يمكن أن تبدو تافهة، ولكن مع مرور الوقت، يطور الأفراد أفكار معينة وربطها في سلوكيات.

مثال: يمكن لأحد المدراء اختيار شخص ما، لوظيفة ما، من بين مرشحين كُثر، لأنهم فقط كانوا يدرسون في نفس الكلية. كما أن الأطفال يمكن أن يسمحوا لشخص غريب بالجلوس معهم فقط لأنهم يلعبون نفس ألعاب الفيديو.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة)

4. تأثير العربة / Bandwagon Effect

الأفكار والمعتقدات والموضة، تنمو كلما تبناها المزيد من الناس. حيث يزداد معدل تقبل المعتقدات والأفكار والموضة والنزعات، عندما يعتنقها آخرون. بمعنى أبسط، تأثير العربة يعني زيادة احتمالية تبني الفرد لفكرة أو فعل ما، كلما زاد عدد الآخرين الذين سبقوه لهذا. عندما يزداد جماهيرية شيء ما، فإن الآخرين يقفزون إلى العربة، ومن هنا جاءت التسمية.

مثال: يمكن لشخص ما أن يدعم فريقًا رياضيًا، على الرغم من أنه لم يهتم بهذا الفريق من قبل، فقط لأن الفريق بدأ يحصد الجوائز والألقاب.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة)

5. التفكير الجماعي / Group Think

بسبب الرغبة في التوافق والانسجام في المجموعة، فإننا نتخذ قرارات غير عقلانية، غالبًا لتقليل الصراع. حيث يتجنب بعض المشاركين في الحوار طرح وجهات النظر التي قد تؤدي إلى عدم توافق الآراء، في محاولة منهم بأن لا يظهروا في صورة الحمقى أو لتجنب غضب بعض المشاركين.

مثال: على ذلك قضية خليج الخنازير - يمكن البحث عنها في غوغل.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة)

6. تأثير الهالة / Halo Effect

نوع من التفاوت في الحكم الفوري. بحيث إذا رأيت أن لدى شخص ما، سمة إيجابية، فسوف ينتقل هذا الانطباع الإيجابي إلى سماته الأخرى، والعكس صحيح في السمات السلبية.

مثال: عندما يلحظ الفرد أن الشخص الموجود في الصورة جذاب وحسن الهندام واللباس، فيفترض من خلال تأثير الهالة، أن الشخص الموجود في الصورة طيب وكريم. 

مثال: في الفصل الدراسي، يكون المعلمون عرضة للوقوع في تأثير الهالة عند تقييم الطلاب، حيث يفترض المعلم أن الطالب ذو الهندام الأنيق والتصرف الحسن، هو أيضًا ذكي ومجتهد. قبل أن يقوم بتقييم موضوعي لقدرة الطالب في هذه المجالات. حيث أثبتتت الدراسات أن المعلمين يضعون بشكل عام، توقعات لطلابهم لا تستند على الدرجات الدراسية فقط، ولكن أيضًا على مظهرهم الجسدي.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة)

7. الحظ الأخلاقي / Moral luck

يحدث وضع أخلاقي أفضل بسبب النتيجة الإيجابية؛ يحدث وضع أخلاقي أسوأ بسبب النتيجة السلبية. حيث نقوم بإلقاء اللوم، على شخص ما، لكونه جبانًا أو مستقيمًا أو أنانيًا، في حين أن جميع هذه التصرفات خارجة عن إرادته.

مثال: سمير وسعيد جيران، يعملان في نفس الشركة ويعودان إلى المنزل في الساعة الخامسة، كلاهما قام بتجاوز إشارة المرور الحمراء. فجأة صدم سعيد طفلاً أدى إلى دخوله المستشفى. في هذه الحالة نحن نلقي باللوم المضاعف على سعيد كونه تجاوز الإشارة الحمراء وصدم طفلاً، في المقابل لا أحد يلقي باللوم على سمير الذي قام بذات التصرف لكنه كان (محظوظاً اخلاقياً) حيث نقوم باللوم أو الثناء الأخلاقي على فعل ما أو عواقبه حتى لو كان من الواضح أن هذا الشخص لم يكن له سيطرة كاملة على الفعل أو عواقبه.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة - الذاكرة)

8. الإجماع الخاطئ / الإجماع الكاذب / False Consensus

يعتقد الناس، بأن آرائهم ومعتقداتهم وصفاتهم أكثر شيوعًا، في الآخرين مما هي عليه في الواقع.

مثال: إذا كنت تحب الفلافل، ستعتقد أن جميع الناس يحبون الفلافل مثلك، وسيكون من الصعب جداً أن تتخيل شخص لا يحب الفلافل.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة)

9. لعنة المعرفة / لعنة العلم / Curse of Knowledge

بمجرد أن نعرف شيئًا ما، نفترض أن كل شخص آخر يعرفه أيضًا. هذا الانحياز المعرفي، يؤدي بالأشخاص المتعلمين والمثقفين لإيجاد صعوبة في التفكير بالمشاكل من وجهة نظر أشخاص أقل تعلماً وثقافة. وتجعل من الصعب على الناس التنبؤ بسلوك الآخرين. 

مثال: قد يفاجأ السائق المتمرس بشيء خطير يفعله السائق الجديد، لكن ببساطة السائق الجديد لا يفهم خطورة ما يفعله. في التعليم، قد يكون هناك معلم ذكي جدًا، لكنه سيئ أيضًا في التدريس الفعلي، وإيصال المعلومة، حيث أنه يستخدم الكثير من المصطلحات لدرجة أنك لا تستطيع متابعة تفسير ما يقول.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة - الذاكرة)

10. تأثير تسليط الضوء / Spotlight Effect

إننا نبالغ في تقدير مقدار اهتمام الناس بسلوكنا ومظهرنا.

مثال: لقد ارتكبنا جميعًا خطأ اجتماعيًا، تكون تلك اللحظات محرجة للغاية. يمكنك تذكرها لمدة أسابيع، شهور، حتى سنوات. يجعلك ذلك تبذل جهدًا لتجنب الأشخاص الذين شهدوا ذلك الموقف. لكن في الواقع، لا يتذكر معظم هؤلاء الأشخاص ما حدث. و ربما لم يكونوا قد لاحظوا ذلك أصلاً.

مجال التأثير في هذا التحيّز (المجتمع - الذاكرة)

11. الاستدلال على التوافر/ عقلية بحسب الظروف / Availability Heuristic

الأشخاص يعتمدون على المعرفة الفورية المتوفرة، التي تتبادر إلى ذهنهم لحظة تقييم موضوع ما، أو لحظة اتخاذ القرار. بالتالي، من يعتمد عقلية "بحسب الظروف"، يميلون إلى تقييم أحكامهم بشكل كبير تجاه المعلومات الأكثر حداثة. ما يجعل للأخبار في وسائل الإعلام تأثيراً كبيراً عليهم، حتى ولو لم تكن صحيحة.

مثال: بعد مشاهدة أخبار عن عمليات خطف الأطفال، يصبح اقتناع الناس بأن احتمال حدوث هذا الحدث كبير، ويبدأ الناس في أخذ الحيطة أكثر من العادة. يمكن لوسائل الإعلام أن تساعد في تأجيج هذه الأفكار بشكل كبير، حيث أن التغطية الواسعة النطاق للأحداث غير العادية، مثل جرائم القتل أو حوادث الطيران تزيد من تأثُر الناس بالحدث وأخذ الحيطة.

مثال: عادةً يلتزم السياسيون بفكرتين رئيسيتين، لتسويق أفكارهم وإثبات وجهة نظرهم. تروق هذه الأفكار للجماهير وتلقى استحسانهم، مثل الهجرة أو الرعاية الصحية أو التعليم. يَعد السياسيون الجماهير بأنهم قادرون على حل المشاكل. يتم انتخابهم ويفشلون في حلها. بعدها يأتي المرشح التالي ويقدم وعوداً بقدرته على حل ذات المشاكل. ما يحدث هو أن الناخبين، يميلون إلى نسيان الوعود التي لم يتم الوفاء بها من قبل المرشحين. ويسمعون إلى وعود المرشح الجديد كأنها جديدة.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - التعليم - الذاكرة - السياسة - المال)

12. الإسناد الدفاعي / Defensive Attribution

هو تحيّز لأيجاد أسباب حدث ما، بحيث يتم تقليل التهديد الذي نتصوره على أنفسنا.

