أمين بازارجي - صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

وصلت السكين العظم، ولا يمكن استغلال حُسن النوايا بهذا القدر، ولا يمكن نكران الحقائق بهذه الطريقة، وانا هنا أتحدث عن حزب الشعوب الديمقراطي، فماذا كان يقول الحزب قبل الانتخابات؟ كان يقول أنه يريد أنْ يكون حزبا تركيًا، وماذا يفعل الآن؟ يعادي تركيا والأتراك، ويقوم ذلك بكل صراحة و"على عينك يا تاجر".

والتطورات الحاصلة في سوريا ظاهرة للعيان، فما يجري هناك لا يمكن قبوله، لأنّ ما يجري هناك هو عبارة عن استغلال للأقليات وللعرق من أجل استخدامها في المؤامرات ضد تركيا، وعلى رأس من يقوم بذلك حزب الشعوب الديمقراطي.

***

كانوا يستيقظون على إيقاع كوباني وروج آفا ويبيتون على أخبارهما، ويدّعون أنّهم يسعون إلى إنقاذ الأكراد الذي يعيشون في المنطقة، ويريدون إنقاذهم من المجازر التي تجري ضدهم، ويدعون أنهم قدموا الكفاح الإنساني ضد داعش.

هذا الامر ليس صحيحا، لكن دعونا نقبل ذلك للحظة، ولنفترض أنهم على حق، لكن مع ذلك هناك أمور غريبة، لأنهم يرون أنفسهم بأنهم هم فقط الذين يجب أنْ يكافحوا، ولا يقبلون تدخل أي أحد في ذلك، ويقودون الهجمات ضد داعش في مناطق محددة فقط.

والأهم من ذلك أنهم لا يلقون أي اعتبار للتركمان والعرب المتواجدين في المنطقة، ويكتفون بالحديث عن "مقاومة كردية"، ويقومون بتصفية العرب والتركمان في كل منطقة يسيطرون عليها، وسياستهم مبنية على العداوة، ويتصرفون وفق أساليب عرقية مقيتة، مع أنهم أقلية هناك!

يتواجد الأكراد في تلك المنطقة كأقلية، فالأكراد في عموم سوريا عددهم على الأكثر 1.5 مليون نسمة، بينما التركمان ضعف ذلك العدد، أما العرب فهم الأغلبية الساحقة.

وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) الذي يدّعون أنهم يواجهون خلاله داعش مليء "بالمقاتلين الأجانب الأكراد"، فإلى جانب المقاتلين الأكراد السوريين، يوجد مقاتلين أكراد من تركيا والعراق وإيران، ويأخذ هذا الحزب دعما من مقاتلين ألمان وأمريكيين وإنجليز وغيرهم، ويسعون بعد ذلك للسيطرة على كل شيء، ويريدون أنْ يكونوا صاحب الكلمة الاقوى في كل موضوع، ويأخذون دعما مسلحا من ألمانيا وأمريكا، ويرون ذلك حقا لهم، ويتهمون تركيا بأنها لا تدعمهم.

***

أردنا تقديم المساعدة للتركمان الذين أصبحوا تحت ضغوطات وتهديدات داعش، وأرسلنا إليهم المساعدات اللازمة، حينها وقف العالم متهما إيانا بأننا نقدم دعما مسلحا لداعش، بينما يتصرف حزب العمال الكردستاني على أساس "الأكراد والآخرين"، ولا ينظرون للبقية على أنهم "إنسان"، ويريدون تحقيق مكاسب باسم الأكراد من التطورات في المنطقة.

هم الآن جزء من لعبة واضحة المعالم في سوريا، ويتصرفون سياسيا على أساس عرقي وتمزيقي، ويتحدثون عن "حقوق الإنسان" عندما يتعلق الأمر بالأكراد، وعند الحديث عن باقي العناصر غير الكردية لا يخطر ببالهم شيء اسمه "حقوق إنسان".

وقد سمعنا كلنا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم عندما أعرب عن استعدادهم للانضمام لجيش الأسد إذا تطلب الامر ذلك، مستعدين للانضمام لنظام الأسد القاتل العاشق للدماء.

هؤلاء مشكلتهم الوحيدة مع تركيا، ومستعدين لإرسال الابتسامات للأسد، بينما يقاتلون تركيا، ومسؤولو حزب الشعوب الديمقراطي اليوم يهددون تركيا بعدما دخلوا الانتخابات الأخيرة على أساس انهم يريدون أنْ يكونوا حزبا لكل تركيا، وماذا يمكننا أن نطلق وصفا على ذلك غير "معاداة الدولة التركية"؟

عن الكاتب

أمين بازارجي

كاتب في جريدة أقشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس