ترك برس 

"بيوت الأغصان" التي تجسد الحياة القروية بولاية قرقلار إيلي شمال غربي تركيا قبل 8 قرون، تجذب إلى المنطقة عددا كبيرا من السياح سنويا.

المشروع الذي يسعى إلى تجسيد طبيعة وظروف الحياة التي عاشها سكان قرقلار إيلي قبل 8 آلاف و200 عام، اكتسب أهمية خاصة كونه يعمل على نقل تلك المعلومات إلى الأجيال القادمة.

ويستند المشروع في ذلك إلى مجموعة من اكتشافات الحفريات الأثرية التي خرجت إلى النور في منطقة أشاغي بينار جنوب مدينة قرقلار ايلي.

ومن خلال مجموعة من أعمال التنقيب والحفريات التي استمرت 28 عاما وانتهت في 2019، تمكن فريق من الآثاريين الأتراك برئاسة محمد أوزدوغان، عضو الهيئة التدريسية في قسم عصور ما قبل التاريخ بقسم الآثار في كلية الآداب بجامعة إسطنبول، من الوصول إلى معلومات مهمة حول الحياة القروية لسكان المنطقة.

** محاكاة

وفي 2012، وبدعم من وزارة السياحة، تم إنشاء "بيوت الأغصان" في محاكاة للهياكل والبيوت القديمة المصنوعة من القش وأغصان الشجر، والتي استخدمها القرويون والمزارعون الذين كانوا يعيشون في المنطقة قبل 8200 عام.

وتم استخدام مواد أولية طبيعية مثل الأغصان والقش خلال إنشاء بيوت الأغصان في منطقة آشاغي بينار جنوبي مدينة قرقلار إيلي.

وقال مدير الثقافة والسياحة في قرقلار إيلي، ولي شن، لوكالة الأناضول، إن الولاية كانت عبر آلاف السنين موطنا لأبرز الحضارات القديمة.

وأشار أن منطقة تراقيا (التاريخية في جنوب شرق البلقان، تضم شمال شرق اليونان وجنوب بلغاريا وتركيا الأوروبية)، شكلت على الدوام طريق عبور بين قارتي آسيا وأوروبا.

وأوضح شن أن مدينة قرقلار إيلي تضم ثروات تاريخية فريدة، مشيرا إلى أن أوائل القادمين إلى تراقيا من الأناضول (الشطر الآسيوي من تركيا) استقروا في منطقة آشاغي بينار.

* ثقافة الزراعة

وأضاف شن: "يمكننا القول إن أولئك السكان نقلوا معهم ثقافة الزراعة والمجتمع الزراعي وحملوها من الأناضول لأول مرة إلى تراقيا، لتنتشر وتتطور من هنا إلى أوروبا".

وتابع: "احتضنت هذه الأرض الثقافة الزراعية قبل 8200 عام، حيث شهدت نشوء القرى وتطور الحياة القروية. نحن بدورنا نسعى لتجسيد هذه الحياة ونقلها للأجيال القادمة من خلال تأسيس نماذج تمكن الزوار من الاطلاع على تجربة نشوء المجتمع الزراعي لأول مرة".

وأكمل: "في الواقع نحن مهتمون جدًا بتفعيل حركة السياحة واستضافة سياح من شتى دول العالم وتوفير الخدمات اللازمة التي تمنحهم فرصة الاطلاع على تجربة تطور ثقافة الزراعة في العصور القديمة".

ودعا شن السياح المحليين والأجانب إلى زيارة متحف الهواء الطلق في آشاغي بينار، والذي يضم "بيوت الأغصان"، التي تعكس حياة القرويين الذين عاشوا في المنطقة قبل 8200 عام.

ولفت إلى أن بيوت الأغصان "تجربة فريدة من نوعها وتستحق المشاهدة"، مشيرا إلى أنها من أبرز المشاريع السياحية والثقافية في ولاية قرقلار إيلي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!