مثال: تسمع في الأخبار أن أحد راكبي الأمواج في استراليا، قد أكله القرش، فتقول في نفسك فوراً؛ هل كان من الضروري لراكب الأمواج هذا، أن يسبح في المحيط المليئ بسمك القرش!! - تُلقي باللوم على الضحية - لأنك تخشى التعرض لحادث مؤسف مثل راكب الأمواج، بدلاً من النظر بواقعية للموقف.

مجال التأثير في هذا التحيّز (المجتمع - الذاكرة - السياسة)

13. فرضية العالم العادل / Just-World Hypothesis

نحن نميل إلى الاعتقاد بأن العالم عادل. لذلك، نفترض أن أعمال الظلم مُستَحَقة.

مثال: في سِفر أيوب في الكتاب المقدس. يعاني أيوب من سلسلة من المصائب الرهيبة، ويقول صديقه السابق؛ أن أيوب فعل شيئًا فظيعًا حتى يستحق هذه المصائب. بحسب الأبحاث المنشورة في عام 2012 هناك صلة قوية بين فرضية العالم العادل والتدين.

مثال: غالباً ما يُلام ضحايا الاعتداء الجنسي - التحرش أو الاغتصاب - حيث يشير الكثير من الناس إلى أن سلوك الضحية، هو سبب في الاعتداء.

التفسير هو أن الناس لا يحبون التفكير في أنهم ضحايا لجريمة عنيفة، لذلك عندما يسمعون عن أحداث كالتحرش أو الاغتصاب، يحاولون إلقاء اللوم على سلوك الضحية. حيث يسمح لهم هذا الاعتقاد بأنه يمكنهم تجنب الوقوع كضحايا لهذا النوع من الجرائم، فقط من خلال تجنّب سلوكيات الضحايا السابقة.

مجال التأثير في هذا التحيّز (المجتمع - الإيمان - الذاكرة - السياسة)

14. الواقعية الساذجة / Naïve Realism

في علم النفس الاجتماعي، هي الميل البشري للاعتقاد بأننا نرى العالم من حولنا بموضوعية، وأن الأشخاص الذين يختلفون معنا يجب أن يكونوا غير مطلعين أو غير عقلانيين أو متحيزين.

مثال: شاهد الطلاب من مدرستين مختلفتين مقطع فيديو لمباراة كرة قدم ساخنة بين نفس المدرستين. على الرغم من أنهم شاهدوا نفس المباراة. إلا أن الطلاب من كلا المدرستين نظروا إلى اللعبة بشكل مختلف تماماً. رأى طلاب المدرسة الأولى أن فريق المدرسة الثانية يرتكب ضعف عدد المخالفات التي يرتكبها فريقهم، وكذلك فعل طلاب المدرسة الثانية. النتيجة أن مجموعتي الطلاب تنظران إلى حدث ما بشكل شخصي. واعتقدت كل مجموعة أنهم شاهدوا الحدث بموضوعية، وأن الطرف الآخر كان متحيزاً.

مجال التأثير في هذا التحيّز (المجتمع - الإيمان - الذاكرة - السياسة)

15. السخرية الساذجة / Naïve Cynicism

نعتقد أننا نُلاحظ الواقع الموضوعي، وأن لدى الآخرين تحيزاً أنانياً بما يفعلونه والتشكيك في نواياهم وأفعالهم - محاولات دائمة في التشكيك في حالة المجتمع - حيث أن الأخرين يتصرفون بدافع شخصي، حتى ولو كانوا يدعون أن لهم دافعاً أسمى.

مثال: من شأن السخرية الساذجة أن تفسر فعل الفرد الذي يتبرع بالمال للفقراء، والجمعيات الخيرية، إنما هي وسيلة للرياء وطريقة لتعزيز الذات وليس لأغراض مساعدة الفقراء والكرم.

مجال التأثير في هذا التحيّز (المجتمع - الإيمان - الذاكرة - السياسة)

16. تأثير فورير / تأثير بارنوم / Forer Effect

هي ظاهرة نفسية تشير إلى ميل الأفراد إلى رؤية كلام المنجمين على أنه دقيق، ويصف شخصياتهم التي يَفترض أنها صممت خصيصاً لهم. لكن في الواقع الكلام عادةً ما يكون غامضاً وعاماً، لدرجة أنه يمكن أن ينطبق على طائفة كبيرة من الناس.

مثال: قراءة برجك في إحدى الصحف، وإدراك أنه دقيق بشكل مدهش.

نعلم جميعاً أن الأبراج مكتوبة للجماهير، لكن لا يسعنا إلا أن نشعر بها، وكأنها مخصصة لنا.

أنت شخص اجتماعي، لكنك أيضًا تحب إعادة الشحن وتجديد شبابك بمفردك.

أنت تعمل بجد، وتستمتع، لكنك غالباً ما تتحمل أكثر مما يمكنك تحمله.

أنت تهتم بصحتك ولياقتك البدنية، ولكن يمكنك فعل المزيد.

مثال: اختبارات الشخصية على الفيسبوك. ربما يكون أحد أفضل الأمثلة على تأثير Barnum هو اختبارات الشخصية على منصة Facebook التي نراها بشكل شبه يومي. سلمى مخلصة للأشخاص الموالين لها. سلمى تقدر الولاء .. الخ

استخدام الاسم الأول لتصميم المحتوى، ثم إضافة بعض السمات واسعة النطاق، يجعل العبارة العامة تبدو أكثر شخصية، فمعظم الناس يقدرون الولاء أو يرغبون بالاعتقاد بأنهم يفعلون ذلك، لذلك فإن هذه الكلمات لها صدى عند أغلبية الناس.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة)

17. تأثير دانينج كروجر / Dunning-Kruger Effect

كلما قلت معرفتك، زادت ثقتك بنفسك. وكلما عرفت أكثر، قلت ثقتك بنفسك. هو انحياز معرفي، يشير إلى ميل الأشخاص غير المؤهلين للمبالغة في تقدير مهاراتهم. بسبب عدم قدرتهم على التنافس والمعرفة والتفريق بين الشخص الكفء،وغير الكفء أو يعانون من وهم التفوق. مبالغين في قدراتهم المعرفية بشكل يجعلها تبدو أكبر مما هي عليه في الحقيقة.

مثال: طالب في مدرسة ثانوية، أخذ دورة في علم النفس. الدورة التدريبية لمستوى المبتدئين، ولكن بعد الانتهاء من الدورة، قد يشعر الطالب أن لديه فهماً جيداً وعميقاً لعلم النفس، وهو مرتاح للتحدث عن علم النفس في الفصل مع طلاب آخرين. قارن هذا الطالب على شخص تخرج بدرجة ماجستير في علم النفس. ربما يشعر هذا الخريج أنه لا يزال لديه الكثير ليتعلمه لأنه ليس لديه درجة الدكتوراه، أو ليس لديه خبرة كبيرة في العمل في هذا المجال.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المجتمع - السياسة - التعليم - المال)

18. تأثير الإرساء / التثبيت / Anchoring

نعتمد بشكل كبير على المعلومات الأولى التي يتم تقديمها عند اتخاذ القرارات. تأثير الإرساء هو التحيز المعرفي الذي يصف النزعة البشرية الشائعة للاعتماد بشكل كبير، على الجزء الأول من المعلومات المقدمة (المرساة) عند اتخاذ القرارات. يعتبر تأثير التثبيت تحيزاً لأنه يشوه حُكمنا على الأشياء، خاصة عندما تكون منطقة التفاوض غير واضحة.

مثال: وجد باحثو التفاوض أن العروض الرقمية الدقيقة، أكثر فعالية من غيرها من العروض. حيث من المرجح أن يجتذب المنزل الذي يبلغ سعره الحالي 255،500 دولار عروض أسعار أعلى من المنازل التي يبلغ سعرها 256،000 دولار أو 255،000 دولار.
يمكن مواجهة تأثير التثبيت ببساطة من خلال التعرف على الحركة. لا ترتكب الخطأ الشائع المتمثل في الرد بعرض مقابل العرض المقترح، بل يجب أولاً نزع فتيل مرساة الطرف الآخر.

مثال: إذا قدم شخص ما، عرض على سلعة بمبلغ 100 دولار، وتريد أنت تقديم عرض 50 دولار. قبل تقديم عرضك، عليك أن توضح أن 100 دولار أمر غير مقبول بكل بساطة. إذا لم تقم بإبطال مفعول المرساة أولاً، فأنت تقترح أن يكون اقتراح العرض الأول 100 دولار في منطقة التفاوض.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المال - التعليم)

19. انحياز الأتمتة / الانحياز للآلة / Automation Bias

نعتمد على الأنظمة الآلية، ونثق كثيراً في التصحيح الآلي للقرارات الصحيحة بالفعل. بمعنى آخر؛ هو ميل الإنسان لصالح الاقتراحات التي تقدمها أنظمة صنع القرار الآلية، وتجاهل المعلومات الغير آلية المناقضة لهذا المقترح حتى لو كانت صحيحة.

مثال: وحدات العناية المركزة ومحطات الطاقة النووية وقمرة القيادة في الطائرات، تحتوي على أجهزة مراقبة حاسوبية وأجهزة ألكترونية مساعِدة على اتخاذ القرار. عادة ما تحدث أخطاء الانحياز الآلي عندما يكون اتخاذ القرار في درجة كبيرة منه معتمداً على الحواسيب أو الوسائل الآلية، ويقتصر العنصر البشري إلى حد بعيد على مراقبة المهام الجارية. تشمل الأمثلة في مثل هذه الحالات على مسائل بسيطة تواجهنا بشكل يومي، كاستخدام برامج التدقيق الإملائي.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - التعليم)

20. تأثير Google / فقدان الذاكرة الرقمي / Google effect

نميل إلى نسيان المعلومات التي يتم البحث عنها بسهولة في محركات البحث. وهي ظاهرة نفسية لها علاقة بميلنا إلى نسيان المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت أو المخزنة رقمياً. أو التي يمكن العثور عليها بسهولة عبر الإنترنت. كما تدعي الدراسة أيضًا أن قدرة الناس على تعلم المعلومات دون اتصال بالإنترنت تظل كما هي.
نظراً لأن الأشخاص يخزنون المزيد والمزيد من معلوماتهم في المنصات الرقمية، فإن هذه الظواهر تلعب دورًا كبيرًا بشكل متزايد في مستوى الإدراك البشري.

مثال: وجد العلماء أن عددًا أقل من الأشخاص يحفظون أرقام هواتف الأصدقاء أوالعائلة الآن، لأنه يمكن الوصول إليها بسهولة على الهواتف المحمولة.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - التعليم)

21. انحياز التفاعل / Reactance

الميل لفعل عكس ما يريدك شخص ما أن تفعله، لأنك تعتقد أنه يحاول تقييد حريتك في الاختيار. حيث يلعب الأشخاص الذين يستخدمون "علم النفس العكسي" على إدراك انحياز التفاعل، في محاولة للتأثير على شخص ما ليختار عكس ما يطلبه. هذه طريقة متكررة تُستخدم في ملاعبات البيع الاحتيالية أو غير الأخلاقية، حيث تتلاعب بالمستهلك في اختيار خيار لن يشتريه بالضرورة.

مثال: تذكر القصص أن فريدريك العظيم ملك بروسيا. احتاج إلى الناس لبدء زراعة البطاطة، لأن البطاطة كانت العنصر الأساسي الذي، يمكن أن يحافظ على حياة الناس ويخفض سعر الخبز. مع ذلك فإن طلبه لزراعة وأكل البطاطة لم يفي بالغرض، ولم يعجبهم شكلها، وأدركوا أن حريتهم في تقرير ما يتمنون مُقيدة.
بدلاً من تشديد على الناس وفرض البطاطة عليهم، عمل فريدريك على علم النفس العكسي. حيث زرع حقول البطاطة، وبنى حولها جدراناً، وأمر جيشه بالتظاهر بحراستها. تغلب انحياز التفاعل على عقول الناس، وأوهمهم أنها لذيذة وغالية، وأصبحت مرغوبة بشدة لدى الناس.

مجال التأثير في هذا التحيّز (المجتمع - المال - السياسة)

22. الانحياز التأكيدي / الانحياز الذاتي / Confirmation Bias

نميل إلى إيجاد وتذكر المعلومات التي تؤكد تصوراتنا. حيث أن الإنسان يبحث عن تفسير وتذكُّر المعلومات بطريقة تتوافق مع معتقدات وافتراضات يتبناها، بينما لا يولي انتباهًا مماثلًا للمعلومات المناقضة لها.

تؤثر تحيزات التأكيد على كيفية جمعنا للمعلومات، كما تؤثر أيضًا على كيفية تفسيرنا للمعلومات واستدعائها. حيث لن يسعى الأشخاص الذين يدعمون أو يعارضون قضية معينة إلى الحصول على المعلومات لدعمها فحسب، بل سيفسرون أيضًا القصص الإخبارية بطريقة تدعم أفكارهم الحالية. سيتذكرون أيضًا التفاصيل بطريقة تعزز هذه المواقف.

مثال: شخص لديه اعتقاد بأن الأشخاص الذين لديهم صلع هم أكثر إبداعًا من الأشخاص أصحاب الشعر الكثيف. عندما يصادف هذا الشخص شخصًا أصلعاً ومبدعًا، فإنه يولي أهمية أكبر لهذا الدليل الذي يدعم ما يؤمن به بالفعل. قد يبحث هذا الشخص عن دليل يدعم هذا الاعتقاد بشكل أكبر بينما يستبعد الأمثلة التي لا تدعم الفكرة.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المال - السياسة - التعليم)

23. الأثر العكسي / Backfire Effect

عندما يواجه الناس أدلة من شأنها أن تجعلهم يشكون في معتقداتهم، فإنهم غالبًا ما يرفضون هذا الدليل ويعززون دعمهم لموقفهم الأصلي. من المهم فهم التأثير العكسي، لأنه يؤثر على كل من قدرتك على تغيير رأي الآخرين، وكذلك قدرتك على معالجة المعلومات بعقلانية بنفسك.

مثال: عند تعريف الناس بمعلومات سلبية عن مرشح سياسي يفضلونه، غالبًا ما يدفعهم إلى زيادة دعمهم لهذا المرشح.

مثال: في مقال نُشر عام 2014 في The Atlantic دراسة تنطوي على التردد في أخذ التطعيم. أعرب المشاركون عن مخاوفهم من الآثار الجانبية للقاحات الإنفلونزا. بعد إخبارهم أن التطعيم آمن تمامًا، أصبحوا أقل رغبة في قبوله. دفعتهم هذه المعرفة الجديدة إلى عدم الثقة في اللقاح أكثر، مما عزز الفكرة التي كانت لديهم من قبل بالفعل.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المال - السياسة - التعليم)

24. تأثير الشخص الثالث / Third-Person Effect

الفرضية الإدراكية لتأثير الشخص الثالث، هي أن الأشخاص يرون أن الرسائل الإعلامية يكون لها تأثير أكبر على الآخرين من تأثيرها عليهم.

مثال: ينتشر شعور بأن "الآخرين" فقط هم من يتأثرون بأشياء مثل الإعلانات، أو الأخبار.

عادةً ما تجعل دراسات التأثير من منظور الشخص الثالث المشاركين أولاً يشاهدون إعلانًا أو يقرؤون مقالًا في صحيفة أو أي وسيلة أخرى تحتوي على رسالة مُقنعة. ثم سُئلوا عن مدى تأثير ذلك عليهم ومدى تأثيره على الآخرين. ما وجده الباحثون، في دراسة تلو الأخرى حول تأثير الشخص الثالث، أن المشاركين اعتقدوا أن الآخرين سيتأثرون بالرسالة، لكنهم هم أنفسهم لن يتأثروا بها. لكن بالنظر إلى النتائج، كان من الواضح أن المشاركين قد تأثروا مثل الآخرين.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة - التعليم - الذاكرة)

25. انحياز المعتقد / التحيز للمعتقدات / Belief Bias

هو ميل في التفكير المنطقي إلى الاعتماد على المعتقدات السابقة بدلاً من الانصياع الكامل للمبادئ المنطقية.

يعني أن الناس غالبًا ما يقبلون الحجج التي تتوافق مع معتقداتهم الموجودة مسبقًا، حتى لو كانت هذه الحجج ضعيفة أو غير صالحة أو غير سليمة، وأن الناس غالبًا ما يرفضون الحجج التي تتعارض مع معتقداتهم الموجودة مسبقًا، حتى لو كانت هذه الحجج قوية ومنطقية.

مثال: يمكن لجميع الطيور الطيران. كما يمكن للحمام أن يطير. الخلاصة، أن الحمام من الطيور.

قد يظن الناس أن هذه الحجة منطقية إذا علموا أن الحمام طيور. ومع ذلك فإن هذه الحجة في الواقع غير سليمة من الناحية المنطقية. لأن قدرة كل من الطيور والحمام على الطيران لا تعني بالضرورة أن الحمام طيور. حيث أن هناك أنواع أخرى من الحيوانات، مثل الحشرات يمكن أن تطير أيضًا. علاوة على ذلك، فإن الفرضية الأولى لهذه الحجة خاطئة، حيث لا تستطيع جميع الطيور الطيران مثل النعام والبطريق كلها طيور لا تطير.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المال - السياسة - التعليم)

26. سلسلة التوافر / شلالات التوافر / Availability Cascade

كيف تنتشر المعلومات على نطاق واسع؟

يكتسب موقف معين مكانة متزايدة في الخطاب العام، مما يزيد من إتاحته للناس وبالتالي يجعلهم أكثر عرضة لتصديقه ونشره بشكل أكبر.

مثال: تؤدي قصة إخبارية إلى موجة من المناقشات العامة لموضوع تغيرالمناخ، مما يؤدي إلى المزيد من القصص والمناقشات حول هذا الموضوع، بطريقة ما تؤدي في النهاية إلى وضع تشريعات وقوانين من أجل التعامل مع الموضوع.

من أوضح الأمثلة على ذلك، جائحة كورونا، والارتدادات التي حصلت على المجتمع، والتشريعات والقوانين التي أثرت على الحياة والاقتصاد والمجتمع.

سلسلة من الأحداث ذاتية الاستدامة، والتي قد تبدأ من تقارير وسائل الإعلام عن حدث صغير نسبيًا وتؤدي إلى ذعر عام وإجراءات حكومية واسعة النطاق. على الرغم من وجود العديد من المشكلات المحتملة المتعلقة بسلاسل التوافر، فمن المهم أن نذكر أن سلاسل التوافر ليست سلبية بطبيعتها؛ هناك العديد من المواقف التي يمكن أن يؤدي فيها سلاسل التوافر إلى إحداث تغييرات إيجابية واسعة النطاق في المجتمع، من خلال الضغط على المجتمع والسياسين والقادة للتغلب على الجمود الطبيعي الذي يحافظ أحيانًا على الوضع الراهن الإشكالي.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المجتمع - السياسة - التعليم - المال)

27. الانحدار / Declinism

نميل إلى إضفاء الطابع الرومانسي على الماضي والنظر إلى المستقبل بشكل سلبي، معتقدين أن المجتمعات أو المؤسسات في حالة تدهور إلى حد كبير.

مثال: الولايات المتحدة على وجه الخصوص لديها تاريخ من التوقعات بأنها ستنحدر أو مقبلة على تدهور كبير.

في كتاب اصدر عام 2011 لـ توماس فريدمان ومايكل ماندلباوم ذكر أن الولايات المتحدة كانت في خضم الموجة الخامسة التي قد تتسبب في انحدارها.

الأولى كانت عندما اطلاق الاتحاد السوفيتي قمرهم الاصطناعي سبوتنيك 1 عام 1957، والثانية كانت حرب فيتنام، والثالثة كانت خلال كلمة للرئيس جيمي كارتر وحديثة عن تدهور ثقة الامريكيين من صعود اليابان، والرابعة بزوغ الصين.

كما لاحظ المؤرخ روبرت كاغان عام 2004 أن الناقد الإعلامي فريد زكريا وصف وضع أمريكا الراهن بأنه وضع مستقر ومزدهر لم يسبق له مثيل منذ قرون، لكن بحلول عام 2008 بدأ نشر مقالات عن مرحلة بزوغ وصعود باقي بلدان العالم ومرحلة مابعد أمريكا. في المقالة التي ظهرت في مجلة ذا نيشن في 13 حزيران / يونيو 2017 ، للمؤلف توم انجلهارد والذي وصف من خلالها المرشح للرئاسة في حينها دونالد ترامب أنه أول مرشح للرئاسة الأمريكية سيتسبب في انحدار أمريكا وتدهورها.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المجتمع - السياسة)

28. انحياز الوضع الراهن / Status Quo Bias

نميل إلى تفضيل بقاء الأشياء على حالها؛ والتغييرات تعتبر خسارة.

يتضح انحياز الوضع الراهن عندما يفضل الناس أن تظل الأشياء على حالها من خلال عدم القيام بأي شيء والالتزام بقرار تم اتخاذه سابقًا.

التحيّز للوضع الراهن يتوافق مع النفور من الخسارة، ويمكن تفسيره نفسياً من خلال الالتزامات التي تم التعهد بها مسبقًا، والتفكير الغارق في التكلفة، والتنافر المعرفي، والحاجة إلى الشعور بالسيطرة، وتجنب الندم. حيث أن الناس يشعرون بأسف أكبر على النتائج السيئة التي تنتج عن الإجراءات الجديدة التي يتم اتخاذها أكثر من العواقب السيئة التي تنتج عن بقاء الأمور على وضعها الراهن. التحيز للوضع الراهن كثيرًا ما يُعتبر غير عقلاني، فإن التمسك بالخيارات التي نجحت في الماضي غالبًا ما يكون قرارًا آمنًا وأقل صعوبة.

مثال: الخوف من انتشار العملات الرقمية، أو تجنب استخدام التكنولوجيا أو التماشي معها من جيل إلى جيل.

مثال: في السياسة، غالبًا ما يُستخدم الانحياز للوضع الراهن لشرح العقلية المحافظة. حيث يتجنب الناس المخاطر المرتبطة بالتغيير، ولكن يفقد الناس أيضًا الفوائد المحتملة التي قد يجلبها التغيير.

التحيز للوضع الراهن له فوائد. لأنه يمنع الناس من المخاطرة ، فإن التحيز يوفر درجة معينة من الحماية. ومع ذلك، فإن تجنب المخاطر هذا يمكن أن يكون له أيضًا آثار سلبية إذا كانت البدائل توفر بالفعل أمانًا وفوائد أكبر من الوضع الحالي.

مثال: غالبًا ما يختار الأفراد ساندويتش سبق لهم تناوله. تسمى هذه الظاهرة بتجنب الندم، في محاولة لتجنب تجربة مؤسفة محتملة - اختيار شطيرة جديدة وعدم الإعجاب بها - يختار الأفراد التمسك بالوضع الراهن - الشطيرة التي هم يألفونها بالفعل.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المجتمع - السياسة - التعليم - المال)

29. مغالطة التكلفة الغارقة / تصعيد الالتزام / Sunk Cost Fallacy

نستثمر أكثر في الأشياء التي كلفتنا، بدلاً من تغيير استثماراتنا، حتى لو واجهنا نتائج سلبية.

مثال: حينما يكتشف الفرد بأن الاستثمار فاشل، ولكن يستمر فيه لعدم خسارة التكاليف التي دُفعت بالفعل ولايمكن استعادتها على الرغم من أنه لاعلاقة بين التكاليف وبين نجاح الاستثمار مستقبلاً.

مثال: قد تشتري تذكرة أحد الأفلام ثم بعد شراء التذكرة تكتشف أن الفيلم لايستحق أن تحضره ولكنك تصر على حضوره، فقط لأنك قد دفعت قيمة تذكرته.

تحدث مغالطة التكلفة الغارقة لأننا لسنا صناع قرار عقلانيين تمامًا وغالبًا ما نتأثر بمشاعرنا.

عندما نستثمر سابقًا في خيار ما، فمن المحتمل أن نشعر بالذنب أو الأسف إذا لم نتبع هذا القرار. ترتبط مغالطة التكلفة الغارقة بانحياز الالتزام، حيث نواصل دعم قراراتنا السابقة على الرغم من الأدلة الجديدة التي تشير إلى أنها ليست أفضل مسار للعمل. من أشهر الأمثلة على مغالطة التكلفة الغارقة ما يسمى بـ "مغالطة الكونكورد". في الخمسينيات من القرن الماضي، مولت الحكومة البريطانية، بالاشتراك مع الحكومة الفرنسية، تطوير طائرة كونكورد. بعد فترة، اتضح أن التطوير لم يعد مربحًا اقتصاديًا. وجد الطرفان نفسيهما غير قادرين على الانسحاب من العملية، مما تركهما يتحملان نفقات باهظة، ناهيك عن الإحراج.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المال)

30. مغالطة المقامر / مغالطة مونت كارلو / Gambler's Fallacy

نعتقد أن الاحتمالات المستقبلية تتأثر بالأحداث الماضية. وهي الاعتقاد الخاطئ بأنه إذا حدث شيء معين بشكل متكرر أكثر من المعتاد خلال الماضي، فمن غير المرجح أن يحدث في المستقبل والعكس صحيح.

سميت أيضًا مغالطة مونت كارلو، على اسم كازينو مونت كارلو في لاس فيغاس حيث لوحظت في عام 1913. سقطت كرة عجلة الروليت على اللون الأسود عدة مرات متتالية. قاد هذا الناس إلى الاعتقاد بأنها ستسقط على اللون الأحمر قريبًا وبدأوا في دفع الرهانات، مراهنين على أن الكرة ستسقط في مربع أحمر عند دوران عجلة الروليت التالية.

سقطت الكرة على المربع الأحمر بعد 27 لفة. تشير الحسابات إلى أن ملايين الدولارات قد ضاعت بحلول ذلك الوقت.

مثال: الآباء الذين لديهم بالفعل ثلاثة أبناء وهم راضون تمامًا عن حجم عائلتهم. ومع ذلك، كلاهما يرغب حقًا في إنجاب ابنة. يرتكبون مغالطة المقامر عندما يستنتجون أن فرصهم في إنجاب فتاة أفضل، لأن لديهم بالفعل ثلاثة أولاد. وهذا خطأ، لأن جنس الطفل الرابع غير مرتبط سببيًا بأي أحداث سابقة أو سلسلة من هذه الأحداث. فرصهم في إنجاب ابنة ليست أفضل من 1 من 2 - أي 50-50.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المال)

31. التحيز الصفري للمخاطر / Zero-Risk Bias

نفضل تقليل المخاطر الصغيرة إلى الصفر، حتى لو تمكنا من تقليل المزيد من المخاطر بشكل عام بخيار آخر، حيث نميل إلى اختيار المواقف التي يمكننا فيها القضاء على المخاطر تمامًا، بدلاً من البدائل التي قد توفر تقليلًا أكبر للمخاطر.

مثال: أشهر الأمثلة في علم الإقتصاد السلوكي هي مفارقة ألايس، وهي مجموعة اختيارات مُدرجة في ورقة موريس ألايس لعام 1953 المنشورة في مجلة إيكونوميتريكا. لديك خيارين :

الخيار الاول لديك إمكانية لربح 100 مليون دولار بشكل أكيد.

الخيار الثاني لديك فرصة 10% لربح 500 مليون دولار. وفرصة 89% لربح 100 مليون دولار.  وهناك احتمالية 1% في عدم الفوز بأي شيء على الإطلاق.

يُفضل الأشخاص بشكل روتيني الخيار الأول، على الرغم من أن القيمة المتوقعة للخيار الثاني أكبر بكثير. المتمثلة في الحصول على فرصة بنسبة 10% لكسب 400 مليون دولار إضافية مقابل 1% من عدم ربح أي شيء، تستحق المُغامرة من منظور عقلاني. إلا أن فكرة المخاطرة تردع الناس وتجعلهم يفضلون الخيار الخالي من المخاطر، على الرغم من كونه ليس الخيار الأمثل.

مثال: ضمان استعادة الأموال. في الإعلانات يقولون دائماً أنه إذا لم تكن راضيًا عن المنتج، يمكنك استرداد أموالك. إنها أداة تسويقية واسعة النطاق وناجحة إلى حد كبير نظرًا لقدرتها على الاستفادة من التحيز الصفري للمخاطر. حيث يغري ضمان استعادة الأموال المستهلكين من خلال القضاء على مخاطر قرار الشراء المرتقب.

يأتي جزء كبير من المخاطرة في شراء منتج من احتمالية عدم رضاك عنه، ولكن مع خيار استرداد المال إذا كان المشتري غير راضٍ، فإن المخاطرة لم تعد مصدر قلق للمُشتري.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - السياسة - المال)

32. تأثير التأطير / Framing Effect

غالبًا ما نستخلص استنتاجات مختلفة من نفس المعلومات اعتمادًا على كيفية تقديمها. حيث يتفاعل الناس مع خيار معين بطرق مختلفة اعتمادا على كيفية عرض هذا الخيار. 

مثال: سالم يرغب بشراء سائل معقم ومطهر، من الصيدلية. أمامه خيارين من السائل المعقم، كلاهما بنفس السعر، ونفس الحجم. لكن الشركة الأولى، تدّعي أن السائل يقتل 95% من الجراثيم. بينما تدّعي الشركة الثانية، أن باستخدام السائل سوف تعيش 5% فقط من الجراثيم. بعد المقارنة بين الخيارين، اختار سالم المعقم من الشركة الأولى.

على الرغم من أن كلا المنتجين كانا فعالين بنفس القدر في محاربة الجراثيم، وقدّما نفس المعلومات ولكن بشكل مختلف، حيث سلّطت الشركة الأولى الضوء على النسبة المئوية للجراثيم التي سيتم قتلها (سمة إيجابية) بينما سلّطت الشركة الثانية الضوء على عدد الجراثيم التي لم تقتلها (سمة سلبية).

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة - التعليم - المال)

33. القوالب النمطية / Stereotyping

نتبنّى معتقدات عامة بأن أعضاء مجموعة ما سيكون لهم خصائص معينة، على الرغم من عدم وجود معلومات عن الفرد. تتمثل إحدى مزايا الصورة النمطية في أنها تمكننا من الاستجابة بسرعة للمواقف لأننا ربما مررنا بتجربة مماثلة من قبل.كما هناك أيضاً عيوب هو أن الصورة النمطية، تجعلنا نتجاهل الاختلافات بين الأفراد. لذلك نفكر في أشياء قد لا تكون صحيحة عن الأشخاص. يعد استخدام القوالب النمطية طريقة رئيسية لتبسيط عالمنا الاجتماعي؛ نظرًا لأنها تقلل من مقدار المعالجة والتفكير التي يتعين علينا القيام بها عندما نلتقي بشخص جديد.

مثال: يحب الفتيات اللعب بالدمى ويحب الأولاد اللعب بالسيارات. كما يجب توجيه الأولاد إلى حب اللون الأزرق والأخضر؛ والفتيات نحو الأحمر والوردي. يهتم الذكور بمواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أكثر من الإناث.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المجتمع - السياسة - التعليم)

34. انحياز التجانس الخارجي / Outgroup Homogeneity Bias

نميل إلى النظر إلى أعضاء الجماعات الخارجية على أنهم أكثر تشابهًا أو تجانسًا من أعضاء الجماعات التي ننتمي إليها.

وقد يصل الميل النفسي لكراهية الأشخاص الآخرين خارج مجموعة الهوية الخاصة بالفرد.

مثال: إذا كنت من مشجعي فريق ريال مدريد، فمن المحتمل أن تكره مشجع فريق برشلونة، حتى لو كنت معجبًا به.

مثال: كراهية الأجانب، الحجة الشائعة ضد الهجرة هي أن الناس لا يريدون للمهاجرين أن يأخذوا وظائف من المواطنين. لذلك يرسمون المهاجرين في صورة سيئة ويصوتون لسياسات تأمين الحدود بشكل أكبر. أقرأ أيضاً تجربة العيون الزرقاء - تجربة سجن ستانفورد.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المجتمع - السياسة - التعليم - المال)

35. الانحياز للسلطة / Authority Bias

نحن نثق ونتأثر في كثير من الأحيان بآراء شخصيات السلطة. أي الميل إلى النظر لرأي السلطة علي أنه أكثر دقة لمجرد أنه نابع من السلطة دون النظر لمحتوي الرأي. عادة ما يكون لدينا إحساس عميق داخلنا بالواجب تجاه السلطة، ونميل إلى الامتثال عندما يطلب منا شخص ذو سلطة عمل شيء ما. 

مثال: عندما يقوم المشاهير بتأييد مرشح معين. أو تقديم منتج معين أو حملة إعلانية أو اجتماعية. يستخدم المشاهير نفوذهم لمحاولة إقناع المواطنين بالتفكير أو التصويت بطريقة معينة أو الدفاع عن قضايا محددة.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة - المال)

36. تأثير الدواء الوهمي / Placebo Effect

بلاسيبو وهي مادة تُعطى للمريض بهدف علاجه، ولا يكون لها تأثير حقيقي في علاج المرض. حيث يتم إيهام المريض نفسيًا بأن هذا العلاج الذي يتناوله يحمل شفاءً لمرضه وأنه علاج فعال.

كما يستخدم هذا العلاج  في اختبارات الأدوية الجديدة وفي الأبحاث الطبية. دون معرفة المُتداوي ما إذا كان هذا الدواء فعّالًا أم لا، حيث يرى فيها المتلقي للدواء أنه قد شعر بتحسن فعلًا بسبب توقعاته الشخصية وتسمى هذه الحالة تأثير الدواء الوهمي أو استجابة الوهم.

مثال: قد يتم إعطاء بعض الأشخاص في إحدى الدراسات دواء جديد لخفض الكوليسترول. كما سيحصل أشخاص أخرون على دواء وهمي. لن يعرف أي من الأشخاص في الدراسة ما إذا كان قد حصل على العلاج الحقيقي أم الدواء الوهمي. ثم يقارن الباحثون آثار الدواء والعلاج الوهمي على الأشخاص في الدراسة. بهذه الطريقة، يمكنهم تحديد فعالية الدواء الجديد والتحقق من الآثار الجانبية.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المال)

37. تحيّز البقاء على قيد الحياة / Survivorship bias

نميل على التركيز على النماذج التي نجت في عملية ما وتجاهل النماذج التي فشلت.

التحيز للبقاء على قيد الحياة هو خطأ منطقي شائع يشوه فهمنا للعالم. يحدث ذلك عندما نفترض أن الشخص الناجح يروي القصة بأكملها ولا نفكر بشكل كاف في إخفاقات الماضي.

مثال: هناك الآلاف بل عشرات الآلاف من الإخفاقات، مقابل كل نجاح كبير في هذا العالم. لكن قصص الفشل ليست مثيرة مثل قصص الانتصار والنجاح، لذلك نادرًا ما يتم تغطيتها ومشاركتها. نظرًا لأننا نستهلك قصة نجاح تلو الأخرى، نبالغ في تقدير احتمالات النجاح الحقيقي. لنأخذ مثلاً بيل غيتس ومارك زوكربيرغ، تركوا دراستهم الجامعية، وانتقلوا إلى مجال الأعمال وحققوا نجاحات مذهلة، لكن في المقابل هناك الألف الناس تركوا دراستهم ولم يحققوا أي شيء في هذه الحياة.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة - المال)

38. المشاعر البطيئة / Tachypsychia

هي حالة عصبية تشوه إدراك الوقت لدينا، حيث أنها تجعل الأحداث أبطأ أو أسرع. معظمنا ربما قد مر بها، سواء أثناء حادث صادم أو في بعض الأوقات العصيبة الأخرى. إذا وجدت نفسك يومًا في موقف شعرت أنه خرج عن نطاق السيطرة بشكل ضبابي سريع أو تحولت إلى حركة بطيئة، فقد عانيت من Tachypsychia.

يُعتقد أن المستويات العالية من الدوبامين والنورإبينفرين تحفز الإصابة بتسرع النفس. هذه الهرمونات هي التي تحفز الاستجابة للقتال أو الهروب - آلية النجاة الفطرية لدينا - إذا شعرنا بالهجوم أو القلق فإن نبضات قلبنا تتسارع ويرتفع ضغط الدم ويصبح التنفس صعباً.

لحسن حظنا؛ فإن الحالات التي نحتاج فيها حقًا إلى التفاعل بقوة كبيرة نادرة هذه الأيام، لذلك من المهم أن تكون قادرًا على التحكم في هذه الغريزة عندما لا تكون هناك حاجة إليها، خاصة في التفاعلات اليومية التي يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل عاطفية.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - التعليم)

39. قانون التفاهة / قانون باركنسون للتفاهة / Law of Triviality

نعطي وزناً كبير للقضايا التافهة، مع تجنب القضايا الأكثر تعقيدًا في كثير من الأحيان.

مثال: لجنة إقرار المشاريع، لديهم ثلاثة مشاريع على جدول أعمالهم: المشروع الأول هو توقيع عقد بقيمة 10 ملايين دولار لبناء مفاعل نووي. المشروع الثاني اقتراح بقيمة 350 دولار لبناء موقف للدراجات. المشروع الثالث اقتراح بقيمة 20 دولار لشراء ماكينة قهوة. عليه سيكون الاجتماع كالتالي، ستمضي اللجنة ثلاث دقائق في الموافقة على بناء المفاعل النووي، ومن ثم تمضي 45 دقيقة في الموافقة على بناء موقف الدراجات. بمعنى أننا نسهب في الحديث عن الأمر السخيف لأننا نفهمه، بينما نخجل من مناقشة الموضوع المعقد لأننا لا نفهمه جيداً.

لكن كل من في الاجتماع يعرف شيئًا عن القهوة، ما هي، وكيف ينبغي صنعها، وأين ينبغي يمكن شراؤها.. الخ سيشغل هذا البند المدرج في جدول الأعمال الأعضاء لمدة ساعة وربع، وينتهي الأمر بمطالبة السكرتير بالحصول على مزيد من المعلومات، وترك الأمر ليتم البت فيه في الاجتماع التالي.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الذاكرة - المجتمع - السياسة - المال)

40. تأثير زيجارنيكـ / Zeigarnik Effect

نتذكر المهام غير المكتملة أكثر من المهام المكتملة.

رأى العالم الروسي Bluma Zeigarnik هذا التأثير لأول مرة في النوادل، الذين بدا أنهم يتذكرون الطلبات فقط طالما كان الطلب قيد التنفيذ، وينسون الأمر على الفور بمجرد الإنتهاء منه.

مثال: هذا التأثير مناسب جداً للمساعدة في التغلب على التسويف.

حيث أننا غالبًا ما نؤجل المهام الكبيرة التي تبدو مرهقة. ومع ذلك يشير تأثير زيجارنيك إلى أن مفتاح التغلب على التسويف هو أن تبدأ بهذه المهام الكبيرة. حيث يمكن أن تكون الخطوة الأولى شيئًا صغيرًا وغير جوهري. بحسب تأثير زيجارنيك هو أن المهمة قد بدأت لكنها لم تكتمل. سيستهلك هذا الموضوع الطاقة النفسية التي ستقود المهمة للتطفل على أفكارنا. وهو شعور غير مريح يدفعنا إلى إكمال المهمة، وعند هذه النقطة يمكننا التخلي عن المهمة وعدم إبقاء المهمة في أذهاننا.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة)

41. تأثير ايكيا / IKEA Effect

حيث أننا نولي قيمة أعلى للأشياء التي أنشأناها بأنفسنا جزئيًا. هذا الاسم مستمد من شركة الأثاث السويدية ايكيا، التي تبيع العديد من منتجات الأثاث التي يتطلب من العميل تجميعها وبنائها. يكون سعر منتجات ايكيا منخفض بسبب حذف أجرة عمالة التركيب من سعر المنتجات. في دراسة أجريت على عملاء ايكيا وجدوا أنهم يتعلقون بهذه المنتجات حتى لو تم تركيبها بشكل خاطئ أو كان أحد أجزائها مفقود، لأنهم بكل بساطة متعلقين بالجهد الذي بذلوه في بناء هذه المنتجات، والذي يقودهم إلى الوقوع في حب هذه المنتجات لأنها أصبحت جزء من انجازاتهم.

على الرغم من تسمية التأثير لأول مرة في عام 2011، إلا أن الكثير من المسوقين كانوا يستخدمونه قبل ذلك بعقود.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - المال)

42. تأثير بنجامين فرانكلين / Ben Franklin Effect

كيفية بناء علاقة عن طريق طلب الخدمات. هو تحيّز معرفي يجعل الناس يحبون شخصًا ما أكثر بعد أن يقدموا لذلك الشخص معروفًا، خاصةً إذا كانوا يكرهون ذلك الشخص سابقًا أو يشعرون بالحياد تجاهه.

مثال: أفضل مثال على تأثير بنجامين فرانكلين يأتي من القصة التي ذُكرت في السيرة الذاتية للعالم والسياسي الأمريكي بنجامين فرانكلين. يصف فرانكلين في القصة كيف تعامل مع عِداء مع شخص مُنافس. حيث  بعد سماع فرانكلين أن لدى منافسه كتابًا نادرًا في مكتبته، كتب فرانكلين له وسأله إذا كان يمكنه استعارة الكتاب لبضعة أيام. وافق المنافس، وبعد أسبوع أعاد فرانكلين الكتاب برسالة عبّر فيها عن مدى إعجابه به وامتنانه.

بعد مدة التقى فيها الاثنان، تحدث المنافس إلى فرانكلين بلطف شديد وأظهر استعدادًا لمساعدته في أمور أخرى، مما أدى إلى أن يصبح الرجلين صديقين حميمين. يتم شرح تأثير بنجامين فرانكلين بشكل عام باستخدام نظرية التنافر المعرفي، والتي تشير إلى أن الاحتفاظ باثنين أو أكثر من المعتقدات المتناقضة في نفس الوقت لنفس الشخص، يسبب للناس الشعور بعدم الراحة العقلية. بناءً على هذا الإطار يحاول الأشخاص تقليل التنافر المعرفي لديهم، والذي يمكن أن يحدث في هذا السياق - إذا قدموا معروفًا لشخص لا يحبونه بشكل كافٍ، نتيجة عدم التوافق بين أفعالهم ومشاعرهم تجاه الشخص الذي يساعدونه - هذا يعني أنه عندما يقدم لك شخص معروفًا، يجب أن يكون قادرًا على تبرير ذلك لنفسه، لتجنب التنافر المعرفي الذي قد يحدث من فعل شيء إيجابي لشخص لا يحبه بشكل كافٍ.

إن أبسط طريقة للقيام بذلك هي بشكل عام إقناع نفسه بأنه يجب أن يحبك بما يكفي لتقديم هذه الخدمة لك، حتى لو لم يكن الأمر كذلك في الأصل.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - المجتمع - السياسة - المال)

43. تأثير المتفرجين / لامبالاة المتفرج / Bystander Effect

كلما زاد عدد الأشخاص الآخرين حولك، قل احتمال قيامنا بمساعدة الضحية. (على الرغم من أن هذا ليس تحيزًا معرفيًا من الناحية الفنية، إلا أنه شكل آخر مهم من أشكال التحيز، وفقًا لـ TitleMax).

تأثير المتفرج أو لامبالاة المتفرج هي ظاهرة نفسية اجتماعية تشير إلى امتناع الشخص عن تقديم أي مساعدة للضحية إذا كان هناك حاضرون آخرون. احتمال المساعدة يرتبط عكسياً مع عدد المتفرجين. أي أنه كلما زاد عدد المتفرجين، كلما نقصت نسبة أن يُقدم أحدهم المساعدة. هناك عدة عوامل لتفسير ظاهرة لامبالاة المتفرج ومنها: الغموض، تماسك الجماعة، انتشار المسوؤلية.

في تفسير هذه الظاهرة، يلعب عاملان رئيسيان دور في تأثير المتفرج. أحدهما هو نشر المسؤولية - مع وجود العديد من الأشخاص الآخرين، يتم تقاسم المسؤولية في جميع أنحاء المجموعة ولا يشعر أحد أن القيام بأي شيء يقع على عاتقهم.

الآخر هو رغبتنا في الامتثال واتباع تصرفات الآخرين. عندما لا يقوم أي شخص آخر بأي شيء، فمن الأسهل الشعور بأنه ليس من الضروري، أو حتى من المناسب، اتخاذ إجراء. غالبًا ما تكون حالات الطوارئ غير واضحة أو فوضوية، ونميل إلى التطلع إلى الآخرين لاتخاذ القرار بشأن الإجراء الصحيح - أو التقاعس عن العمل.

مثال: في دراسة بحثية، وجد الباحثان Bibb Latané و John Darley أن مقدار الوقت الذي يستغرقه المشارك لاتخاذ إجراء معين وطلب المساعدة يختلف اعتمادًا على عدد المراقبين الآخرين في الغرفة.

تم وضع مجموعة من الأشخاص في واحدة من ثلاث حالات: بمفردهم في غرفة، مع مشاركين آخرين، ومع اثنين من أصحاب التجربة الذين تظاهروا بأنهم مشاركين عاديين. عندما جلس المشاركون لملء الاستبيانات، بدأ الدخان يملأ الغرفة. عندما كان المشاركون بمفردهم، أبلغ 75 % منهم عن الدخان. في المقابل، أبلغ 38 % عن الدخان فقط من المشاركين في الغرفة مع وجود شخصين آخرين. في المجموعة الأخيرة لاحظ - المتحالفان في التجربة - الدخان ثم تجاهلاه، مما أدى إلى قيام 10 % فقط من المشاركين بالإبلاغ عن الدخان.

مجال التأثير في هذا التحيّز (المجتمع - المال)

44. القابلية للإيحاء / Suggestibility

تشير القابلية للإيحاء إلى مدى تعرضنا لتغيير سلوكنا بناءً على اقتراحات الآخرين. يُعتبر الأشخاص قابلين للإيحاء إذا تصرفوا أو قبلوا الاقتراحات بناءً على مداخلات أشخاص آخرين. كما أننا نختلف في قابليتنا للإيحاء، مع العوامل التي تسبب الإيحاء بما في ذلك احترامنا لذاتنا، والعمر، والتنشئة، والحزم. يمكن رؤية القابلية للإيحاء في كثير من الحالات، خاصة بين الأطفال - لأنهم أكثر عرضة من البالغين لقبول المعلومات الجديدة بطريقة غير نقدية.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المجتمع - التعليم)

45. الذاكرة الكاذبة /  False Memory

نخلط بين الخيال والذكريات الحقيقية. تشير الذاكرة الكاذبة إلى الحالات التي يتذكر فيها الناس الأحداث بشكل مختلف عن الطريقة التي حدثت بها، أو في الحالة الأكثر دراماتيكية، يتذكرون الأحداث التي لم تحدث على الإطلاق.

يمكن أن تكون الذكريات الكاذبة حية للغاية ويتم الاحتفاظ بها بثقة عالية، وقد يكون من الصعب إقناع شخص ما بأن الذكرى المعنية خاطئة. درس علماء النفس الذكريات الخاطئة في المواقف التي يتم فيها التحكم في الأحداث بشكل جيد ويمكن معرفة ما حدث بالضبط.

مثال: الاعتقاد بأنك بدأت تشغيل الغسالة قبل مغادرتك للعمل، وعندما تعود إلى المنزل تجد أنك لم تفعل ذلك.

مثال: هو تصديقك، بأن والدتك وبختك بشدة لأول مرة لعدم غسل الأطباق عندما كان عمرك 12 عامًا. لكن والدتك أخبرك أن ذلك كان بسبب عدم احترامك لها.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المجتمع - التعليم)

46. الذاكرة الخفية / ذاكرة التشفير الخفي / Cryptomnesia

نخلط بين الذكريات الحقيقية والخيال. هي مشكلة في الذاكرة الضمنية يعتقد فيها الناس خطأً أن الفكرة الحالية هي نتاج إبداعهم، في حين أنهم في الواقع، قد واجهوها سابقًا ثم نسوها. يمكن أن يحدث Cryptomnesia في أي مشروع إبداعي.

