ترك برس

أشاد المطرب المالي سالف كيتا المعروف بلقب "صوت إفريقيا الذهبي" بالمقاربة التركية تجاه القارة السمراء وبالمساعدات الإنسانية التي تقدمها تركيا لمختلف دول العالم وخاصة الدول الإفريقية.

ولد كيتا عام 1949 وهو من عائلة ماندينكا سوندياتا كيتا مؤسس إمبراطورية مالي. وكان إفريقيا شديد البياض نظراً لإصابته بمرض المُهق (الألبينية) ولذلك كانت حياته صعبة للغاية.

انفصل كيتا عن عائلته بسبب مرضه وبسبب اهتمامه بالموسيقى إذ تفرض الأعراف الاجتماعية على طبقة النبلاء الابتعاد عن الموسيقى والغناء.

انشغل كيتا بالموسيقى والغناء في عدة مدن مثل العاصمة المالية باماكو، وأبيدجان بساحل العاج والعاصمة الفرنسية باريس.

** المساعدات التركية

وفي حوار مع وكالة الأناضول خلال زيارته البيت الثقافي وسوق الحرف اليدوية الإفريقية قبيل حفلته التي أقامها في العاصمة التركية أنقرة في 3 يونيو/ حزيران الجاري أشاد كيتا بسياسات تركيا تجاه القارة الإفريقية قائلا: إن "مقاربة تركيا تجاه إفريقيا جديرة بالتقدير".

وأثنى كيتا على "المساعدات الإنسانية التي تقدمها تركيا في كل مناطق العالم وخاصة في قارة إفريقيا".

وأشار إلى أن الحفل الذي أقامه في أنقرة "ليس أول لقاء له مع الأتراك وأنه تعرف قبل ذلك على العديد من الأتراك الموجودين في مالي".

ونفذت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا)، خلال الخمس سنوات الأخيرة في عموم إفريقيا، 1884 مشروعا في عدة مجالات منها الصحة والتعليم والزراعة والتربية الحيوانية والمياه والترميم.

وكانت الوكالة قد افتتحت أول مكتب لها في القارة الأفريقية في إثيوبيا عام 2005، ليرتفع عدد مكاتبها اليوم في القارة الإفريقية إلى 21 مكتبا.

كما تضاعف حجم التبادل التجاري بين تركيا والقارة الإفريقية خلال السنوات الـ 20 الأخيرة نحو 5 أضعاف، ومع دول إفريقيا جنوب الصحراء حوالي 10 أضعاف.

** نبذ المجتمع للمصابين بالمهق

يعد كيتا من أشهر الفنانين الأفارقة وقد لعب دوراً فعالاً في مكافحة مرض المهق ولهذا السبب أنشأ مؤسسة سالف كيتا العالمي "Salif Keita Global Foundation".

ووهب كيتا ألبومه الذي أصدره عام 2009 بعنوان "La Difference" لجهود مكافحة هذا المرض.

وقال كيتا، إن مصابي مرض الألبينية "يواجهون صعوبة في مجتمعاتهم وإن المصابين بهذا المرض "يعانون من مشاكل صحية واجتماعية في الوقت نفسه".

ولفت إلى وجود "تطورات إيجابية بخصوص التعامل مع مرضى الألبينية سواء من ناحية التعرف على المشاكل الصحية للمصابين به والتعامل معها أو من ناحية التكيف مع المجتمع".

وأشار إلى أن المرضى في السابق "كانوا يُنبذون من قبل مجتمعاتهم وكانزا يواجهون صعوبات كبيرة في الحياة الاجتماعية".

وأضاف كيتا أنه يرى أنه قدم مساهمات كبيرة في مكافحة مرض المهق وأن على الفنانين الاهتمام أكثر بمثل هذه الموضوعات.

وأردف: "يتعرض مرضى المهق للنبذ والظلم والاضطهاد في مالي".

وتابع كيتا: "هذا يحدث في الأوقات التي لا يكون فيها انتخابات، أما في أوقات الانتخابات فيتحدث المسؤولون عن ضرورة حمايتهم. وعلى المجتمع أن يهتم كثيراً بهذا الموضوع".

والمهق أو البرص هو اضطراب خلقي يتميز عند البشر بالغياب الكامل أو الجزئي للتصبغ في الجلد والشعر والعينين وهو يرتبط بعدد من عيوب الرؤية، مثل رهاب الضوء، الرأرأة، والغمش.

** محمد علي كلاي

وكان سالف كيتا قد أعد أغنية " tomorrow" (الغد) لفيلم "Ali" الذي أُنتج عام 2001 وتناول حياة الملاكم الأمريكي المسلم محمد علي كلاي.

وأشار كيتا، إلى أن محمد علي كلاي "مصدر فخر لكل ذوي البشرة السمراء" وأنهم دعموا كفاحه ضد العنصرية.

وحول الصعوبات التي واجهها بسبب انحداره من عائلة عريقة في مالي قال كيتا: "لم تكن هذه الأيام سهلة لأنني بتوجهي للموسيقى والغناء أصبحت وكأنني انتهكت التقاليد والأعراف".

وأضاف: "أتمنى أن أكون فتحت الباب بذلك أمام الأجيال القادمة ومهدت لهم الطريق لكي لا يواجهوا نفس الصعوبات."

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!