ترك برس

تقع مدينة الأمراء العثمانيين "أماسيا (Amasya)" بين الجبال فوق ساحل البحر الأسود، في واد ضيق يسمى وادي "هرشينا"، يقع على ضفاف نهر "يشيل أرماق". وهي عاصمة مقاطعة "أماسيا". ويقدر عمر هذه المدينة بنحو سبعة آلاف عام، وقد خرج منها الملوك والأمراء حيث كانت مركزا لتدريبهم قديما، بالإضافة إلى الفنانين والعلماء، والشعراء والمفكرين، من بيوتها الخشبية التي تعود للفترة العثمانية، ومقابر الملوك المنحوتة في المنحدرات، مما جعل منها مكانا جذابا للزوار.

بدأت الاستثمارات في مجال السياحة في هذه المدينة من خلال ترميم المنازل العثمانية التقليدية، وغيرها من المباني التاريخية الرئيسية، وبدء العمل على استخدامها كمقاهي، ومطاعم وحانات، وفنادق وغير ذلك. وفي عام 2011 وصل عدد السياح المحليين والأجانب الذين زاروا المدينة إلى نصف مليون سائح، وخلال 2012 بلغ مجموع الزوار ما يقارب 350 ألفًا. وتُعرف "أماسيا" بأنها أفضل موقع لرؤية الكسوف الشمسي الكلي، كالذي حدث في 11 آب/ أغسطس 1999 حيث تدفق إليها العديد من الزوار لمشاهدة هذا الحدث النادر. وتمتاز المنطقة بمناخها الانتقالي بين البحر الأسود، والبحر الأبيض المتوسط، فيكون حارا بالصيف وباردا وممطرا في الشتاء.

من أبرز وأهم معالمها السياحية، قلعة "هارسين" التي تقع على نتوء صخري، فوق المدينة لتطل بمنظر رائع. تم تشييد بنائها الكبير في العصور الوسطى، وفيها أربع بوابات رئيسية، وعلى منحدراتها توجد مقابر ملوك "بونتوس" المنقوشة، والتي تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، فمظهرها وهي مضاءة في الليل، يثير الإعجاب والدهشة من شدة جماله. في حين يحوي متحف "أماسيا" المشهور، المكون من طابقين، في طابقه السفلي عددًا من أدوات الزينة، أما الطابق العلوي فيعرض الأغراض الخاصة بالسلاطين العثمانيين. وتزخر المدينة بكثير من الآثار مثل جامعها منذ عهد السلاجقة وجسر الميدان "شاغلايان" وغيرها الكثير من المعالم الساحرة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!