مثال: عندما يطور المحقق فكرة بحث، يعتقد أنها جديدة بينما في الواقع يمكن توثيق أنه رأى أو سمع الفكرة في وقت مبكر من حياته. تسمى أيضًا بالسرقة الأدبية غير المقصودة؛ أو الانتحال اللاواعي. بحسب ويليام فولكنر"أي تجربة مر بها الكاتب على الإطلاق، ستؤثر على ما يفعله، ليس فقط ما يقرأه، ولكن الموسيقى التي سمعها ، والصور التي شاهدها. أي أن أفكارنا هي نتاج اندماج لجميع أنواع الأفكار الحالية التي استوعبناها في سياق كوننا على قيد الحياة ونعيش في هذا العالم.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المجتمع)

47. الوهم العنقودي / Clustering Illusion

هي ميل الإنسان الطبيعي لخلق النظام من الفوضى والعشوائية. يساعد هذا التحيز الناس على فهم العشوائية. هذا التحيّز له آثار سلبية بشكل كبير على القرارات المالية والاستثمارية.

مثال: إذا أخذ المستثمر عينة من فترة أربعة أيام من هبوط وارتفاع أسواق الأسهم، فقد يعتقد المستثمر أنه يمكن العثور على اتجاه معين بين الارتفاع والهبوط، ولكن  في الواقع لم يكن هناك أي اتجاه.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة)

48. التحيّز للتشاؤم / Pessimism Bias

نحن في بعض الأحيان نبالغ في تقدير احتمالية النتائج السيئة. يشير تحيّز التشاؤم إلى الميل للمبالغة في تقدير احتمالية الأحداث السلبية مع التقليل من احتمالية الأحداث الإيجابية.

إن توقع الأسوأ هو سمة معرفية بارزة للاكتئاب ويمكن أن يكون لها تداعيات كبيرة على المستويين الشخصي والمجتمعي.

يعد تحيّز التشاؤم أمرًا مهمًا على المستوى الشخصي، حيث يمكن أن يعيق الأفراد عن تحقيق النتائج المرجوة التي يمكن تحقيقها أكثر مما قد يعتقده المرء، كما يرتبط تحيّز التشاؤم عادةً بالاكتئاب وإدراكنا هذه العلاقة بين التشاؤم والاكتئاب، يمكن أن تكون خطوة إلى الأمام في الوعي بالصحة العقلية. تحيّز التشاؤم أكثر شيوعًا بين النساء وكبار السن، هذا يعني قد يكون التحيز عائقًا لبعض المجموعات أكثر من البعض الآخر. حيث من المرجح أن تمتنع النساء عن تقديم طلب لوظيفة لأنهن يقللن من احتمالية الحصول على مقابلة.

مثال: المثال الأشهر في هذا التحيز هي نظرة الأفراد لنصف الكأس الممتلئ ونصف الكأس الفارغ. يمكن أن يكون التناقض بين تحيز التفاؤل وانحياز التشاؤم مربكًا، لكن كلاهما متوفر في عمليات تفكيرنا.

مثال: يقدم ماكس روزر ومحمد نجدي، مثالًا رائعًا يسلط الضوء على كيفية تعايشنا مع التفاؤل والتشاؤم يستشهدون باستطلاعات Eurobarometer التي أجراها الاتحاد الأوروبي والتي تستكشف معتقدات الأفراد حول الوضع الاقتصادي لبلدهم بالإضافة إلى فرص العمل الخاصة بهم. من عام 1995 إلى عام 2015.

توقع 60 % من الناس أن تظل أوضاعهم الوظيفية كما هي، بينما توقع 20 % تحسنًا. وتوقعت المجموعة نفسها أن يزداد الوضع الاقتصادي لبلدهم سوءًا أو يظل كما هو. هذا يعني فإن الناس متفائلون بشكل عام بشأن أنفسهم ولكنهم متشائمون بشأن المجتمع، أي: وظيفتي ستكون على ما يرام حتى لو تعرض معظم الناس للخطر.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة)

49. التحيّز للتفاؤل / Optimism Bias

نحن في بعض الأحيان نُفرط في التفاؤل بشأن النتائج الجيدة. يشير تحيز التفاؤل إلى ميلنا إلى المبالغة في تقدير احتمالية حدوث أحداث إيجابية والتقليل من احتمالية تعرضنا لأحداث سلبية. كل واحد منا، بما في ذلك الخبراء، عرضة لانحياز التفاؤل. يمكن أن يؤدي انحياز التفاؤل إلى تجاهل المعلومات المهمة التي يمكن أن تفسد النتائج. من المهم أن يكون لدينا تفاؤل في حياتنا، ومع ذلك، فإن مصير مشاريعنا وأعمالنا واقتصادنا وكوكبنا يمكن أن يتعرض للخطر بسبب انحياز التفاؤل.

مثال: المثال الأشهر في هذا التحيز هي نظرة الأفراد لنصف الكأس الممتلئ ونصف الكأس الفارغ. يمكن أن يكون التناقض بين تحيز التفاؤل وانحياز التشاؤم مربكًا، لكن كلاهما متوفر في عمليات تفكيرنا.

مثال: في الأبحاث السريرية، يمكن أن يؤدي تحيز التفاؤل إلى إيمان غير مبرر بفاعلية العلاجات الجديدة. ناقش تشالمرز وماثيوز دراسة في عام 1990 اختبرت علاجًا إشعاعيًا جديدًا لسرطان الرأس والرقبة، وأجروا استطلاع حول النتائج المتوقعة. يعتقد الأطباء بالإجماع أنه سيكون هناك معدل وفيات منخفض بنسبة 30 % ومع ذلك، لم تظهر نتائج التجربة أي دليل على انخفاض معدل الوفيات. هنا يمكننا أن نرى كيف يمكن أن يؤثر انحياز التفاؤل على البحث السريري ويؤدي إلى حكم سيء، حتى عند الخبراء.

مثال: تراكم ديون الطلاب، من المنطقي عدم الرغبة في تخيل مستقبل مليء بالديون، وبالتالي قد نقلل من الوقت الذي نستغرقه في سداد القروض. أجرى الباحثان Seaward و Kemp مقابلات مع أكثر من 200 من طلاب علم النفس حول الدخل المتوقع بعد التخرج، والديون المتوقعة، وفترة السداد المتوقعة. ووجدوا أن الطلاب في المتوسط، يتوقعون سداد قروضهم في غضون 10 سنوات، لكن في المقابل الإحصاءات الحكومية أظهرت أن الأمر استغرق وقتًا أطول بشكل كبير. قام الطلاب عادةً بتقييم فرصهم في الحصول على وظائف ذات رواتب أعلى على أنها أكثر بكثير من زملائهم في الفصل. من خلال تحليل هذه النتائج ، اقترح Seaward و Kemp أن تحيز التفاؤل يجعل الطلاب يأخذون مبالغ أكبر من قروض الطلاب، حيث يتوقع الطلاب دخلاً أعلى مما يتلقونه بعد التخرج.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة)

50. انحياز النقطة العمياء / Blind Spot Bias

لا نعتقد أن لدينا تحيزًا، ونراه في الآخرين أكثر من أنفسنا. هذا يعني ميل الناس إلى رؤية أنفسهم على أنهم أقل عرضة للميول غير الواعية والتأثيرات المعرفية من غيرهم. 

مثال: غالبًا ما يعتبر الناس وجهات نظرهم السياسية موضوعية وقائمة على الحقائق بحتة، في حين أنهم يعتقدون أن أولئك الذين يتبنون آراء سياسية معارضة يتأثرون بالتحيز ورأي الحزب.

مثال: عندما يتلقى الأطباء هدايا من شركات الأدوية، يزعمون أن الهدايا لا تؤثر على قراراتهم بشأن الدواء. وإذا سألتهم عما إذا كانت الهدية قد تؤدي إلى تحيز قرارات الأطباء الآخرين دون وعي، فسيوافق معظمهم على أن الأطباء الآخرين منحازون لا شعوريًا تجاه الهدايا، بينما يستمرون في الاعتقاد بأن قراراتهم ليست كذلك.

مجال التأثير في هذا التحيّز (الإيمان - الذاكرة - المجتمع - التعليم)

عن الكاتب

عبد العليم الكاطع

مهندس عمارة، مهتم بالفكر وقضايا الشباب، مقيم في السويد.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس