عبد القادر سلفي - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

قبل أن أخوض في غمار التكهنات حول التشكيلة الوزارية الجديدة، أود أن أسرد بعض المقتطفات من اجتماع مجلس الإدارة المركزية لحزب العدالة والتنمية الذي اتخذ القرار بترشيح اسم أحمد داود أوغلو لمنصب رئاسة الوزراء والحزب.

عندما قال رجب طيب أردوغان، إن نتيجة الاستشارات التي أجراها الحزب، تجتمع حول اسم واحد لقيادة الحزب والوزراء. فسأله احد اعضاء مجلس الإدارة المركزية "من هو صاحب هذا الاسم يا سيدي" قال أردوغان إنه أحمد داود أوغلو.

 وعقب إجابة أردوغان لهذا السؤال، لم يطرح أحد أي سؤال آخر ولم يناقش أحد هذا الموضوع. وبدأ الحديث يدور حول ترتيبات المؤتمر العام للحزب الذي سينعقد في 27 من الشهر الحالي. و بنفس الوقت كان الجميع يستمع لأردوغان الذي كان يشدد على ضرورة المحافظة على وحدة الصف بين أعضاء الحزب وعدم الاختلاف.

سيعقد حزب العدالة والتنمية مؤتمره غداً، وسيُنَصّب أحمد داود أوغلو رئيسا للحزب والوزراء. ومن ثم سيبدأ داود أوغلو بتشكيل الوزارة الجديدة.

كيف سيكون برنامج الاعمال بعد ذلك؟

في 28 من الشهر الحالي سيكلف رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان أحمد داود أوغلو بتشكيل الوزارة الجديدة.

في 29 و30 من الشهر الحالي سيعمل داود أوغلو على تشكيل مجلس الوزراء

في 1 أيلول من الشهر المقبل سيعلن عن برنامج الحكومة الجديدة في مقر مجلس الشعب.

في 6 ايلول من الشهر القادم سيتم التصويت في البرلمان من أجل منح الثقة للحكومة الجديدة.

وهنا يجب الانتباه إلى نقطة هامة. وهي أن المؤتمر العام الذي سيعقده حزب الشعب الجمهوري يصادف نفس اليوم الذي سيجري فيه التصويت من أجل منح الثقة للحكومة الجديدة. فعلى حزب الشعب الجمهوري إما أن يؤجل المؤتمر أو يجد حلولا بديلة لذلك.

إن من أهم الأسئلة التي تدور في أروقة انقرة حاليا هو من سيكون ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة ومن سيبقى خارج هذه التشكيلة من الوزراء السابقين. لا سيما أن هذه التشكيلة ستظهر عليها بصمات داود أوغلو بشكل واضح. وهنا يجب علينا أن لا ننسى أن داود أوغلو وأردوغان بدءا بالعمل معا لتحضير قائمة الوزراء الجدد فور الإعلان عن ترشح داود أوغلو لمنصب رئاسة الوزراء.

في الوقت ذاته بدأ داوود أوغلو بعقد الاجتماعات الثنائية مع الأسماء البارزة في قيادات الحزب.

حتى هذه اللحظة هناك شخصان فقط لديهم العلم بالتشكيلة الوزارية الجديدة هما أحمد داود أوغلو ورجب طيب أردوغان. ويعتقد أن "يالجين أقدوغان" الذي يعتبر أحد أهم الشخصيات في المرحلة الجديدة لديه علم بالتشكيلة الوزارية الجديدة.

وقد صرح أحد الوزراء من قبل، بأن معظم الوزراء سيتم تغييرهم بما في ذلك تغيير أماكن بعض الوزراء الحاليين على الرغم من أن هذه الطريقة غير مرغوب فيها.

هناك نقتطان حرجتان.

الأولى تتعلق بالاقتصاد والأخرى بالشؤون بالخارجية. فمن المنتظر أن يستمر "علي باباجان" في قيادة الشؤون الاقتصادية. أما بالنسبة لوزارة الخارجية، فإن من سيخلف داود أوغلو سيكون محط أنظار الجميع.

إلى جانب نجاحاته الشخصية، فإن هناك عاملان مهمان أوصلا داود أوغلو إلى منصب رئاسة الوزراء والحزب وهما:

1- اهتمامه بالعالم الإسلامي.

2- إصراره على متابعة الصراع مع الكيان الموازي.

عندما انتقل الرئيس عبد الله غُل من وزارة الخارجية إلى القصر الرئاسي، لم تشعر السياسة الخارجية التركية أبداً بالفراغ، لأن أحمد داود أوغلو كان موجودا. والآن يواجه داود أوغلو مشكلة في تعيين وزير الخارجية. فعليه أن يجد الشخص المناسب الذي يستطيع أن يسد الفراغ الذي سيتركه بعد توليه منصب رئاسة الوزراء.

وخلال الفترة الاخيرة برز اسم "هاكان فيدان" الذي يشغل منصب رئاسة الاستخبارات في الساحة الخارجية من خلال مقتضيات عمله. فالاستخبارات التركية في عهد هاكان فيدان عملت على أنّها القوة التشغيلية للحكومة في مجال السياسة الخارجية. وبالإضافة إلى ذلك، لعب هاكان فيدان دورا مهما في مسألة المصالحة مع الأكراد. فقد كان يجري لقاءات شخصية مع عبد الله أوجالان.

هذه الخصائص تجعل من اسم هاكان فيدان الأقرب الى وزارة الخارجية. ولكن السؤال المهم هنا؟ في حال تولى هاكان فيدان منصب وزارة الخارجية، فماذا سيحدث في الاستخبارات. من سيخلف هاكان فيدان؟

لو أخذنا بعين الاعتبار كل هذه الخصائص لوجدنا أن هاكان فيدان هو الأقرب إلى وزارة الخارجية لا سيما أن السياسة الخارجية تنسق أعمالها عادة مع أجهزة الاستخبارات. بمعنى آخر أن العمل الاستخباراتي له علاقة وطيدة بالسياسة الخارجية. وبالاستناد إلى خبرة هاكان فيدان في الأمور الاستخباراتية، فإنه الأقرب على ما يبدو لتولي منصب وزارة الخارجية.

ولا ننسى هنا أن محاولة الانقلاب على الحكومة من قبل الكيان الموازي أحبطت من خلال عمليات الاستخبارات وبقيادة من هاكان فيدان.

وكان الكيان الموازي يستهدف ثلاثة أشخاص وهم رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان و وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان.

وبصعود أردوغان إلى القصر الرئاسي واعتلاء داود أوغلو منصب رئاسة الوزراء، وفي حال دخول هاكان فيدان الحياة السياسية إلى جانب هذين الاسمين، فسيكون الصراع مع الكيان الموازي أقوى من ذي قبل وسيأتي بنتائج إيجابية وسريعة.

إن استلام هاكان فيدان لوزارة الخارجية سيؤدي إلى ترقية عملية المصالحة الوطنية من المستوى البيروقراطي إلى المستوى الوزاري. كما سيؤدي إلى رفع مستوى الصراع مع الكيان الموازي إلى المستوى الوزاري أيضا. كما أنه وفي حال استلام هاكان فيدان منصب وزير الخارجية، سيسهل على جهاز الاستخبارات تجاوز مصاعب المرحلة الانتقالية بعد هاكان فيدان.

وفيما يخص موضوع الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات في حال رحيل فيدان عنها، فإن الحديث الدائر في الكواليس تقول بأن الرئيس الجديد سيتم تعيينه من داخل الجهاز الاستخباراتي ولن يستقدم شخص من خارج هذا الجهاز. ويقال أيضا إن هاكان فيدان يستعد للترشح لعضوية مجلس الشعب في الانتخابات المقبلة عام 2015. وبالتالي فإن هاكان فيدان سيترك منصبه كرئيس للاستخبارات عاجلا كان أم آجلا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس