حسين يايمان - صحيفة وطن - ترجمة وتحرير ترك برس

غدا سيعقد مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية. هذا المؤتمر سيفتح صفحة جديدة لسياسة الحزب والدولة، وسيكون بداية انطلاقة حزب العدالة والتنمية للعقد الثاني من الحكم، وهذا ما لا تدركه المعارضة. فإذا استطاع الحزب تجاوز الفترة الانتقالية الحالية سيعزز ذلك من كونه "الحزب الحاكم".

كل القراءات الحسابية والسياسية أشارت إلى أن المنافس الوحيد لحزب العدالة والتنمية خلال تسعة انتخابات سابقة كان الحزب نفسه. وإذا لم ينقسم الحزب ولم يعش مشاكل كبرى سيبقى في الحكم لفترة أطول بكثير من توقعات المعارضة. على المعارضة فورا تجاوز متلازمة "العجز المكتسب" والعودة إلى المجتمع ومنحه الأمل من خلال ممارسة السياسة.

مؤتمر سياسي جديد

جاء حزب العدالة والتنمية إلى الحكم بعد صدمة التسعينات. ثم فاز في انتخابات عام 2002 بسبب ردة فعل الناخبين على الأحزاب الأخرى لذا صوتوا للعدالة والتنمية. الناخبون في تلك الانتخابات أرادوا تصفية الأحزاب الكبرى وهذا ما جعلهم يحققون تغييرا سياسيا دون إدراكهم لذلك. لذا مَن أوصل حزب العدالة والتنمية للحكم هم الغاضبون على أداء حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية.

نجح حزب العدالة والتنمية بإيجاد سياسة "استمرارية التغيير"، ولو كانت هذه السياسة فاشلة كما يعتقد البعض لتعرض الحزب لتصفية سياسية كالأحزاب التي سبقته. لكن المجتمع رأى هذا النجاح فحمل الحزب إلى الاستفراد بالحكم لثلاث فترات.

في هذا الصدد، يأتي مؤتمر حزب العدالة والتنمية غدا ليغلق القوس الذي بدأ عام 2002. ولهذا على الحزب أن يعدنا الآن بشيء جديد، وأن يقودنا لكتابة "حكاية جديدة". وسيكون المؤتمر وما يليه من إعلان الحكومة الجديدة معالم هذه الحكاية الجديدة.

عالم جديد، تركيا جديدة

كنت في سنوات التسعينات طالبا جامعيا. عشنا آنذاك فترة سقوط حزب الوطن الأم وصعود حزب الرفاه. في عام 1991 حصل "الاتفاق المقدس" بين حزب الرفاه الإسلامي وحزب العمل القومي وحزب الإصلاح الديمقراطي وهذا كان يعني انتهاء فترة انعزال حزب الرفاه. وبذلك استطاع الأخير الفوز بالانتخابات المحلية عام 1994 .

خلال حملته الانتخابية عام 1995، رفع حزب الرفاه شعار "عالم جديد". ليحقق في تلك الانتخابات فوزا كاسحا. أما حزب العدالة والتنمية فإنه يرفع غدا خلال مؤتمره شعار "تركيا الجديدة". فكما فتح شعار "عالم جديد" باب فترة سياسية جديدة للدولة التركية، فإن شعار "تركيا الجديدة" سيكون بداية لانطلاقة جديدة.

طريق 2023 يمر من 2015

إحياء النموذج السياسي الجديد الذي تحدث عنه الحزب الحاكم سيقوده إلى مكانة أعلى. فالحزب الذي حصل على 45% في انتخابات 30 آذار/مارس وعلى 52% في انتخابات رئاسة الجمهورية سيكون هو الفائز الأول في انتخابات عام 2015 ما لم يحصل تطورات استثنائية.

فكما كانت نتائج الانتخابات المحلية عام 1989 والانتخابات العامة عام 1991 ثم الانتخابات المحلية 1994 ممهدة لنتائج انتخابات عام 1995، فإن الانتخابات المحلية عام 2014 تشير بوضوح إلى نتائج الانتخابات العامة العام المقبل. وإذا لم تبدأ المعارضة من الآن العمل للانتخابات القادمة بعد 10 أشهر، فسيصبح من المؤكد أنها ستتعرض لهزيمة جديدة.

بماذا ستعدنا المعارضة؟

إذا فاز حزب العدالة والتنمية في انتخابات 2015 فإن انتخابات عام 2019 ستكون في جيبه. لأن الحزب الذي سيفوز في انتخابات 2015 سيقوم بكل مشاريعه الكبرى خطوة بخطوة. وسيكون الدخل القومي تجاوز 15 ألف دولار، وسيكون المطار الثالث جاهزا، والجسر الثالث كذلك، وسيصل القطار السريع إلى "سيواس".

ماذا ممكن أن تقدّم المعارضة أمام حزب حلّ مشكلة الأكراد، واستخرج قانونا أساسيا جديدا، ونشر الديمقراطية والرفاهية في المجتمع؟

مما لا شك فيه أن مؤتمر غد وما سيحمله من مشاريع مجدولة تحت سياسة جديدة سيكون مؤتمرا تاريخيا.

عن الكاتب

حسين يايمان

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس