
ترك برس
رأى خبراء ومحللون أن التدريبات البحرية المشتركة «بحر الصداقة - 2025» تعمق التعاون العسكري المشترك بين مصر وتركيا، وتدعم الاستفادة من التطورات الصناعية في المجالات الحربية المحلية لكلا البلدين، خصوصاً في مجال الطائرات «المُسيَّرة»، وفقا لتقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى وصول وحدات من القوات البحرية المصرية إلى تركيا للمشاركة في التدريبات البحرية المشتركة «بحر الصداقة - 2025»، في خطوة تدعم تعزيز التعاون العسكري بين القاهرة وأنقرة بعد إبرام اتفاقيات صناعية مشتركة بين البلدين مؤخراً.
وقال المتحدث العسكري المصري، الثلاثاء، إن «عناصر من القوات البحرية المصرية وصلت إلى تركيا للمشاركة في التدريب المشترك، وإن التدريب يشمل تنفيذ كثير من المحاضرات والأنشطة البحرية لصقل مهارات العناصر المشاركة، ورفع كفاءتها، وتوحيد المفاهيم العملياتية؛ ما يزيد قدراتها القتالية».
وأشار في بيان عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، إلى أن «التدريب يأتي في إطار خطة التدريبات المشتركة التي تجريها القوات المسلحة بالتعاون مع نظيراتها من الدول الشقيقة والصديقة في مختلف التخصصات، والتي تسهم في تعزيز أوجه التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات، وفقاً لأحدث التكتيكات وأساليب القتال الحديثة».
علنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، استئناف مناورات «بحر الصداقة» البحرية المشتركة مع مصر في شرق البحر المتوسط، في الفترة ما بين 22 و26 سبتمبر (أيلول) الحالي بمشاركة فرقاطات وغواصات وطائرات.
ووفق المستشار بـ«الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا» مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق في مصر، اللواء محمد الغباري، فإن «التدريب يسهم في تعزيز التعاون العسكري، وتبادل المعلومات، ومعرفة تقنيات الأساطيل البحرية والأسلحة الحديثة بين جيشين لديهما تاريخ طويل في منطقة الشرق الأوسط».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «التدريبات تدعم تعزيز التعاون في الصناعات الدفاعية المشتركة، لا سيما أن تركيا تدخل بعمق في التصنيع الحربي، ولديها تجارب صناعية مشتركة مع بعض الدول منها إسرائيل في تصنيع مواتير الطائرات، وتهدف مصر لنقل الخبرات إليها».
ووقَّعت مصر وتركيا اتفاقية لإنتاج الطائرة المُسيَّرة من نوع «تورخا» محلياً في مصر، نهاية أغسطس (آب) الماضي، في خطوة تهدف إلى «توطين تكنولوجيا الطائرات المُسيَّرة، وتعزيز الصناعات الدفاعية المحلية»، وتمتلك الطائرة نظاماً متقدماً للاستطلاع والمراقبة، وتتميز بالإقلاع والهبوط العمودي.
وتضمنت الاتفاقيات الموقعة في ذلك الحين أيضاً «إنتاج المركبات الأرضية غير المأهولة بين شركة «هافيلسان» التركية ومصنع «قادر» المصري التابع لوزارة الإنتاج الحربي»، وفق تدوينة السفير التركي في القاهرة، صالح موتلو شن.
وأكد المحلل السياسي والباحث في مركز «تحليل السياسات» في إسطنبول، محمود علوش، أن «المناورات تعكس النمو المتصاعد في الشراكة العسكرية بين البلدين في أعقاب تحسن العلاقات بينهما، وفي وقت يواجه فيه كلاهما تحديات كثيرة بالمنطقة تنامت منذ اندلاع حرب 7 من أكتوبر (تشرين الأول) في قطاع غزة، والدولتان تعملان على مجاراة الأخطار الأمنية الحالية».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «الشراكة العسكرية تأخذ أشكالاً متعددة على مستوى شراء الأسلحة والتصنيع المشترك، وهي بمثابة نقاط أساسية تدعم الشراكة في المجالات الدفاعية، وتسهم في إيجاد نقاط التقاء سياسية مشتركة في عدد من الملفات الساخنة في المنطقة مع تطابق المواقف بشأن القضية الفلسطينية».
واستعادت مصر وتركيا الزخم في علاقات التعاون العسكري والتدريبات المشتركة والصناعات الدفاعية، عقب الزيارة التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتركيا في 4 سبتمبر 2024.
وفي ذلك الحين، أكد الجانبان «زيادة أوجه التعاون العسكري في كثير من المجالات خلال المرحلة المقبلة، من بينها التعاون في مجال الصناعات الدفاعية والإنتاج المشترك».
وعُقد أول اجتماع للحوار العسكري رفيع المستوى بين تركيا ومصر في العاصمة التركية أنقرة في 8 مايو (أيار) الماضي، وتقرر عقده سنوياً على مستوى رئاسة أركان جيشَي البلدَين.
ويرى الغباري أن التقارب بين الدول يمكن قياسه على مسارات التعاون السياسي والعسكري، وفي حال أخذت في التنامي فإن ذلك يبرهن على قوة العلاقات، ويعكس انقطاع التعاون العسكري توترات سياسية عميقة، مضيفاً: «تحسن العلاقات السياسية قاد لعودة التعاون العسكري مع تركيا».
وأكّد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال لقاء متلفز، مؤخراً، «تعزيز التعاون في مجال الصناعات الدفاعية والأمن المشترك مع مصر»، مشيراً إلى أن «علاقة بلاده مع مصر وصلت حالياً إلى أفضل مستوياتها في التاريخ الحديث».
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!